أعلنت شركة "آي بي إم" الأمريكية أنها طورت شريحة تجريبية جديدة للحوسبة الكمّية تحمل اسم "Loon"، تمثل خطوة رئيسية نحو بناء حواسيب كمّية قادرة على أداء مهام عملية قبل نهاية العقد الحالي.
وتسعى الشركة من خلال هذا الابتكار إلى تجاوز أحد أكبر التحديات في مجال الحوسبة الكمّية، والمتمثل في تصحيح الأخطاء الناتجة عن الطبيعة غير المستقرة للأنظمة الكمّية. فبينما يمكن للحواسيب الكمّية نظريًا حل مسائل تحتاج الحواسيب التقليدية آلاف السنين لمعالجتها، إلا أن الأخطاء الكمّية تعوق تحقيق هذا التفوق في الواقع العملي.
نهجا جديد
وكانت "آي بي إم" قد اقترحت في عام 2021 نهجا جديدًا لتصحيح الأخطاء، مستوحى من خوارزميات تحسين إشارات الهواتف المحمولة، بحيث تُنفذ على مزيج من الشرائح الكمّية والشرائح التقليدية. لكن هذا النهج يجعل عملية تصنيع الشرائح أكثر تعقيدًا، لأنها تحتاج إلى احتواء الكيوبتات (qubits) إضافةً إلى وصلات كمّية جديدة تربط بينها.
وقال مارك هوارفاث، نائب الرئيس والمحلل في شركة الأبحاث «جارتنر»، إن تصميم «آي بي إم» الجديد "ذكي للغاية"، مضيفًا أن "رؤية الشركة تضع هذا المفهوم في شريحة حقيقية أمر مثير للاهتمام ويظهر تقدّمًا ملموسًا".
المرحلة الأولى
وأوضح جاي جامبيتا، مدير أبحاث "آي بي إم"، أن تطوير شريحة "Loon" اعتمد على قدرات مجمع ألباني نانوتك في ولاية نيويورك، الذي يضم أحدث تقنيات تصنيع الشرائح في العالم.
وأشار جامبيتا إلى أن "Loon" ما زالت في مراحلها الأولى، ولم تحدد الشركة بعد موعدًا لإتاحتها أمام الباحثين الخارجيين، لكنها كشفت أيضًا عن شريحة أخرى تحمل اسم "نايتهوك"، من المقرر أن تتاح بنهاية العام الجاري.
وتتوقع "آي بي إم" أن تحقق "نايتهوك" تفوقًا كمّيًا على الحواسيب التقليدية في بعض المهام بحلول العام المقبل، مؤكدة أنها تعمل مع عدد من الشركات الناشئة والباحثين على مشاركة الشفرات البرمجية بشكل مفتوح لاختبار تلك القدرات.
وقال غامبيتا في تصريحات لوكالة "رويترز": "نحن واثقون من أننا سنرى العديد من أمثلة التفوق الكمّي، لكننا نريد تجاوز مرحلة العناوين والأوراق البحثية، وبناء مجتمع يختبر التطبيقات الواقعية ويحدّد الأنسب منها".

