أعلن إريك سيمونز، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة ستاك بليتز، أخيرا استئجار مكتب جديد في ليفيز بلازا، موقع راقٍ قرب الواجهة البحرية في سان فرانسيسكو. يُتوقع أن ينتقل الموظفون إلى المكتب الجديد في يناير بعد اكتمال تجهيزات البناء.
قبل بضعة أعوام، كان مثل هذا التطور غير متصور، إذ أغلقت شركات التكنولوجيا مكاتبها في جميع أنحاء سيليكون فالي خلال جائحة كورونا، وانتقل الموظفون للعمل عن بعد، ما أدى إلى تراجع سوق العقارات التجارية وارتفاع نسب الشواغر، وفقا لـ "بزنس إنسايدر".
اليوم، تشهد المنطقة انتعاشا غير معتاد مدفوعا بطفرة الذكاء الاصطناعي. فبينما كانت التوقعات تشير إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى خسائر وظيفية واسعة، يظهر الواقع أن شركات الذكاء الاصطناعي توظف أعدادا كبيرة من البشر، خاصة المتخصصين في تشغيل التكنولوجيا. الزيادة في القوى العاملة دفعت الشركات لاستئجار مكاتب فاخرة في سيليكون فالي ومدن حضرية أخرى مكتظة بالمهارات.
وتقول جودي بواريه، رئيسة خدمات المستأجرين في الأمريكتين بشركة كوليرز: "شركات الذكاء الاصطناعي تستأجر المكاتب لأنها توظف. الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق العمل، لكنه يخلق أيضًا وظائف جديدة تدفع الطلب على المكاتب".
وخلص تقرير حديث من كوليرز إلى أن قطاع التكنولوجيا أصبح محركًا رئيسيا لسوق المكاتب الأمريكية. ففي سيليكون فالي، شهدت مساحة العقود المكتبية زيادة مستمرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وبلغ متوسط مساحة العقود في 2025 أعلى مستوى منذ 2020.
منذ 2020، سجّلت شركات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي صفقات إيجار مكتبي بلغت 5.2 مليون قدم مربع في سيليكون فالي (باستثناء شركات مثل أبل وألفابيت وميتا وبحلول منتصف 2025، تجاوزت مساحة الإيجارات الموقعة إجمالي العام 2024 البالغ 1.3 مليون قدم مربع، وفقا لبيانات كوليرز.
وتركزت النشاطات المكتبية لشركات الذكاء الاصطناعي في صني فيل وفريمونت بكاليفورنيا، خاصة لشركات متخصصة في البنية التحتية والروبوتات، بسبب انتشار التصنيع المتقدم في هذه المناطق.
الخلاصة من هذا النشاط: إذا كانت شركات الذكاء الاصطناعي نفسها توظف أعدادًا كبيرة من البشر، فهناك احتمال كبير أن تتبعها شركات أخرى في تعزيز القوى العاملة، ما يعني أن الذكاء الاصطناعي قد يكون محفزًا لنمو الوظائف بدلاً من القضاء عليها.