فيما بلغت تكلفة الإصابات في الدوريات الـ5 الكبرى في أوروبا أكثر من 3.4 مليار يورو خلال 5 أعوام، أصبحت اللياقة البدنية العالية للاعبين ضمانة مالية مهمة للأندية، ولا سيما مع ارتفاع الرواتب، وفقا لأحدث دراسة لمرصد CIES لكرة القدم.
وتم تصيف اللاعبين حسب عدد الدقائق التي لعبوها في أنديتهم وعلى المستوى الدولي خلال العام الماضي.
وبحسب الدراسة، مدافع أتلتيكو مينيرو وباراجواي، جونيور ألونسو، يأتي على رأس القائمة، متقدماً على لاعب وسط كلوب بروج، هانز فاناكن، ومدافع بنفيكا، نيكولاس أوتاميندي.
اللاعبون الثلاثة، جموا دقائق لعب استثنائية، وهو مؤشر على قدرتهم على التحمل، والذي يحمل، بشكل متزايد، وزناً اقتصادياً حقيقياً لأنديتهم.
لكل غياب.. ثمن
ومع ارتفاع الأجور بالمعدل المالي نفسه لعقود بث الدوريات، بات لكل غياب ثمن باهظ.
ففي الدوري الإنجليزي، وحده، دُفع أكثر من 1.3 مليار يورو كرواتب للاعبين المصابين منذ 2020.
وفي ظل هذه الظروف، يُمثّل اللاعبون القادرون على تحمّل أحمال عمل عالية دون إصابات عاملَي الاستمرارية الرياضية والتحكم في التكاليف.
ويُعدّ ظهور أوتاميندي بالقرب من قمة تصنيفات CIES لافتًا للنظر بشكل خاص.
كما يتصدر اللاعب البالغ من العمر 36 عامًا جدول دقائق اللعب في المرصد على مدار عامين، ويحتل صدارة تصنيفات الأربع والخمس سنوات من خلال مشاركته مع بنفيكا والأرجنتين -وهو ثبات يتناقض بشكل حاد مع التقلبات التي كشفت عنها البيانات للإصابات.
إصابة كل 7 مباريات
يُقدّم تحليل CIES حسب العمر مزيدًا من التوضيح.
فمن بين اللاعبين المولودين عام 2004 أو بعده، يبرز كلٌّ من ووتر غويس لاعب نادي ألكمار، وجويل أوردونيز لاعب نادي كلوب بروج، وماتي سميتس لاعب نادي جينك، لقدرتهم على التكيّف مع متطلبات كرة القدم الاحترافية.
في الوقت الذي تُظهر فيه أبحاث هاودن أن اللاعبين تحت 21 عامًا هم الفئة العمرية الأكثر عرضةً للإصابات، حيث يُصاب مهاجمو الدوري الإنجليزي في هذه الفئة العمرية بمعدل إصابة واحدة كل 7 مباريات تقريبا، فإنّ اللاعبين القادرين على البقاء في الملعب يحصلون على ميزة واضحة على الصعيدين التطويري والتجاري.
البعد الجغرافي
فوجود كولومبيا في صدارة قائمة CIES لأفضل 50 فريقًا يعكس كثافة جدول مبارياتها المحلية والبنية البدنية للاعبيها.
ومع ذلك، تُشير نتائج هاودن إلى أن الكثافة وحدها ليست العامل الحاسم.
فعلى سبيل المثال، سجّلت أندية الدوري الألماني (البوندسليجا) باستمرار معدلات إصابات عالية ولكن بتكلفة أقل، مما يُسلّط الضوء على كيفية تأثير هياكل الأجور على المخاطر المالية بقدر تأثير عبء العمل نفسه.
من المرجح أن تزداد العلاقة بين التوافر والقيمة وضوحًا.
تُظهر بيانات هاودن أنه حتى مع تقلب أعداد الإصابات في الموسم الماضي، ظلت التكاليف الأساسية مرتفعة، مدفوعةً بالغيابات طويلة الأمد للاعبين ذوي الأجور المرتفعة والآثار المترتبة على توسيع نطاق البطولات مثل كأس العالم للأندية.