بما أنني أعلم أنك تشاهد، فلدي 4 كلمات لك: "ارفع مستوى الصوت عاليا".. بهذه الكلمات احتفي زهران ممداني بفوزه رسميا بمنصب عمدة نيويورك، متوعدا غريمه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بحقبة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة.
ممداني، 33 عاما، هو أول مسلم ومهاجر حديث يفوز برئاسة العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة. وقد حقق الفوز في هذه الانتخابات التي شهدت مشاركة غير مسبوقة منذ 6 عقود، بعد حملة ركزت على قضايا الطبقة العاملة والأقليات.
في كلمته، قال عمدة نيويورك المنتخب: "سنحاسب ملاك العقارات السيئين، لأن أمثال دونالد ترمب في مدينتنا قد أصبحوا مرتاحين جدا في استغلال المستأجرين".
كان ترمب قد وجه انتقادات لاذعة لممداني، حين وصفه بأنه "شيوعي يريد تدمير نيويورك". فمن هو هذا الرجل الذي يخشاه الرئيس؟
ممداني من النشأة في إفريقيا إلى الجنسية الأمريكية
وُلد زهران كوامي ممداني ونشأ في مدينة كمبالا ألأوغندية، وانتقل إلى مدينة نيويورك مع أسرته وهو في سن السابعة من عمره.
تخرج من نظام المدارس العامة في مدينة نيويورك، والتحق بمدرسة "برونكس" الثانوية للعلوم، وحصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الإفريقية من كلية بودوين.
حصل على الجنسية الأمريكية في 2018، بحسب سيرته الذاتية المنشورة على موقع جمعية ولاية نيويورك.
الوظيفة التي أوصلت ممداني إلى منصب العمدة
قبل تمثيله لدائرة الجمعية الـ36 وأحيائها في أستوريا وديتمارس-ستينواي ومرتفعات أستوريا، عمل زهران مستشارا في مجال الإسكان لمنع الرهن العقاري.
في تلك الوظيفة، ساعد ممداني أصحاب المنازل ذوي الدخل المنخفض من الملونين في جميع أنحاء "كوينز" على مقاومة الإخلاء والبقاء في منازلهم. وكانت هذه الوظيفة هي التي قادته إلى الترشح للمنصب.
شارك ممداني كذلك في تأسيس أول فرع لـ "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في كليته، ثم قام لاحقً بالتنظيم في جميع أنحاء البلاد مع منظمات تقدمية مختلفة تسعى إلى الفوز في الانتخابات الوطنية وكذلك توسيع نطاق تغطية الرعاية الصحية.
تصفه جمعية ولاية نيويورك بأنه "يناضل كل يوم من أجل مستقبل يعيش فيه كل مواطن في نيويورك حياة كريمة، لا تحدد السوق توزيعها"، في الوقت الذي ينفق فيه ربع جيرانه تقريبا في أستوريا نصف دخلهم على الإيجار.
أبرز وعود ممداني لسكان نيويورك
إلى جانب التعهد بمحاسبة أصحاب العقارات "السيئين" ومنع "استغلالهم للمستأجرين"، فقد وعد ممداني بوضع حد لـ "ثقافة الفساد" التي سمحت لمليارديرات بالتهرب من الضرائب، ومن بينهم ترمب نفسه، بحسب قوله.
تعهد ممداني كذلك بمساندة النقابات العمالية ونوسع نطاق حماية العمال، وأن تبقى نيويورك "مدينة المهاجرين، بناها المهاجرون ويقودها مهاجرون".
كما وعد بسنّ "الأجندة الأكثر طموحًا" منذ الكساد العظيم، واقتبس مقولة من يوجين ديبس، الاشتراكي الشهير في أوائل القرن العشرين، حين وجه كلامه لترمب قائلا: "لكي تصل إلى أي منا، عليك أن تمرّ بنا جميعًا".
تحدث ممداني كذلك عن مقترحاته بشأن الحافلات المجانية ورعاية الأطفال الشاملة وتجميد المباني المستأجرة.
وقال: "في هذه اللحظة من الظلام السياسي، ستكون نيويورك هي النور"، بحسب من نقلته عنه شبكة "إن بي سي نيور".
لماذا يثير ممداني مخاوف ترمب؟
قبل فوز ممداني، قال ترمب: "هم قلقون من أن شخصا مثل هذا الشيوعي من نيويورك قد ينتخب يوما ما لا أصدق أن يحدث هذا إنه لأمر فظيع لبلدنا".
وصفه ترمب كذلك بأنه "شيوعي سيقودنا نحو النظام الشيوعي" معتبرا أن سائر الولايات الأمريكية ستثور ضد ذلك.
من بين المخاوف الاقتصادية الأخرى التي أشار إليها ترمب أن الشركات تخشى إلغاء الرسوم الجمركية مع وصول ممداني إلى المنصب. لكنه قال: "سنضمن أنه لن يتم إلغاؤها أبدا".
وبينما ذكر ترمب أن الولايات المتحدة تجمع مئات المليارات من الدولارات من الرسوم، فقد قال ممداني بالقول: "إن نيويورك بحاجة للمساواة أكثر من حاجتها للمليارديرات".

