عبر أكثر من 1000 مصنع لإنتاج الشوكولاتة، تلبي السعودية نحو 50% من احتياجات السوق المحلية، المتوقع أن يصل حجمها إلى 1.53 مليار دولار (نحو 5.6 مليار ريال) بحلول عام 2030، وفقا لسهيل الطيار، الرئيس التنفيذي لشركة نطاق الاعمال لتنظيم المعارض والمؤتمرات.
على هامش معرض جدة الدولي للقهوة والشوكولاتة، الذي تنظمة الشركة، قال الطيار لـ "الاقتصادية" إن السعودية، إلى جانب تلبية هذا الحجم من الطلب المحلي، تصدّر كميات من الشوكولاتة إلى الأسواق الخارجية بمتوسط سعر بلغ 6.56 ألف دولار للطن العام الماضي، وبزيادة 32% على أساس سنوي.
استوردت السعودية كذلك نحو 123 مليون كيلوجرام من الشوكولاته خلال 2024. وكان من أبرز الدول المورّدة الاتحاد الاوروبي، وتركيا، إضافة الى المملكة المتحدة.
مؤشرات طلب قوية في السوق السعودية
يرى الطيار أن هذه الأرقام تعطي مؤشرا على حجم الطلب القوي في السعودية، بينما فرص الاستثمار "واعدة وكبيرة".
ولـ "الاقتصادية" قال: "من الأمثلة الاستثمارية، ذكرت شركة نستله السعودية عن استثمار بقيمة 7 مليارات ريال في السعودية لخُطة تصنيع شوكولاتة، مع بدء تشغيل مصنع في 2025. هذا يؤكد على النمو القوي للسوق السعودية، بدعم من تغيّر أنماط الاستهلاك، وارتفاع عدد المقاهي والمصانع وزيادة الاستيراد".
يوافقه الرأي محمد باطرفي، مدير تطوير الأعمال في شركة "روز" للحلويات السعودية، الذي أكد لـ "الاقتصادية" أن سوق الشوكولاتة السعودية "بها طلب قوي، حيث أصبح المنتج السعودي لديه طلب كبير في السوق المحلية وأيضا خارج المملكة".
طلب خليجي مرتفع على الشوكولاتة السعودية
بحسب باطرفي، فإن هناك عمليات شحن للتصدير إلى خارج السعودية، وخصوصا إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال: "لدينا كميات شحن وتصدير لدول الخليج بكميات عالية، مع وجود طلب عال من دول مجلس التعاون، من الإمارات وقطر والكويت وعمان، منها كميات للاستهلاك المباشر، وأخرى للتجّار، أو لإعادة البيع في الخليج".
يشير مدير تطوير الأعمال في شركة "روز" إلى أن الطلب القوي محليا ومن الخارج دفع المصنع في السعودية إلى إطلاق خطوط انتاج جديدة اوتوماتيكية بالكامل لتصنيع الحلوى، من أجل رفع الطاقة الإنتاجية، التي تقدر حاليا بأكثر من 100 طن شهريا على مستوى كافة الأصناف من الحلوى.
يحقق قطاع الحلوى في السعوية، بما في ذلك الشوكولاته، نمويا قويا يبلغ في المتوسط نحو 17%، بحسب باطرفي.
وقال: "هذه النسبة تتنامى مع زيادة نسبة استهلاك الفرد في السعودية، خصوصا مع تغير سلوك المستهلك، حيث يتم حاليا استهلاك الشوكولاتة بشكل يومي وليس فقط في المناسبات الخاصة والرسمية".
المنتج السعودي ينافس المستورد
يرى باطرفي أن المنافسة مع المنتج المحلي في السوق السعودية "جيدة للجميع، وتدعم العلامات التجارية لتقديمها بشكل قوي".
ويعتبر أن المنتج السعودي يحظى بميزة إضافية في منافسته للمنتج المستورد، تتمثل في معرفة رغبات المستهلكين بالطريقة الصحيحة من حيث المذاق المناسب.
لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن السوق متجددة، وتشهد دخول منتجات جديدة مع تغير ذائقة المستهلك. وقال: "يجب أن تكون العلامات التجارية جاهزة لتقديم أفضل ما لديها في السوق لخدمة المستهلكين بجودة عالية ووقت أسرع وأسعار منافسة".
انطلقت أمس فعاليات معرض جدة الدولي للقهوة والشوكولاتة، برعاية محمد يوسف ناغي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة.
يعد المعرض منصة سنوية تجمع أبرز العلامات التجارية المحلية والعالمية المتخصصة في القهوة والشوكولاتة، بمشاركة الخبراء والمنتجين ورواد الأعمال في القطاع.

