امتدت موجة الصعود في الأسهم العالمية مع تداول الأسهم الآسيوية فوق مستويات الإغلاق القياسية، مدعومة بانحسار التوترات التجارية، وتزايد التفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة.
تجاوز المؤشر الإقليمي للأسهم التابع لـ"إم إس سي آي" أعلى إغلاق له على الإطلاق، فيما سجّلت المؤشرات في اليابان وكوريا الجنوبية مستويات قياسية جديدة.
كما اقترب المؤشر العالمي لجميع الدول من مستوى قياسي جديد، في حين أشارت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية في التداولات الآسيوية، إلى مكاسب إضافية بعد صعود قوي يوم الإثنين.
ارتفعت الأسهم اليابانية وسط توقعات بأن ساناي تاكايشي، الداعمة للسياسات التحفيزية، ستصبح رئيسة الوزراء المقبلة في اليابان.
ارتفعت الأسهم اليابانية وسط توقعات بأن ساناي تاكايشي، الداعمة للسياسات التحفيزية، ستصبح رئيسة الوزراء المقبلة في اليابان.
المعادن النادرة والذهب يواصلان الصعود
قفزت أسهم شركات المعادن النادرة بعد توقيع اتفاق أمريكا وأستراليا، فيما استقر الذهب قرب أعلى مستوياته، وتراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى ما دون 4% مع انخفاض أسعار النفط، ما خفف مخاوف التضخم قبيل صدور بياناته يوم الجمعة.
استقر برنت قرب 60 دولارا للبرميل، متجها لأدنى إغلاق منذ مايو، في حين اقترب الفرنك من أعلى مستوياته مقابل اليورو منذ 2015.
نتائج الشركات الأمريكية تدعم موجة الصعود
تستفيد الأسواق الآسيوية من زخم جديد بعد أن حقق مؤشر "إس آند بي 500" أكبر مكسب له خلال يومين منذ يونيو يوم الإثنين، إذ تجاوزت أرباح نحو 85% من الشركات التوقعات حتى الآن.
وتواصل الأرباح القوية تعزيز موجة الصعود المدفوعة بأسهم التكنولوجيا، في وقت يراهن المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيُقدم على خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر، مع انحسار التوترات التجارية بين أمريكا والصين.
المدير الإداري في "يونيون بانكير بريف" فيي سيرن لينج قال "هناك الكثير مما يدعو المستثمرين للشعور بالارتياح، في ظل بيئة تتسم بتراجع معدلات الفائدة ونمو هيكلي في الطلب على الذكاء الاصطناعي".
لينج أضاف "ما لم نشهد تباطؤا حادا في الاقتصاد الأمريكي، أو جولة جديدة من التوترات الأميركية–الصينية، أو دليلاً قاطعاً على أن الذكاء الاصطناعي مجرد فقاعة، فقد تظل الأسواق مدعومة حتى نهاية العام".
تراجع المخاوف التجارية يعزز الثقة
رغم أن التوترات التجارية ما زالت تحرك مشاعر المستثمرين وتزيد من التقلبات، فإن فترات التراجع في السوق بقيت قصيرة، إذ يرى المستثمرون الأفراد في تلك الانخفاضات فرصاً لزيادة المخاطر في محافظهم.
ارتفعت الأسهم العالمية إلى مستويات قياسية جديدة منذ تراجعها في أبريل، مع رهان المتعاملين على أن مليارات الدولارات التي تنفقها الشركات على الذكاء الاصطناعي ستتحول إلى أرباح مستقبلية، ويواجه هذا التفاؤل اختبارا جديدا مع صدور نتائج الشركات، إذ من المقرر أن تعلن "نتفلكس" و"تسلا" نتائجهما هذا الأسبوع.
يعزز المزاج الإيجابي أيضا إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين أمريكا والصين، ورغم أن دونالد ترمب جدد تهديده بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 1 نوفمبر، فإنه أكد عزمه على لقاء شي جين بينج الأسبوع المقبل.
وكانت الأسواق قد شهدت اضطراباً في وقت سابق من الشهر بعد أن أثار ترمب احتمال فرض رسوم مرتفعة جداً، متهماً الصين بفرض "قيود تصديرية عدائية".
قفزت العقود الآجلة لفول الصويا يوم الإثنين مع آمال المزارعين بأن يتوصل ترمب إلى اتفاق مع الصين يعيد الصادرات الأميركية المتوقفة.
الصادرات الكورية ترتفع بفضل الطلب على الرقائق
سجلت الصادرات الأولية لكوريا الجنوبية ارتفاعاً في أكتوبر بفضل الطلب القوي على أشباه الموصلات، رغم تأثير الرسوم الأمريكية والعطلات على وتيرة النمو، وقفز مؤشر "كوسبي" بنسبة 1.2%.
كبير المحللين في "إيه تي جلوبال ماركتس" نيك تويدال قال "البداية القوية للأسبوع في وول ستريت ساعدت أسواق آسيا على الارتفاع اليوم"، مضيفا "ساهم تراجع المخاوف التجارية في تعزيز المعنويات العامة، إذ ينظر المستثمرون حاليا إلى السوق بتفاؤل واضح".
بعد تأجيلها بسبب الإغلاق الحكومي، سيصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر يوم الجمعة، بعدما كان من المفترض نشرها 15 أكتوبر. وستوفر هذه البيانات للفيدرالي قراءة أساسية للتضخم قبل اجتماعه في 30 أكتوبر.
ريك جاردنر من "آر جي إيه إنفستمنتس" قال إن البيانات قد تكتسب أهمية أكبر بسبب نقص الإحصاءات الناتج عن الإغلاق الحكومي، مضيفاً أنه ما زال يتوقع خفضا للفائدة في أكتوبر.
وأشار إلى أن اختبارا أساسيا للأسواق سيكون نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى، حيث يسعى المستثمرون إلى فهم مدى تحول الإنفاق على الذكاء الاصطناعي إلى أرباح ملموسة.
وأضاف "نشهد تقلبات موسمية اعتيادية في أكتوبر، لكن التحركات الأخيرة كانت محدودة نسبياً بالمقاييس التاريخية، ويبدو أن عقلية الشراء عند الانخفاض لا تزال سائدة".
تاكايشي تستعد لتصبح أول رئيسة وزراء في اليابان
في اليابان، تستعد ساناي تاكايشي لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد، في مواجهة تحديات تشمل تهدئة السخط الشعبي من ارتفاع تكاليف المعيشة، والتعامل مع إدارة ترمب، وإحياء حظوظ الحزب الحاكم الذي فقد هيمنته الانتخابية في السنوات الأخيرة.