وقعت شركة تكامل القابضة 20 اتفاقية إستراتيجية باستثمارات تتجاوز 150 مليون ريال، مع جامعات وشركات تقنية واستشارية أمريكية، وذلك خلال فعاليات منتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي في العاصمة واشنطن.
وقال لـ"الاقتصادية" الرئيس التنفيذي لشركة تكامل القابضة الدكتور أحمد اليماني، إن الاتفاقيات التي أعلنتها الشركة خلال المنتدى، تستهدف الارتقاء بالكفاءات السعودية لتكون ضمن أفضل 5% من الخبراء عالميا، من خلال برامج أكاديمية وعملية متقدمة تُسهم في تطوير منصات وطنية تُبنى داخل المملكة وتدار بأيد سعودية وقابلة للتوسع دوليا.
شركة تكامل القابضة التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تأسست عام 2013، وتعمل كحلقة وصل بين القطاعين الحكومي والخاص، لتنفيذ مشاريع وطنية وحلول رقمية ومحفّز اقتصادي اجتماعي.
وإلى جانب توقيع الاتفاقيات مع الشركات والجامعات، استعرضت الشركة خلال المنتدى، حزمة من الشراكات التعليمية والتقنية والاستشارية الهادفة إلى تعزيز تنافسية الكفاءات السعودية.
أشار إلى أن الاتفاقيات التي وقّعتها الشركة تهدف إلى تمكين الشباب السعودي من أدوات عالمية المستوى، وبناء منظومة قدرات وطنية تُسهم في قيادة اقتصاد المعرفة داخل المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.
وتعمل "تكامل" كممكن وطني يربط بين الإنسان والتقنية والحوكمة في منظومة واحدة، عبر مبادرات تدعم دخول الشباب إلى سوق عمل قائمة على معايير عالمية، وتعزز السياسات الاقتصادية القائمة على البيانات والتحليل، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية 2030، بحسب اليماني.
أوضح أن مشاركة "تكامل" في المنتدى تأتي ضمن توجه إستراتيجي يضع الإنسان في صدارة أولويات التطوير، مشددًا على أن الاستثمار الحقيقي يبدأ بصناعة قدرات وطنية عالية الكفاءة قبل بناء أي منظومات تقنية.
بشأن مبادرة "تي–كيوب" (T-Cube) التي أطلقتها الشركة، فقال إنها تمثل نقلة نوعية في برامج تطوير المواهب، إذ تعتمد على التعلم من خلال الاحتكاك العملي داخل مشاريع وطنية حقيقية، وتتيح المبادرة دمج الفرق السعودية مع بيوت الخبرة العالمية مثل McKinsey وBCG وKearney، بهدف نقل المنهجيات الدولية إلى الداخل السعودي بشكل تطبيقي مباشر.
وحول نقل المعرفة من الخارج إلى الداخل الوطني، أكد الرئيس التنفيذي أن الشراكات مع جامعات مثل Stanford وChicago وGeorgetown وNew Haven ترتبط مباشرة بمشروعات تشغيلية داخل المملكة، بما يسمح للمتدربين بتطبيق ما يتعلمونه فورًا على المنصات الوطنية، وتحويل المعرفة الأكاديمية إلى خبرة سعودية متراكمة ومستدامة.
أكد أن المملكة تمضي نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتقنيات الحديثة، مستفيدة من بناء سحابة سيادية وطنية، ومن الشراكات مع Google Cloud وOracle و Teradata لتطوير بنية رقمية قادرة على دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحليلات الفورية، الأمر الذي يعزز قدرة المملكة على قيادة الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
وفي جانب الحوكمة والامتثال، بيّن الرئيس التنفيذي لشركة تكامل القابضة، أن التعاون مع جهات مثل ZMH Advisor وHogan Lovells وThe Clearing House يسهم في بناء أطر قانونية متقدمة لحماية البيانات، وتنظيم الحقوق، وتسريع المدفوعات الرقمية، ورفع موثوقية الخدمات الحكومية، باعتبار الثقة ركيزة أساسية لاقتصاد رقمي حديث.
واختتم الرئيس التنفيذي حديثه برسالة وجهها إلى الشباب السعودي عبر "الاقتصادية"، قائلًا إن 63% من المجتمع تحت سن الثلاثين يشكّلون أكبر طاقة بشرية مرت على المملكة.



