جذب فرض السعودية رسوما على الأراضي البيضاء في العاصمة السعودية الرياض شركات مقاولات إقليمية للحضور إلى معرض سيتي سكيب 2025 للبحث عن فرص للشراء أو التطوير العقاري، وفق ما ذكره لـ"الاقتصادية" رؤساء شركات من قطر والكويت وتركيا.

رئيس شركة بن الشيخ القطرية العقارية، حسن السبع قال لـ"الاقتصادية" إن فرض رسوم الأراضي في الرياض أتاح فرصة كبيرة للشركات، إذ إن عددا كبيرا من الملاك يتجهون حاليا إما للبيع أو التطوير، وكلا الاتجاهين يخدم إستراتيجية الشركة.

وأضاف: خبرة الشركة الممتدة لأكثر من 50 عاما في القطاع العقاري، ونشاطها القائم في الدوحة ومسقط، جعلتها تتوجه نحو الرياض باعتبارها سوقا قوية، لاسيما مع قرب فتح باب التملك للأجانب مطلع العام المقبل، وهو ما يعزز جاذبية السوق.

أواخر أغسطس الماضي أعلنت وزارة البلديات والإسكان السعودية، تقسيم النطاقات الجغرافية لتطبيق رسوم الأراضي البيضاء في مدينة الرياض، إلى 5 شرائح، مع فرض رسوم متفاوتة على كل شريحة.

وطبقت الوزارة رسوما سنوية بنسبة 10% على أراضي الشريحة ذات الأولوية القصوى، و7.5% للعالية، و5% للمتوسطة، و2.5% للمنخفضة، فيما استُثنيت الشريحة خارج نطاق الأولويات من الرسوم، على أن تحتسب من ضمن مجموع الأراضي البيضاء المملوكة للمكلف داخل نطاق المدينة.

ودعت الوزارة آنذاك جميع الملاك إلى تسجيل أراضيهم خلال 60 يوما عبر البوابة الإلكترونية للبرنامج، تفاديا لغرامات قد تصل إلى 100% من قيمة الرسم، مشيرة إلى أن إيرادات الرسوم المُحصّلة ستُخصص بالكامل لدعم مشاريع الإسكان وزيادة المعروض السكني.

من جانبه، أكد أسامة أبو نفيسة، المدير العام لشركة الكثبان العقارية الكويتية، أن تطبيق رسوم الأراضي البيضاء في السعودية يعد مرحلة استثنائية لشركات التطوير والمقاولات، إذ يفتح المجال لفرص عمل أوسع في مختلف القطاعات.

وأوضح أبو نفيسة أن فرض رسوم تصل إلى 10% على الأراضي في الرياض دفع الملاك للبحث عن مطورين، ما شجع شركته على افتتاح مكتب في العاصمة لتطوير مشاريع وأبراج سكنية. وبين أن الرسوم تمثل فرصة كبيرة في ظل النهضة التنموية التي تشهدها السعودية، ما يتيح للمطورين شراء الأراضي بأسعار مناسبة. معتبرا حضورهم في "سيتي سكيب الرياض" ضروريا لفهم السوق المحلية واستكشاف الفرص الاستثمارية في المجالات التجارية واللوجستية والسكنية.

وأشار إلى أن زيادة المعروض من الأراضي عبر حركة البيع سيظهر على تنشيط عديد من القطاعات الصناعية ومواد البناء، إضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، مؤكدا أن ما شاهده من تطور في السعودية دفعهم لفتح قنوات تعاون جديدة عبر مقر رسمي لهم. كما أثنى على طرق عرض المشاريع في المعرض، موضحا أنهم وثقوا التجربة لنقلها إلى الكويت.

بدوره، قال محسن لطفي، مدير التطوير الإقليمي في شركة SO Architects التركية: إن شركتهم المتخصصة في الهندسة والتطوير الحضري تمتلك 4 فروع في أذربيجان وتركيا، ويعمل بها أكثر من 200 مهندس، ولديها عدة مشاريع في الخليج، أبرزها مشروع تابع لمطار الملك سلمان في السعودية. وأشار إلى أن رسوم الأراضي تشجع على الالتزام بالتطويروتوفر فرصا واسعة للشركات المحلية والأجنبية، مؤكدا أن هذه الرسوم دفعتهم إلى البحث بشكل أكبر عن فرص في السوق السعودية التي تعد إحدى أهم الأسواق بالنسبة لهم.