الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الخميس, 4 ديسمبر 2025 | 13 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.81
(2.20%) 0.19
مجموعة تداول السعودية القابضة166.8
(1.71%) 2.80
الشركة التعاونية للتأمين121.6
(-0.08%) -0.10
شركة الخدمات التجارية العربية118.3
(0.00%) 0.00
شركة دراية المالية5.43
(0.37%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب32.88
(-0.36%) -0.12
البنك العربي الوطني22.3
(0.59%) 0.13
شركة موبي الصناعية11
(-2.65%) -0.30
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة32.58
(1.05%) 0.34
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.01
(2.99%) 0.64
بنك البلاد25.8
(0.47%) 0.12
شركة أملاك العالمية للتمويل11.46
(1.78%) 0.20
شركة المنجم للأغذية55.2
(0.55%) 0.30
صندوق البلاد للأسهم الصينية12
(-0.08%) -0.01
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.6
(1.18%) 0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية114.9
(-0.09%) -0.10
شركة الحمادي القابضة29.02
(-0.34%) -0.10
شركة الوطنية للتأمين13.17
(1.15%) 0.15
أرامكو السعودية24.65
(0.78%) 0.19
شركة الأميانت العربية السعودية17.17
(2.39%) 0.40
البنك الأهلي السعودي37.3
(1.86%) 0.68
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.76
(0.79%) 0.24

مع بروز السعودية كمحطة ترفيه عالمية تنتشر فيها الفعاليات المتنوعة في كل مكان، في الرياضة والثقافة والفنون وغيرها، برزت أهمية القضاء على السوق السوداء لتجارة التلاعب بأسعار التذاكر، وتقديم حلول تنظيمية وتقنية سلسة ومرنة لإدارة العملية بأكملها، وهذا ما سنتحدث عنه في هذه المقالة، حيث سنتطرق إلى أحد أهم الحلول المتاحة في السعودية، التي يبدو أنها تجربة مثيرة وفعالة وجديرة بالاهتمام، لا سيما أنها بدأت تشق طريقها نحو العالمية من خلال شركة سعودية رائدة في هذا المجال.  فسوق التذاكر في السعودية لم تعد مجرد عملية بيع إلكتروني لحضور حفل موسيقي أو مباراة كرة قدم، بل إنها الآن أصبحت أقرب إلى نموذج مالي متكامل يشبه إلى حد كبير عملية طرح الشركات في سوق الأسهم، ما بين سوق أولية للاكتتاب وسوق ثانوية لتداول الأسهم، وما هنالك من تشابهات كبيرة بين عملية طرح تذاكر لحفلة موسيقية وطرح شركة للاكتتاب.

أبرز اللاعبين في هذا المجال هي شركة ويبوك webook، وهي شركة سعودية تحضى بمصداقية عالية أوصلتها إلى قلب تطبيق "توكلنا"، وجعلتها تفوز بعدة عقود حصرية في عدة مجالات، ولكن قبل طرح أوجه الشبه بينها وبين سوق الأسهم، تجدر الإشارة إلى أن هذه المنصة، التي انطلقت منذ أقل من عامين، باعت أكثر من 10 ملايين تذكرة حتى  الآن وتجاوز عدد مستخدميها في السعودية والخارج 6 ملايين مستخدم، وبالفعل قامت بحل مشكلة عدم إمكانية الحصول على تذاكر، وما يكتنفها من عمليات نصب واحتيال، فهذه أشياء أصبحت من الماضي، فالآن من خلال آلية إعادة البيع في منصة "ويبوك" دائماً سيكون هناك تذاكر معروضة للبيع.

