سجلت أسعار النفط عند التسوية اليوم الاثنين أدنى مستوياتها منذ أوائل مايو، متأثرة بتنامي المخاوف من تخمة في المعروض العالمي وتزايد القلق من تباطؤ اقتصادي ناجم عن التوتر التجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين، ما يعمق توقعات ضعف الطلب على الطاقة خلال الفترة المقبلة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 28 سنتًا أو بنسبة 0.46% لتستقر عند 61.01 دولار للبرميل، فيما أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي منخفضة بمقدار سنتين أو بنسبة 0.03% عند 57.52 دولار للبرميل، بعدما انخفض كلا الخامين بأكثر من دولار واحد في وقت سابق من الجلسة، في ظل ضغوط بيعية متزايدة.
وأظهرت بيانات الأسواق أن هيكل العقود الآجلة لخام برنت يشير بوضوح إلى تحول في مزاج المستثمرين من القلق بشأن نقص الإمدادات إلى مخاوف من فائض متنامٍ في المعروض.
وتبيّن فروق الأسعار بين العقود قصيرة الأجل وتلك بعيدة الأجل لكلٍّ من برنت والخام الأمريكي أن عقود التحميل المبكر يجري تداولها بأسعار أقل من عقود التسليم اللاحق، وهو ما يعرف في الأسواق بـ نمط “الكونتانجو” (Contango)، الذي يشجع المتعاملين على تخزين النفط أملاً في بيعه لاحقًا بأسعار أعلى عندما تنكمش الإمدادات مستقبلاً.
وبحسب المتعاملين، فإن كونتانجو برنت ظهر يوم الخميس للمرة الأولى منذ فترة وجيزة في مايو، وبلغ اليوم أوسع نطاق له منذ ديسمبر 2023، فيما ظهر نمط الكونتانجو في عقود الخام الأمريكي يوم الجمعة للمرة الأولى منذ يناير 2024، في مؤشر واضح على تبدّل التوقعات تجاه توازن السوق العالمي.
وقال الشريك في شركة "أجين كابيتال" للاستثمار جون كيلدوف، إن "مخاوف التخمة هذه بدأت تتسلل فعلاً إلى السوق، خصوصًا بالنظر إلى عام 2026، حيث من المرجح أن نشهد ارتفاعًا في التخزين العائم وامتلاء الخزانات الداخلية"، مضيفًا: "هذه رواية هبوطية حقيقية لم نشهدها منذ فترة طويلة".
وكان الخامان القياسيان قد انخفضا بأكثر من 2% الأسبوع الماضي، في ثالث تراجع أسبوعي متتالٍ، مدفوعين جزئيًا بتقرير وكالة الطاقة الدولية الذي توقّع تزايد وفرة المعروض النفطي بحلول 2026، في وقت يشهد فيه الطلب العالمي تباطؤًا تدريجيًا نتيجة ضعف النشاط الصناعي وتباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى.
ويشير مراقبون إلى أن استمرار الضغوط على الأسعار خلال الأسابيع المقبلة قد يدفع المنتجين إلى إعادة تقييم سياسات الإنتاج والتصدير، خصوصًا في ظل وفرة الإمدادات وعودة مخزونات النفط العالمية إلى الارتفاع، وهو ما يعيد للأذهان سيناريوهات السوق الهابطة التي شهدها القطاع في فترات سابقة.
