تستعد شركة "سبراني" التابعة لـ "أرامكو الرقمية"، لضخ أكثر من 40 مليون دولار في مشاريع الأمن السيبراني خلال الفترة المقبلة، في ظل ارتفاع مستوى الهجمات التي تستهدف البنى التحتية، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في الشركة المهندس عبدالله السعدون.
الشركة تستعد أيضا لإطلاق حزمة منتجات جديدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، في إطار تعزيز قدراتها في مواجهة التهديدات المتزايدة، خصوصا في القطاعات الحيوية.
السعدون قال على هامش معرض «بلاك هات» في الرياض، "إن الشركة تركز على بناء الكفاءات الوطنية، إذ يعمل لديها حاليا أكثر من 180 متخصصا، وتستهدف رفع العدد إلى 300 موظف العام المقبل".
أعمال النسخة الرابعة من "بلاك هات" الشرق الأوسط وإفريقيا 2025، كانت قد انطلقت بمشاركة تجاوزت 50 ألف مختص وزائر من 163 دولة، في أكبر تجمع عالمي من نوعه في قطاع الأمن السيبراني، فيما تضم أكثر من 500 شركة، تشكّل الشركات الدولية منها 66%، إلى جانب 300 متحدث.
"سبراني" تدير أعمالها من مقرها الرئيسي في الرياض، إضافة إلى إدارة إقليمية في المنطقة الشرقية، مع خطط لإطلاق أكاديمية تدريب بالشراكة مع معاهد عالمية لتأهيل الكفاءات السعودية.
الهجمات مدعومة وممولة من جهات كبيرة
السعدون أشار إلى المنتجات التي طرحتها الشركة هذا العام ضمن منظومة «ساي برودكت»، وتشمل، CyMark 2.0 الخاص بحماية البيانات ومنع التسريب، بما في ذلك منع تصوير الشاشات والمستندات بالكاميرات لحماية المعلومات الحساسة.
ذلك علاوة على Cyberani One Intel، وهي خدمة استخبارات سيبرانية تقدم بيانات محلية لدعم أنظمة المراقبة الأمنية، وتعد من الخدمات التي تنفرد بها الشركة في المنطقة.
تعد المملكة ضمن أكثر الدول استهدافا للهجمات السيبرانية نظرا لثقلها الجيوسياسي، وبعض الهجمات «مدعومة وممولة من جهات كبيرة». لذلك تعمل سبراني مع شركات وطنية أخرى لتعزيز الحماية على مستوى القطاعات الحيوية، بحسب السعدون.
الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في الشركة لفت إلى أنها سجلت هذا العام نسبة نمو تتجاوز 200% وتصل إلى 300% مقارنة بالعام السابق، مع خطط للتوسع نحو أسواق إقليمية وعالمية خلال الفترة المقبلة، موضحا أن الحلول التي تقدمها الشركة تسهم في خفض المخاطر وتقليل احتمالات اختراق البنى التحتية الحساسة.
تعكس المؤشرات حجم الطلب المتنامي على حلول الأمن السيبراني، وما يتطلبه من قدرات متخصصة ومنتجات أكثر تطورا، في سوق تشهد توسعا متسارعا وتغيرا في طبيعة التهديدات.
تكلفة الاختراق الواحد تصل إلى 4 ملايين دولار
قال مدير إدارة ودفاع الأمن السيبراني في شركة "هبوب" المملوكة للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز محمد الرشيد، "إن الأمن السيبراني لم يعد خياراً تنظيمياً، بل ضرورة اقتصادية، في ظل وصول تكلفة الاختراق الواحد إلى 4 ملايين دولار".
"هبوب" تعد شركة سعودية متخصصة في الأمن السيبراني، مملوكة بالكامل للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وتركز على حماية البنى التحتية الرقمية في القطاعين العام والخاص دون ارتباط مباشر بمنتجات الدرونز أو البرمجة، وإنما من خلال جوانب الحماية الأمنية.
الرشيد أوضح، خلال مشاركته في معرض «بلاك هات» في الرياض، أن وتيرة الهجمات تطورت بشكل لافت مع اعتماد المهاجمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل الأنظمة التقليدية عاجزة عن المواجهة.
خسائر متوقعة بـ 10 تريليونات بنهاية 2025
الرشيد أشار إلى أن “هبوب” تعمل على تقديم حزمة من الخدمات التي ترفع جاهزية الجهات وتعزز قدرتها على الاستجابة، من بينها مركز مراقبة عمليات الأمن السيبراني الذي يدار بكفاءات وطنية، إضافة إلى حلول معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الهجمات بسرعة أكبر.
وتشمل خدمات الشركة كذلك: حوكمة الأمن السيبراني، اختبارات الاختراق، ومراجعة المعمارية التقنية للجهات، بما يرفع مستوى المتانة الرقمية ويقلل الخسائر المحتملة.
وحول قدرة المنتجات المعروضة في «بلاك هات» على خفض حجم الخسائر، أكد الرشيد أن هذه الحلول “تزيد حصانة البنية الرقمية كبداية، ثم تأتي طبقة المراقبة المستمرة التي تُدار محلياً، ما يساعد في الاكتشاف المبكر للهجمات واحتوائها قبل أن تتحول إلى خسائر مالية كبيرة”.
وأشار إلى أن تقارير دولية تتوقع أن تصل الخسائر السيبرانية العالمية إلى 10 تريليونات دولار بنهاية 2025، وهو ما يرفع مستوى الضغط على الشركات المتخصصة لتقديم خدمات أكثر كفاءة، في سوق تشهد نمواً متسارعاً وتغيراً في طبيعة التهديدات.
