أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية على ارتفاع حاد في جلسة اليوم الاثنين، مدفوعة بموجة تفاؤل قوية بين المستثمرين إثر صدور نتائج أرباح فصلية إيجابية من كبرى الشركات، ما عزز الإقبال على المخاطرة وبدد مخاوف الأسواق بشأن أوضاع الائتمان في البنوك الإقليمية.
وشهدت الأسهم الأمريكية مكاسب واسعة شملت مختلف القطاعات، حيث قاد الارتفاع كل من القطاعين المالي والتكنولوجي.
وتفوق أداء مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة على مؤشرات ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع وداو جونز الصناعي، في إشارة إلى تحسن معنويات المستثمرين تجاه الأسهم ذات المخاطر الأعلى.
قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 71.13 نقطة أو بنسبة 1.07% ليغلق عند 6735.02 نقطة، فيما صعد مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 310.57 نقطة أي 1.37% مسجلاً 22990.54 نقطة، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 513.06 نقطة، أي 1.11% ليغلق عند 46704.50 نقطة.
وقال بول نولت، كبير مستشاري الثروات وإستراتيجي السوق في شركة مورفي آند سيلفست في إلمورست بولاية إلينوي: "إنه تحرك جيد وقوي وشامل، ولا يوجد الكثير من السلبيات في السوق… هناك بعض الارتياح من القطاع المالي"، مضيفاً أن "كل شيء يبدو رائعاً من جديد بالنسبة إلى الأسواق".
وسجل سهم أبل أعلى مستوى قياسي له على الإطلاق، بينما حققت ميتا ونتفليكس وألفابت مكاسب قوية راوحت بين 1.3 و3.3%، في حين اخترق مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات أعلى مستوى له في التاريخ، منهياً الجلسة على ارتفاع 1.6%.
وجاءت المكاسب مدفوعة بانطلاقة قوية لموسم أرباح الربع الثالث من العام، حيث أظهرت نتائج عدد من الشركات الكبرى أداءً فاق التوقعات. وتترقب الأسواق هذا الأسبوع نتائج شركات بارزة تشمل تسلا ونتفليكس وآي بي إم وإنتل وجنرال موتورز وفورد، إضافة إلى مجموعة من شركات الطيران والنقل والتصنيع.
ويُنتظر أن تُقدم نتائج البنوك الإقليمية الأمريكية المقبلة قراءة أوضح حول أوضاع القطاع المالي، خاصة بعد موجة التراجع التي شهدها الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من ضغوط ائتمانية محتملة.
ويتوقع المحللون حالياً نمواً في أرباح الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.3% على أساس سنوي خلال الربع الثالث، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 8.8% مطلع أكتوبر، ما يظهر تحسناً تدريجياً في الثقة بربحية الشركات الأمريكية.
بهذا الإغلاق الإيجابي، تعود مؤشرات وول ستريت لتؤكد مرونتها أمام الضغوط الاقتصادية، مدفوعة بتوقعات قوية لموسم الأرباح وعودة الثقة في أداء الشركات الكبرى، ما يعزز الآمال باستمرار الزخم الصعودي في الجلسات المقبلة.
