تكشف دراسة أمريكية واسعة شملت 98,299 مشاركاً من 71 دراسة عن تأثيرات خطيرة للفيديوهات القصيرة، مؤكدة أنها تُحدث “تعفّناً إدراكياً” تدريجياً يضرب الذاكرة ويُضعف الانتباه ويخنق التحكم العصبي. فكل ثلاثة ثوانٍ من مقاطع تيك توك أو ريلز تمنح الدماغ دفعة جديدة من الدوبامين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستمر ينهار معه الجهاز العصبي، لتظهر النتيجة في صورة تركيز هش، ذاكرة ضعيفة، وقرارات مشوشة، إضافة إلى القلق والتوتر واضطرابات النوم.
وتستهدف الخوارزميات الفئة الأضعف، حيث يعدّ جيل 10–29 عاماً الأكثر استهلاكاً للفيديوهات القصيرة، ما يجعله يعتمد على “السرعة” ويفقد القدرة على “العمق”. ومع ذلك، لا يقتصر التأثير على جيل واحد، فالعالم كله داخل الدوامة: 5.41 مليار مستخدم، أي 65.7% من البشر، بينما تحقق المنصات أكثر من 300 مليار دولار سنوياً من المحتوى القصير. وفي المقابل، تتعرض العقول لانخفاض في المادة الرمادية، وتشوه في الترددات الدماغية، وضبابية ذهنية، وانفصال بين السلوك والتفكير، إضافة إلى نسيان أسرع، ومشاعر نقص، وعدوانية وقلق وانسحابية.
وتخلص الدراسة إلى حقيقة مرعبة: ثلاث ساعات يومياً من متابعة المقاطع القصيرة كافية لتغيير كيمياء الدماغ، ما يجعل السؤال النهائي مفتوحاً أمام كل مستخدم: كم ساعة تقضيها؟ وإلى أي مدى تستطيع المقاومة؟
