أوضح الأمريكي بن هاربورج مالك نادي الخلود السعودي، أنه سيكون "محظوظًا" إذا تجنب الخسائر المالية وحقق التوازن في عامه الأول مع النادي، مشيرًا إلى ضرورة تجنب الهبوط في الموسم الحالي.
مجموعة هاربورج أكملت في يوليو الماضي استحواذها على نادي الخلود، أحد أندية دوري روشن في صفقة تاريخية، قادتها وزارة الرياضة السعودية بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، وأصبح بموجبها نادي الخلود أول ناد سعودي مملوك لأجنبي بنسبة 100%.
هاربورج، قال في تصريح لـ"الاقتصادية": "جئنا برؤية جديدة يمكننا من خلالها إصلاح عديد من المشكلات المزمنة التي واجهناها في النادي، وأيضًا في الدوري، لدينا القدرة على إضافة ثقافة جديدة، علامة تجارية مميزة، هوية، ونموذج تشغيل مبتكر، هذا التحول أسهم في تغيير السمعة العامة للنادي، سواء بين الجماهير أو وسائل الإعلام، حيث كانت ردود الفعل إيجابية بشكل عام".
فرص وتحديات يواجها في السوق السعودية
أشار هاربورج إلى أن السعودية أصبحت سوقًا جذابةً للاستثمار في مجالات الرياضة والتكنولوجيا، بفضل الأساسيات القوية التي تتمتع بها السوق.
وحول التحديات التي تواجهه، أجاب: "كأجنبي أواجه صعوبة في فهم اللوائح المحلية، وضبابية في الحصول على الأسعار الدقيقة، وكذلك اكتشاف المواهب المحلية بشكل صحيح، هذه تحديات صعبة مقارنة بالإدارات المحلية التي تتمتع بفهم أعمق للسوق الرياضية السعودية".
بداية تجاوزت التوقعات واهتمام إعلامي "متزايد"
هاربورج، تابع قائلا: "تجاوزنا كل التوقعات، على أرض الملعب، سجلنا 5 أهداف لأول مرة في مباراة واحدة في الدوري السعودي للمحترفين، وحققنا أول تأهل في تاريخ النادي إلى ربع نهائي كأس الملك، لكن أكثر ما نفتخر به هو التغييرات التي حدثت في ثقافة الجماهير، وبناء قاعدة جماهيرية جديدة تنتشر في جميع أنحاء المملكة".
واصل: "لقد جذبنا رعاة جددا، وكذلك استقبلنا مئات الطلبات من وسائل الإعلام المختلفة للتغطية الإعلامية، إضافة إلى عديد من طلبات البودكاست، كما أننا نشهد تدفقًا كبيرًا من العروض لإنتاج أفلام وثائقية عن النادي".
لفت: "اعتمدنا على ميزانية متواضعة مقارنة بمعايير الدوري السعودي لتحقيق النتائج الحالية، لكن في نفس الوقت اعتمدنا على قدرات استكشافية فائقة وفريق قوي للتوجيه الرياضي ذي خبرة طويلة في أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية، ما ساعدنا على اختيار أفضل المواهب، كما قمنا بإقناع اللاعبين بإمكانات النادي المستقبلية، رغم أننا نلعب في مدينة صغيرة ذات بنية تحتية ضعيفة".
تجنب الهبوط الهدف الأساسي لضمان التطور
مالك نادي الخلود، أوضح أن: "الهدف الأساسي هذا العام هو بدء بناء الفريق والنموذج الذي نريد، لكننا ورثنا عديدا من عقود اللاعبين، وبالتالي لا يمكننا تحقيق هذا بالكامل إلا بعد فترة انتقالات أو اثنتين، لذا، فإن هدفنا الرئيس هذا الموسم هو تجنب الهبوط لضمان استمرارية التطور".
تأجيل الاستثمار في الأصول العقارية المملوكة
وحول عدم الاستثمار في البنى التحتية، أجاب: "أردنا الانتظار حتى نحظى ببعض الوقت مع النادي والدوري قبل اتخاذ قرار بشأن الأصول العقارية التي سنستحوذ عليها وأماكن بناء المرافق الجديدة".
استطرد: "ماليًا، نحن نركز على التخفيف من الأضرار التي سببها الاستحواذ، وكذلك التكاليف المرتبطة ببناء بنية تحتية بشرية ومادية قوية، وذلك لدعم طموحاتنا المستقبلية في النادي".
نصيحة هاربورج للمستثمرين السعوديين وغيرهم
في ختام حديثه، أشار هاربورج إلى أنه تلقى عديدا من الاستفسارات من مستثمرين، معظمهم سعوديون، مضيفاً: "أشرح لهم الفرص والمزايا التي نراها في السوق، كما أشرح لهم الواقع حول ما يتطلبه الأمر لتحقيق الاستدامة المالية والمنافسة مع الأندية ذات الإنفاق الأعلى".
وزاد: "يجب إدراك أن الاستحواذ على أسهم نادٍ وسداد الديون المستحقة (وهو أمر شائع في معظم أندية كرة القدم العالمية)، والاستثمار في بنية تحتية جديدة (مرافق تدريبية، أكاديمية، ملعب، وغيرها) يتطلب استثمارات كبيرة".