التشابه مع الطرح الأولي للأسهم كبير جداً، فالتذاكر تطرح من قبل الجهة الراعية أو المنظمة كما لو أنها أسهم، ولكن بأسعار محددة حسب فئة المقعد، فهناك مقاعد ذهبية وفضية وبلاتينية وغيرها، ويعلن عنها وتطرح في يوم محدد، كالأسهم تماماً، ومن ثم يحق لمن يشتري تذكرة أو مجموعة تذاكر أن يقوم بطرحها للبيع من خلال المنصة ذاتها، وهنا تأتي أهمية نجاح المنصة في القضاء على عمليات النصب والاحتيال في بيع التذاكر، التي نراها في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي.  فالتذكرة إلكترونية ومسيطر عليها تماماً من خلال التطبيق الخاص بها، والمُنظم هو الجهة المُصدرة التي ترغب في بيع التذاكر إلى الجمهور، ودور منصة التذاكر يشبه دور مدير سجل الاكتتاب، فهي تدير العرض وتضبط الكميات وآلية الاختيار والشراء وتتولى عملية  الدفع الآمن والتسوية، دون تحمل لأي مخاطر متعلقة بعدم التغطية، لذا فمنصة التذاكر تشبه دور "تداول"، ودور البنوك في دعم آلية الاكتتاب. وبعد انتهاء مرحلة البيع الأولي للتذاكر، تبدأ المرحلة الثانية التي تشبه سوق تداول الأسهم، وهنا تتميز "ويبوك" عن بقية المنصات العالمية الأخرى في وجود خاصية إعادة البيع، إضافة إلى إمكانية التنازل عن التذكرة لطرف آخر كهدية مثلاً.

منصة "ويبوك" تعد سوق أسهم خاصة بالتذاكر، مع وجود آلية لضبط عملية إعادة البيع بحيث لا تصبح فوضوية ولا أن تؤدي إلى السيطرة الاحتيالية على التذاكر بهدف رفع الأسعار.  هذا يعني أن بالإمكان الاستفادة من إعادة البيع في تحقيق أرباح "للمضارب"، وكمثال على ذلك فقد تم يوم الجمعة الماضي إقامة حفل كبير للفنان محمد عبده في مسرح يتسع لنحو 20 ألف شخص، بيعت جميع التذاكر مباشرة بعد طرحها ولكنها بقيت متاحة من خلال إعادة البيع في المنصة ذاتها بأسعار تحددها قوى العرض والطلب، إضافة إلى سياسات سعرية معينة تطبقها المنصة، ولكن على وجه العموم كانت أسعار إعادة البيع لهذه الحفلة تزيد على سعر "الاكتتاب" بالضعف وأكثر، علماً أن متوسط السعر الأصلي للتذكرة - كتقدير سريع مني – نحو 1200 ريال.  وحالياً، لا تسمح المنصة بإعادة البيع بعد البيع لأول مرة وذلك للحد من بعض المخاطر التنظيمية والإدارية، ولا يوجد مزاد مفتوح بالكامل، بل هناك شرائح من الأسعار يقوم البائع بالاختيار منها، ولكنها في نهاية المطاف مبنية على العرض والطلب.

إذن، المضاربون موجودون أيضاً في سوق التذاكر، فهناك من يسعى إلى شراء عدد كبير من التذاكر فور فتح البيع بهدف إعادة بيعها لاحقاً، كما يفعل من يحصل على تخصيص كبير في الطرح الأولي ليقوم بالبيع مع أول ارتفاع، والتشبيه بسوق الأسهم ليس مبالغة، بل توصيف دقيق لواقع جديد بدأ يتشكل أمامنا، فهناك جهة مصدرة ومدير سجل وسوق أولية وسوق ثانوية وحدود سعرية ومضاربون ومخاطر العرض والطلب قائمة وموجودة، وفرص تحقيق أرباح أو خسائر موجودة، فعملية شراء التذاكر بهدف إعادة البيع تتطلب معرفة بدرجات الإقبال ورغبات الجماهير. ومع وجود التنظيم والتقنية والدعم الرسمي في العملية، كما يتبين من وجود "ويبوك" في تطبيق "توكلنا"، فإن ذلك يمنح سوق التذاكر السعودية ثقة أعلى ونزاهة أكبر، ويقلل من الفوضى المنتشرة في بعض أسواق إعادة البيع في دول أخرى، وبالتالي يمكن القول إن قطاع التذاكر في السعودية يتحول تدريجياً إلى نموذج اقتصادي متكامل، ليس بعيداً عن عالم المال الذي نعرفه، بل يكاد يكرر مبادئه الأساسية بطريقة مختلفة وأكثر قرباً للجمهور.



للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية