قاد الريال البرازيلي والبيزو التشيلي سوق عملات الدول النامية للارتفاع، مسجلين قفزات خلال جلسة اتسمت بتداولات ضعيفة في الأيام الأخيرة من عام 2025.

حققت العملتان مكاسب تجاوزت 1.7% لكل منهما أمام الدولار يوم الثلاثاء، ما دفع مؤشر عملات الأسواق الناشئة إلى الصعود خلال اليوم. كما ارتفع مؤشر أسهم الأسواق الناشئة، منهياً الجلسة على ارتفاع بنحو 0.1%.

قال ماركو أوفييدو، كبير الاستراتيجيين المعنيين بأمريكا اللاتينية لدى "إكس بي إنفستمنتس" (XP Investments): "السوق تبدو هادئة للغاية نظراً لنهاية العام. من حيث التدفقات، لا يوجد الكثير".

تختتم الأسواق الناشئة عاماً لافتاً، مع اتجاه مؤشرات السندات بالعملات المحلية والعملات الصعبة لتحقيق مكاسب من خانتين، في ظل خفض أسعار الفائدة في العالم المتقدم، ومع تنويع المستثمرين استثماراتهم بعيداً عن الولايات المتحدة وسط اضطرابات السياسات. يتجه مؤشر الأسهم لتحقيق ارتفاع يتجاوز 30% في 2025، في حين ارتفعت 17 من أصل 23 عملة للأسواق الناشئة تتابعها "بلومبرغ" مقابل الدولار.

صدرت محاضر آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2025 يوم الثلاثاء، حيث أظهرت أن معظم المسؤولين يتوقعون خفضاً إضافياً لأسعار الفائدة طالما أن التضخم يتراجع بمرور الوقت، رغم استمرار الانقسام حول توقيت الخفض ومداه.

ساعدت قفزة يوم الثلاثاء الريال البرازيلي على تسجيل أفضل عام له منذ 2016، مرتفعاً 13% مقابل الدولار. والأسواق في البرازيل مغلقة يوم الأربعاء في عطلة نهاية العام، وكذلك في كولومبيا والأرجنتين.

تلقت العملة دفعة جديدة من بيانات أظهرت أن معدل البطالة بلغ أدنى مستوى له على الإطلاق، ما يثبت صمود الاقتصاد رغم معدلات فائدة تبلغ 15%. عزز ذلك توقعات المتداولين بأن البنك المركزي سيبقي تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول، بحسب أوفييدو. كانت العملة البرازيلية من بين أبرز الخيارات لما يعرف بتجارة الفائدة (carry trade) هذا العام، وهي استراتيجية يقترض فيها مديرو الأموال بعملات منخفضة العائد للاستثمار في عملات ذات معدلات فائدة مرتفعة.

في المقابل، اهتزت أسواق كولومبيا جرّاء إعلان الحكومة رفع الحد الأدنى للأجور. قفزت مقايضات أسعار الفائدة مع قلق المستثمرين من أن تؤدي الزيادة إلى تسارع التضخم، وارتفاع تكاليف الاقتراض، واتساع العجز المالي. جاءت السندات الدولارية للبلاد من بين الأسوأ أداءً بين الأسواق الناشئة.

كتب أليخاندرو أريازا، الخبير الاقتصادي في "باركليز"، في مذكرة يوم الثلاثاء: "هذه الزيادة الكبيرة في الأجور تضيف رياحاً معاكسة لعملية خفض التضخم. من المرجح إقرار زيادة أكبر في سعر الفائدة، وقد يضطر البنك إلى تبكيرها، بدءاً بخفض قدره 50 نقطة أساس في يناير".

تباينت التحركات القوية في أمريكا اللاتينية مع أداء الأسواق الناشئة بصفة عامة، حيث لم تسلك العملات والأسهم اتجاهاً واضحاً في ظل غياب المحفزات خلال جلسات التداول الأخيرة من العام.

في آسيا، عززت العملة الصينية مكاسبها لتسجل سعر صرف دون 7 يوان للدولار، الذي يحظى بمتابعة وثيقة في السوق المحلية الخاضعة لرقابة أشد، للمرة الأولى منذ 2023، في إشارة إلى ارتياح صانعي السياسات لمزيد من ارتفاع العملة. واصل سوق الأسهم في كوريا الجنوبية موجة الصعود، مع تسجيل مؤشر "كوسبي" أكبر مكاسب سنوية له خلال ربع قرن، بارتفاع يقارب 76% هذا العام، متفوقاً بفارق كبير على مكاسب مؤشرات الأسهم الأميركية والإقليمية.