الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 7 نوفمبر 2025 | 16 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.94
(1.02%) 0.10
مجموعة تداول السعودية القابضة193.9
(0.41%) 0.80
الشركة التعاونية للتأمين133.5
(2.06%) 2.70
شركة الخدمات التجارية العربية115
(0.44%) 0.50
شركة دراية المالية5.48
(-0.36%) -0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب35.56
(0.45%) 0.16
البنك العربي الوطني23.4
(-0.38%) -0.09
شركة موبي الصناعية11.9
(-1.82%) -0.22
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة34.64
(0.87%) 0.30
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.2
(2.02%) 0.48
بنك البلاد28.5
(-0.07%) -0.02
شركة أملاك العالمية للتمويل12.93
(0.23%) 0.03
شركة المنجم للأغذية54.6
(0.55%) 0.30
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.14
(1.25%) 0.15
الشركة السعودية للصناعات الأساسية58
(-0.51%) -0.30
شركة سابك للمغذيات الزراعية120
(-0.08%) -0.10
شركة الحمادي القابضة32.16
(-1.05%) -0.34
شركة الوطنية للتأمين14.18
(0.21%) 0.03
أرامكو السعودية25.84
(0.94%) 0.24
شركة الأميانت العربية السعودية19.17
(0.42%) 0.08
البنك الأهلي السعودي39.24
(-0.41%) -0.16
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.82
(-0.56%) -0.18


رأس المال الصيني يجد في أمريكا اللاتينية وسطاً يشبه الصين ما قبل احتدام التنافسية وتشبع الاقتصاد

•      الشركات الصينية تأتي للتعرف على الشركات المحلية واستكشاف الصفقات المحتملة

•      على عكس المنافسة الشرسة في الصين بوابة أمريكا اللاتينية مفتوحة على مصراعيها

•      قد يعقد قبول الأموال الصينية طموحات الشركات الناشئة للتوسع في الولايات المتحدة مستقبلا

 الخلاصة

تتسارع الصين في دعم الشركات الناشئة في أمريكا اللاتينية عبر استثمارات رأس المال الجريء، مستغلة فرص النمو في المنطقة التي تشبه الصين سابقاً. رغم فوائد التمويل الصيني، تواجه الشركات مخاطر جيوسياسية قد تعوق توسعها في السوق الأمريكية. المنافسة بين الصين والولايات المتحدة ستتركز قريباً على التقنية والبنية التحتية الرقمية في المنطقة.

بينما تستعرض الولايات المتحدة قوتها العسكرية في منطقة البحر الكاريبي بسفنها الحربية وقاذفات "بي-1"، تخوض الصين معركة أكثر تحفظاً في أمريكا اللاتينية للفوز بسباق دعم الشركات الناشئة الواعدة في المنطقة.

يعد وصول مستثمرين صينيين ذوي ثروات طائلة وسط شحّ حاد في التمويل، خبراً ساراً لرواد الأعمال في أمريكا اللاتينية. لكن على مؤسسي الشركات الحذر، ففي ظلّ التنافس المحموم بين القوى العظمى اليوم، قد يعقّد قبول الأموال الصينية طموحاتهم للتوسع في الولايات المتحدة مستقبلاً أو للإدراج في البورصات الأمريكية.

قد يعمل رأس المال الجريء في معظمه بعيداً عن الأنظار، لكن لو حاورتم مؤسسين ومستثمرين في شتى أرجاء المنطقة، سيظهر اتجاهٌ جديد: الشركات الصينية تأتي لتتعرف على الشركات المحلية واستكشاف الصفقات المحتملة.

ترى هذه الشركات في أمريكا اللاتينية آفاقاً جديدة للاستثمار في مراحلها المبكرة، فهي منطقة تشبه من نواحٍ عديدة الصين قبل بضعة عقود، إذ تجد بها طبقة متوسطة صاعدة وأسواق مهيأة للتغيير، وهناك حاجة إلى بناء كثير من القطاعات.

على عكس الوضع في الصين، حيث تواجه الآن منافسة شرسة وضغوطاً انكماشية، ما تزال بوابة المنافسة في أمريكا اللاتينية مفتوحة على مصراعيها.

بحث عن تجارب نجاح جديدة في قطاع التقنية

تبحث شركات صينية عملاقة مثل "ديدي جلوبال" (Didi Global) و"بي إيه آي كابيتال" (BAI Capital) بهدوء عن فرص استثمارية لرأس المال الجريء، مراهنة على أن الجيل القادم من رواد الأعمال في أمريكا اللاتينية قد ينتج شركة أخرى مثل "ميركادول ليبري" (MercadoLibre) أو "إن يو هولدينجز" (NU Holdings)، وهما من أبرز نجاحات قطاع التقنية في المنطقة.

حتى أن "ديدي" أنشأت ذراعاً استثماريةً تركز على إبرام الصفقات في المنطقة، حيث وظفت مسؤولين تنفيذيين سابقين من "جيه بي موجان تشيس آند كو" و"ماكينزي آند كو" للعثور على فرص، وفقاً لما أخبرني به أشخاص مطلعون على إستراتيجية الشركة وقد طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم يتطرقون إلى معلومات خاصة. لم ترد "ديدي" على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق.

