أعلن وزير التجارة الخارجية الفرنسي، نيكولا فوريسيه، عن إطلاق حزمة تمويلية جديدة بقيمة 3 مليارات دولار موجّهة لدعم المشاريع الكبرى في السعودية، وذلك خلال افتتاح منتدى الأعمال السعودي–الفرنسي في الرياض بحضور 300 مشارك فرنسي.
وأكد الوزير أن هذه الحزمة تعد أول آلية تمويل تصمَم خصيصًا لتلبية حجم وطموح رؤية 2030، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مبادرات تمويلية إضافية.
فيما ذكر وزير التجارة السعودي، الدكتور ماجد القصبي، أن المملكة اليوم تعيش مرحلة تحول تاريخي، مشيرًا إلى أن 84% من السكان دون سن 45 وأن الثروة المعدنية تُقدّر بـ 1.8 تريليون دولار، ما يجعل المملكة من أكثر الاقتصادات جاذبية عالميا.
وكشف القصبي أن حجم التبادل التجاري مع فرنسا ارتفع بنسبة 77% منذ عام 2020 ليصل إلى 11 مليار دولار، مع طموح لمضاعفة هذا الرقم خلال الفترة المقبلة.
وتعد المناسبة منصة إستراتيجية لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، حيث تتوج أعمال المنتدى بتوقيع مجموعة من العقود والاتفاقيات بين الطرفين السعودي والفرنسي، ما يرسم مسارا جديدا للعلاقات الاقتصادية المشتركة.
تمثيل لأكثر من 200 ألف شركة فرنسية
من جانبها، ذكرت الرئيس التنفيذي لشركة "بيرو فيريتاس" الرئيسة المشاركة لمجلس الأعمال السعودي الفرنسي MEDEF، هندة الغربي، أن MEDEF تمثل أكثر من 200 ألف شركة فرنسية تعمل في مختلف القطاعات، وجميعها مستعدة لتعزيز حضورها في السعودية.
فيما استعرض الدكتور طارق الفارس، مدير عام مكتب النقل في الرياض، أبرز المشاريع الحضرية التي تعمل عليها الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ومنها، مترو الرياض وحديقة الملك سلمان ومشروع الرياض آرت ومشروع المربع الجديد وتطوير مطار الملك سلمان الدولي.
أشار الفارس إلى أن الشركات الفرنسية شريك رئيسي في هذه المشاريع، خصوصًا في النقل، والبنية التحتية، والتصميم الحضري.
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" المؤسس المشارك لشركة SeaWards Invents الفرنسية المتخصصة في تحلية مياه البحر، هوبيرت مونكوديول، إن شركته طوّرت تقنية تسمح بتحلية المياه دون أي تأثير بيئي سلبي أو طرح للمواد الكيميائية في البحر، وهي قادرة على إنتاج 200 متر يوميا.
وتوقع مونكوديول، أن يراوح حجم الاستثمار لتطبيق هذه التقنية في السعودية بين 15 و20 مليون دولار، مشيرا إلى أن المملكة تشكل موقعًا مثاليًا لنشر هذه التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط ضمن مبادرات رؤية 2030.
7.6 مليار يورو حجم التبادل التجاري المشترك
وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وفرنسا العام الماضي 7.6 مليار يورو، فيما تحتل فرنسا المرتبة الثالثة من بين كبار المستثمرين مع استثمارات مباشرة في الاقتصاد السعودي وصلت إلى 17.4 مليار دولار في 2023.
من جانبه، ذكر دومينغوس برونو، مدير المبيعات في شركة Synox الفرنسية، أن الشركة بدأت تنفيذ مشاريع للإضاءة الذكية في السعودية منذ عامين بالتعاون مع شركة سعودية محلية، مشيرًا إلى إدارة أكثر من 400 نقطة إضاءة في الرياض كمرحلة اختبار أولية.
وأوضح برونو أن تقنيات الشركة تسهم في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، مراقبة حركة المرور، وإدارة الحدائق العامة، بما يحقق أهداف المدن الذكية ويعزز الاستدامة البيئية، كما أنها توفر فرصًا لتوظيف وتدريب الكفاءات السعودية.
واختُتم المنتدى بالتأكيد على أن الشراكة السعودية الفرنسية تدخل مرحلة جديدة مدفوعة برؤية 2030، والاستعداد لاستضافة أحداث عالمية كإكسبو 2030 وكأس العالم 2034، الأمر الذي يفتح المجال أمام تعاون اقتصادي غير مسبوق بين البلدين.