وأوضح البنيان أن التركيز في المرحلة المقبلة ينصب على دمج البحث والتطوير ضمن إستراتيجيات التعليم الأهلي، مع الحرص على اختيار أعضاء هيئة تدريس ذوي كفاءة عالية بوصفهم المكون الرئيسي في جودة العملية التعليمية، إلى جانب انتقاء أفضل الطلاب من خلال منصة "قبول" التي أسهمت في فرز الطلبة وتمكين الجامعات من اختيار الأنسب لإستراتيجياتها، وشدد على أهمية تزويد الطالب بالقيم والمهارات قبل المعرفة، بوصفها عناصر تبقى معه مدى الحياة وتنعكس إيجاباً على المجتمع والوطن.

جاءت تصريحات الوزير عقب افتتاحه اللقاء التنسيقي الثاني بين الجامعات الحكومية والأهلية، الذي استضافته جامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، بمشاركة أكثر من 500 شخصية من رؤساء الجامعات والأمناء والأكاديميين، حيث أكد في كلمته أن اللقاء يمثل منصة لتعزيز الشراكة والتكامل بين مختلف مؤسسات التعليم العالي، ويواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تطوير قطاع التعليم الجامعي.

ونوه البنيان إلى أن استدامة الجامعات الأهلية تمثل أولوية للوزارة ومجلس شؤون الجامعات، مشيراً إلى أن الاستدامة يجب أن تكون جزءاً أصيلاً من مهام مجالس الأمناء، باعتبارها الضامن لاستمرارية المؤسسات التعليمية وجودة مخرجاتها. وأشاد بأهمية اللقاءات التنسيقية التي تسهم في تبادل الخبرات ومناقشة التحديات المشتركة للوصول إلى أفضل الممارسات في تطوير منظومة التعليم الجامعي ورفع كفاءتها لتواكب تطلعات القيادة الرشيدة.

وأوضح أن الجامعات الحكومية والأهلية تمتلك القدرة على مواكبة التحولات الوطنية والتنموية من خلال تطوير برامجها الأكاديمية وتوسيع شراكاتها مع القطاعات الحكومية والأهلية، وتبني الابتكار والبحث العلمي كركيزتين أساسيتين في العملية التعليمية. وأضاف أن التعليم الجامعي يشهد تطوراً نوعياً في التنظيم والإدارة والأداء بفضل نظام الجامعات الجديد الذي أتاح مرونة واستقلالية أكبر، إلى جانب الدعم والتمكين المقدمين من مجلس شؤون الجامعات لتطبيق أفضل الممارسات الأكاديمية والإدارية.

وأشار الوزير إلى أن النجاحات التي تحققت في مخرجات التعليم الجامعي وكفاءة البرامج وتنوع التخصصات هي ثمرة التعاون البنّاء بين منظومة الجامعات وروح العمل الجماعي، مؤكداً أن التعليم العالي يمثل الركيزة الأساسية في صناعة الإنسان وتنمية المجتمع، والمحرك الرئيس لعجلة التطوير والابتكار في مختلف المجالات.

كما شدد على مسؤولية مؤسسات التعليم العالي في إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لقيادة المستقبل والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، موضحاً أن التكامل بين الجامعات الحكومية والأهلية يعكس حرص الوزارة على بناء منظومة تعليمية متكاملة تقوم على التعاون وتبادل الخبرات واستثمار الطاقات بما يحقق جودة التعليم ومخرجاته.

وأكد البنيان أن وزارة التعليم تعمل على تفعيل الأدوار بين الجهات التعليمية المختلفة بما يرفع كفاءة الأداء ويعزز جودة التعليم، ويدعم برامج البحث والابتكار والاستثمار في الجامعات تحقيقاً للأهداف الوطنية. كما أبرز أهمية دور مجالس الأمناء في دعم مسيرة الجامعات وتعزيز استقلاليتها الأكاديمية والإدارية بما يسهم في تطوير برامجها وتحقيق التوازن بين الطموحات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل.

واختتم وزير التعليم كلمته بالتأكيد على أن اللقاءات التشاورية القادمة ستُعقد في مقار الجامعات الأهلية، دعماً لدورها ومكانتها في تطوير منظومة التعليم العالي في المملكة، وترسيخاً لمبدأ الشراكة والتكامل بين مختلف مؤسساتها.