واتسع التراجع اليوم ليصبح الأعلى مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك مع تزايد حصة تداولات الأجانب من إجمالي قيم السيولة، مع انحسار التداولات المحلية تزامنا بأداء المؤشر العام المتراجع منذ بداية العام.

عمق مشاركة الأجانب تخفض السيولة
وبالاستناد إلى بيانات "بلومبرغ" خلال شهر ديسمبر في الأعوام من 2016 إلى 2025، شهدت السوق تحولا هيكليا واضحا في سلوك السيولة خلال موسم الإجازات العالمية.
وأظهر التحليل أن الفرق بين متوسط قيمة التداول خلال فترة الإجازات (من 24 ديسمبر إلى 1 يناير) ومتوسط السيولة خلال 90 جلسة السابقة، انتقل من قيم موجبة قبل 2018 إلى قيم سالبة وكبيرة بعده.
وبالتوازي، ارتفعت نسبة مشاركة المستثمرين الأجانب في إجمالي قيمة التداول من نحو 10% في 2016 إلى ما يقارب 45% في 2025.
كما كشفت النتائج عن علاقة عكسية قوية بين حصة المستثمرين الأجانب وفجوة السيولة في موسم الإجازات، حيث بلغ معامل الارتباط نحو –0.78، ما يشير إلى أن تعمّق ارتباط السوق السعودية بالتدفقات العالمية جعلها أكثر حساسية للتقويم الزمني للأسواق المتقدمة.
وتدعم هذه النتائج فرضية أن 2018 يمثل نقطة الانكسار التشغيلية التي عندها تحوّل موسم الإجازات من فترة محايدة للسيولة إلى فترة سحب سيولة منهجية، وهو ما يحمل دلالات مهمة على تفسير تحركات السيولة.
قبل 2019 بلا تأثير يُذكر
كانت السيولة في ديسمبر غالبا ما كانت قريبة من متوسط الأشهر السابقة، وأحيانا أعلى منه، لذا فإن غياب المستثمرين العالميين خلال إجازاتهم لم يكن يترك فراغا حقيقيا في التداولات.
نقطة التحول واللحاق بالإيقاع العالمي
انخفاض السيولة في هذه الفترة بنحو 25% إلى 45% مقارنة بالمستويات الطبيعية، لتسجل السيولة أدنى قيم تداول في بعض جلسات نهاية ديسمبر خلال السنوات الأخيرة.
سلوك موسمي لا يظهر تغيرات هيكلية
وما تشهده السوق السعودية اليوم يتماشى مع ما رصدته دراسات دولية عديدة، والتي تشير إلى انخفاض السيولة واتساع الفروقات السعرية خلال فترات الإجازات، وارتفاع حساسية الأسواق الناشئة، كلما زادت مشاركة المستثمرين الأجانب.
"تاسي" اليوم يتصرف كسوق مرتبط عالميا، وهذا تطور طبيعي يبرز اندماجه في النظام المالي العالمي، لا نقطة ضعف فيه.
وحدة التحليل المالي



