سجلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، تراجعًا في أرباحها للربع الثالث، لتبلغ 440 مليون ريال، بـ 56% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي، لتأتي دون التوقعات.
وقالت الشركة في إفصاح على "تداول" اليوم الأحد: إن التراجع يعود بشكل رئيس الى انخفاض في متوسط أسعار بيع المنتجات والكميات المبيعة.
وأظهرت النتائج المالية للشركة أن الإيرادات بلغت 34.33 مليار ريال خلال الربع الثالث، مقابل متوسط توقعات عند 35.4 مليار ريال، لتسجل تراجعًا بنسبة 6.9% على أساس سنوي، نتيجة انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات وتراجع الكميات المبيعة.
كما انخفضت الإيرادات بنحو 7% مقارنة بالربع المماثل من العام السابق، وهو ما عزته الشركة بشكل رئيس إلى تراجع أسعار البيع والكميات المبيعة في ظل استمرار الضغوط على أسواق البتروكيماويات العالمية.
سابك، وهي واحدة من أكبر الشركات العالمية القيادية في مجال الصناعات البتروكيماوية، من المتوقع أن تحقق أرباحا بقيمة 768.4 مليون ريال، وفقا لمتوسط توقعات جمعتها "بلومبرغ".
سابك تتوقع زيادة طفيفة في مبيعات الربع المقبل
قال الرئيس التنفيذي لشركة سابك عبد الرحمن الفقيه ردا على سؤال "الاقتصادية" خلال المؤتمر الصحافي المنعقد اليوم في مقر الشركة لمناقشة نتائج الأعمال: إن سبب تراجع الكميات المباعة في الربع المنصرم تعود إلى جدولة السفن وبعض المبيعات إلى الربع المقبل وطبيعة المنتجات والطلب عليها.
وتوقع أن تشهد مبيعات الربع الرابع استقرار مع زيادة طفيفة مقارنة بالربع الحالي، مع استقرار الطلب على المنتجات النهائية، ونمو طفيف خاصة فيما يتعلق بالمواد البلاستيكية.
وبيّن أن الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء بلغت 4.99 مليار ريال سعودي، ما يعكس مرونة أعمال الشركة وقدرتها على التكيف مع الظروف السوقية المتغيرة.
بدوره علق نائب الرئيس التنفيذي للمالية في "سابك" صلاح الحريقي على سؤال لـ"الاقتصادية" خلال المؤتمر، أن برنامج التحول ومراجعة محفظة الأعمال بدأ قبل 18 شهرا وأن البرنامج الذي قيمته 3 مليارات دولار حقق حتى الآن 300 مليون دولار منها 118 مليون دولار نتيجة هذه الأعمال، ولمسنا الأثر الإيجابي في الربعين الثاني والثالث.
الحريقي أفاد أن مراجعة محفظة الأعمال لا تزال مستمره فيما يتعلق بالأصول، وهو برنامج إستراتيجي.
"فيتش" نظرتها المستقبلية مستقرة
وكانت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني قد أكدت في 23 أكتوبر، تصنيف شركة سابك طويل الأجل عند درجة "A+" مع نظرة مستقبلية مستقرة، مشيرة إلى أن التصنيف يظهر قوة المركز المالي للشركة وتكاملها الإستراتيجي مع "أرامكو" السعودية، التي تحمل التصنيف نفسه.
تحتفظ سابك بمركز مالي متين وسيولة مرتفعة، رغم استمرار ضعف دورة الصناعات البتروكيماوية، بحسب وكالة التصنيف الائتماني، التي أشارت كذلك إلى أن الشركة تستفيد من ميزة تكلفة اللقيم في السعودية، لكنها بدأت تتراجع جزئيا.
يشير التقرير إلى أن الشركة تمضي قدما في برامج خفض التكاليف وإعادة الهيكلة، مستهدفة تحسين الأرباح التشغيلية بـ3 مليارات دولار بحلول 2030، إلى جانب مواصلة مشاريعها الكبرى في الداخل والخارج، أبرزها مصنع "MTBE" في السعودية ومجمع "فوجيان" البتروكيماوي في الصين، بما يعزز مكانتها ضمن أكبر منتجي الكيماويات في العالم.