عزّزت ميزانية السعودية 2026 مكانة قطاعات الصحة والتنمية الاجتماعية والتعليم باعتبارها الركيزة الأهم في الاستثمار بالمواطن وتنمية رأس المال البشري، إذ قارب الإنفاق المخصص لها نحو نصف تريليون ريال، في خطوة تعكس استمرار التوجه نحو تحسين جودة الحياة ودعم مسارات التحول الاقتصادي ضمن مستهدفات رؤية 2030.
بلغ إجمالي الإنفاق على القطاعات الحكومية 1.31 تريليون ريال، استحوذ منها قطاع الصحة والتنمية الاجتماعية على النصيب الأكبر بنحو 259 مليار ريال، بينما جاء القطاع العسكري ثانيا بـ 240 مليار ريال، فيما خُصص لقطاع التعليم نحو 202 مليار ريال، بحسب بيان الميزانية المنشور عبر موقع وزارة المالية.
تعزيز جاهزية الصحة وتمكين التنمية الاجتماعية
تتضمن ميزانية 2026 مجموعة واسعة من المشاريع الصحية والتنموية التي تستهدف رفع كفاءة منظومة الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وتشمل المشاريع إنشاء مستشفيات جديدة، وتعزيز التوطين والمحتوى المحلي في الإمدادات والمستلزمات الطبية للوصول إلى نسبة تتجاوز 87%، بما يدعم نمو القطاع غير النفطي ويوفر فرص عمل نوعية.
وفي جانب التنمية الاجتماعية، تعمل الحكومة على تمكين أكثر من 108 آلاف مستفيد من الضمان الاجتماعي عبر برامج متخصصة في إدارة الحالة وتنمية المهارات. كما يشمل القطاع برنامج سخاء للمشاريع التنموية غير الهادفة للربح بقيمة 16 مليار ريال، الذي يستهدف توفير أكثر من 16 ألف وظيفة.
وتستعد السعودية أيضا لاستضافة أكثر من 13 فعالية رياضية عالمية خلال 2026، ما يعزز العوائد الاقتصادية المرتبطة بالرياضة والسياحة، ويسهم في تطوير البنية التحتية، وتحسين الصحة المجتمعية، وخلق فرص وظيفية جديدة، وتعزيز الهوية الرياضية.
وفي إطار تنمية الموارد البشرية، تستهدف الميزانية تدريب 23 ألف متدرب خلال العام المقبل ضمن مبادرة مسرعة المهارات، الرامية إلى تأهيل قوى عاملة بمهارات عالية تواكب التحولات التقنية والاقتصادية، وصولا إلى رفع نسبة السعوديين ذوي المهارات العالية إلى 39% من القوى العاملة.
تطوير التعليم ورفع مخرجاته
يركز قطاع التعليم في ميزانية 2026 على تطوير منظومة تعليمية أكثر كفاءة وقدرة على مواكبة احتياجات المستقبل. ومن بين أبرز المبادرات، إطلاق المرحلة الثانية من منصة "قبول" الموحدة لربط الجامعات الحكومية والأهلية والكليات العسكرية في منصة واحدة تضمن الشفافية وتسهّل إجراءات القبول.
والتوسع في مدارس الموهوبين عبر إنشاء 16 مدرسة جديدة في مختلف المناطق. بالإضافة إلى تطوير تعليم اللغة الصينية من خلال تدريب مئات المعلمين وتدريس آلاف الطلاب والطالبات.
تعزيز جودة الابتعاث عبر برامج توعوية وتمكينية لرفع مستوى التحصيل الأكاديمي والمهني للطلاب المبتعثين، وإتاحة الدراسة المتعددة التخصصات بما يلائم احتياجات سوق العمل المستقبلية.
تعكس ميزانية 2026 استمرار الاستثمار الكبير في التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، وهي قطاعات تشكل الأساس لاقتصاد متنوع ومستدام بما يخدم رفاهية وجودة حياة سكان في السعودية. كما تشير الأرقام والمشاريع إلى التزام الدولة بتسريع التحول، وتطوير القدرات الوطنية، واستمرار مسار تحديث البنية الصحية والتعليمية بما يتسق مع رؤية 2030.

