قال لـ"الاقتصادية" وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحه، إن مشاريع التحول الرقمي أسهمت في تمكين أكثر من 1200 مصنع في المنطقة الشرقية بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، في وقت تشير فيه تقارير دولية إلى أن أقل من 30% من المصانع في الاقتصادات الناشئة طبقت حلول ذكاء اصطناعي متقدمة، ما يبرز التقدم الذي حققته المنطقة في هذا المجال.
وأضاف السواحه أن هذه الجاهزية تدعمها استثمارات أجنبية ومحلية عززت الموقع العالمي للمنطقة، إذ تجاوزت الاستثمارات الأجنبية في قطاع التقنية بالشرقية 12.6 مليار ريال، إلى جانب 5.6 مليار ريال استثمارات محلية، فضلًا عن استضافة مقرات إقليمية لشركات تقنية عالمية، وفق بيانات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
الشرقية تستحوذ على 24% من السعات الوطنية لمراكز البيانات
الوزير أكد إن الشرقية تبرز اليوم كمركز عالمي جديد في خريطة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، مستحوذة على نحو 24% من إجمالي السعات الوطنية لمراكز البيانات، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بعدد من المناطق الصناعية الكبرى عالميًا، حيث تتركز هذه السعات غالبًا خارج المدن الرئيسية.
وأوضح أن هذا الثقل يمنح المنطقة الشرقية قدرة تنافسية عالية لاستقطاب أعباء الذكاء الاصطناعي المتنامية، ويعكس جاهزيتها المبكرة مقارنة بعديد من الأسواق الناشئة والمتقدمة، مدعومة بتكامل الطاقة، والبنية الرقمية، والعمق الصناعي.
وأشار إلى أن الشرقية تمثل نموذجا متقدما للمساهمة في تلبية الطلب العالمي على مراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والمقدر بنحو 63 جيجاواط، مستفيدة من مزيج فريد يجمع بين وفرة الطاقة، والجاهزية التقنية، وجاذبية الاستثمار.
توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة
أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات أن تميز المنطقة الشرقية لا يقتصر على البنية التحتية لمراكز البيانات، بل يمتد إلى التطبيق العملي للذكاء الاصطناعي داخل القطاعات الصناعية، من خلال نماذج لغوية متخصصة. وفي هذا السياق، تقود أرامكو السعودية تحولًا نوعيًا عبر نموذج Meta Brain، أحد أضخم النماذج اللغوية المخصصة للقطاع الصناعي عالميًا، والمستند إلى أكثر من 90 عاما من البيانات والخبرة في قطاع النفط والغاز.
وأوضح أن أرامكو توظف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، وتحسين كفاءة العمليات، وإدارة الأصول الصناعية والطاقة، ما يضع الذكاء الاصطناعي في المنطقة الشرقية في موقع القيادة التشغيلية عالميًا.
الدمام نقطة تشغيل عالمية لخدمات الاستدلال لشركة Groq الأمريكية
وعلى صعيد الشراكات الدولية، أشار السواحه إلى أن اختيار شركة Groq الأمريكية مدينة الدمام كنقطة تشغيل عالمية لخدمات الاستدلال، ودعم نماذج Llama المفتوحة المصدر التابعة لشركة Meta، يعكس ثقة متنامية في البيئة التشغيلية للمنطقة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها أسواق أخرى تتعلق بقيود الطاقة أو البنية الرقمية. ولفت إلى أن مركز الدمام يخدم اليوم أكثر من 70 ألف مطور ومبرمج حول العالم.
وأكد السواحه أن خريطة الذكاء الاصطناعي عالميا تشهد تحولا جذريا، حيث لم تعد الريادة تقاس بتقدم الخوارزميات والنماذج فقط، بل بقدرة الدول والمناطق على تشغيل الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع وبكلفة مستدامة، في ظل نمو سنوي للطلب يتجاوز 20%، مدفوعا بتوسع تطبيقات الاستدلال والخدمات الرقمية كثيفة الاستخدام.
وكان الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية استقبل وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، يرافقه نائب الوزير ومحافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المكلف المهندس هيثم العوهلي، حيث جرى بحث عدد من المبادرات والمشاريع الرقمية الهادفة إلى تعزيز البنية التحتية للاتصالات والتقنية في المنطقة.
كما عقد الوزير خلال زيارته للشرقية سلسلة اجتماعات مع مستثمرين ورجال أعمال في المنطقة، في إطار تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ودعم نمو الاستثمارات التقنية، إضافة إلى استعراض الفرص الواعدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والتقنيات الحديثة.