لقد تأكد هذا التوجه الأسبوع الماضي، عندما أعلن الفرع الدولي لشركة "أنت جروب" (Ant Group)، الشركة التابعة للتقنية المالية التي شارك في تأسيسها قطب الأعمال الصيني جاك ما، عن ضخ رأسمال في شركة البنية التحتية للإقراض المدمجة (R2)، التي تعمل في المكسيك وتشيلي وكولومبيا وبيرو والبرازيل. ما الهدف؟ توسيع نطاق حصول الشركات الصغيرة والمتوسطة على الائتمان.

دعمت شركة "بي إيه آي كابيتال"، ومقرها في بكين، شركة "ستوري" (Stori) المكسيكية للتقنية المالية، وأطلقت "إم ستار" (MStar)، وهي شركة جديدة لتمويل السيارات في المكسيك. في مارس، شاركت شركة "تينست هولدينجز" (Tencent Holdings) في أحدث جولة تمويل لشركة "يولالا" (Ualá) الأرجنتينية للتقنية المالية.

اقتصاد واعد لا تشتعل فيه المنافسة

ينجذب المستثمرون الصينيون إلى المنطقة جزئياً سعياً إلى وسيلة لتنويع استثماراتهم بعيداً عن قيود سوقهم المحلية، بما في ذلك الضغوط الحكومية والتنظيمية.

في أمريكا اللاتينية، يمكنهم استغلال نقاط قوتهم، ولا سيما في تقنية الذكاء الاصطناعي وعلاقاتهم مع شركات تصنيع المعدات الأصلية الصينية القوية، التي تورّد السلع والمكونات للعلامات التجارية العالمية، لتحقيق أفضلية في الأسواق الجديدة.

كما يهدف كثير منهم إلى بناء أنظمة بيئية متكاملة، كما يتضح من وصول شركات توصيل الطلبات في مرحلتها الأخيرة مثل "جي آند تي إكسبرس" (J&T Express) و"آي مايل" (iMile) لخدمة تجار التجزئة الصينيين عبر الإنترنت مثل مجموعة "شي إن" (Shein Group) أو"تيمو" (Temu) التابعة لشركة "بي دي دي هولدينجز" (PDD Holdings).

موجة الاهتمام الصيني المتجددة جاءت بعد طفرة أولية في نهاية العقد الماضي، وتأتي في وقت انهار نشاط رأس المال الاستثماري في أمريكا اللاتينية من مستوى قياسي بلغ نحو 16 مليار دولار في 2021 إلى نحو 5 مليارات دولار فقط في 2025، وفقاً لشركة الأبحاث "بيتشبوك" (PitchBook). وهذا يعني أقل من 600 صفقة هذا العام، ما يضع عام 2025 على مسار بلوغ أقل عدد من الصفقات منذ 2018.

تعطش لرأس المال في أمريكا اللاتينية

يقدم هؤلاء المستثمرون الجدد الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى تمويل منخفض التكلفة، شريان حياة ضروري جداً للشركات الناشئة، ما يساعدها على التوسع وتوفير فرص العمل وتوليد الثروة.

كما يمكن لكثير منها الاستفادة من التقنية والمعرفة الصينية لتوسيع نطاق أعمالها بشكل أسرع. بالنسبة إلى الشركات الناشئة، يعد هذا بديلاً عملياً، ولا سيما عند التعامل مع الشركات الراسخة ذات البصمة العالمية الراسخة.

مع ذلك، يصعب تجاهل الدلالات الجيوسياسية. فمع تجديد واشنطن تركيزها على المنطقة، قد تثير الشراكات مع المستثمرين الصينيين تدقيقاً سياسياً، ما يلقي بظلال على إمكانية الوصول إلى السوق الأمريكية، أو حتى أن يعقّد خطط الإدراج في البورصات الأمريكية.


أخبرني رامون إسكوبار، المدير السابق لإستراتيجية نصف الكرة الأرضية الغربي في مجلس الأمن القومي: "تراقب إدارة دونالد ترمب الوضع من كثب، ولا سيما في ما يتعلق بالتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي… إذا لم يتحرك رأس المال الأمريكي بسرعة، فسيقبل المؤسسون الشيكات الصينية، ومع رأس المال يأتي النفوذ".

في الواقع، في حين استحوذت شركة "أمازون" حديثاً على حصة في شركة التوصيل الكولومبية "رابي" (Rappi)، وأبرمت أيضاً صفقة مماثلة مع شركة "كواليتي بوست" (QualityPost) للبريد السريع ومقرها في مونتيري في المكسيك، إلا أن إمكانات النمو لا تزال هائلة، والمنافسة تشتد.

معركة مراكز بيانات وشركات

أعلنت مجموعة جاك ما "علي بابا جروب هولدينج" في سبتمبر أنها ستبني أول مركز بيانات لها في البرازيل وتوسع عملياتها في المكسيك، ما يضيف إلى المرافق التي تملكها "أمازون" و"مايكروسوفت" و"جوجل" التابعة لشركة "ألفابت" في المنطقة.

لكن قريباً، ستدور المعركة الجيوسياسية في أمريكا اللاتينية حول التقنية، وحول بروتوكولات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات التي تتبناها الدول، والسحابات والشبكات والكابلات البحرية التي تشغّلها، وفي نهاية المطاف، الشركات والصناعات والبيانات التي تتحكم بها.

ستشكّل هذه المرحلة القادمة اختباراً ليس فقط لحكومات أمريكا اللاتينية، بل للمستثمرين والقطاع الخاص أيضاً.

رئيس تحرير قسم الاقتصاد والحكومة في أمريكا اللاتينية لدى وكالة بلومبرغ للأنباء.

خاص بـ "بلومبرغ"

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية