في منتصف القرن الـ 19، شهدت تجارة اللؤلؤ الطبيعي نموا كبيرا، وأصبحت عصب اقتصاد منطقة الخليج، بدعم من مهنة "الطواشة"، قبل أن تنحسر كثيرا بين ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي نتيجة لإنتاج اللؤلؤ الصناعي الياباني بكميات كبيرة وبأسعار أقل.
اليوم، أصبحت أستراليا واليابان وتاهيتي أبرز منتجي هذه اللآلئ، التي قد يصل ثمن الواحدة منها إلى أكثر من 1000 دولار، إذا كانت من الأنواع النادرة، بينما قد تصل أسعار قطع الحلي المنظومة من اللؤلؤ الطبيعي إلى ملايين الريالات.
لكن المنطقة التي شهدت ذات يوم ازدهارا لهذه التجارة، تبدو أمام عودة لبريق اللؤلؤ بشكل مختلف.
في معرض صالون المجوهرات، الذي انطلق أمس الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض وتستمر فعالياته حتى التاسع من نوفمبر الجاري، تعرض إحدى الشركات عقدا فريدا تبلغ قيمته 35 مليون ريال، يضم ألماسا بوزن إجمالي 2011 قيراطا، بينها حجر يفوق 100 قيراط.
شفيق بيطار، صاحب الشركة العارضة لهذا العقد، قال لـ "الاقتصادية" إن القطعة "تمثل خلاصة خبرة طويلة في عالم تصميم وصياغة المجوهرات الفاخرة"، مؤكدا أن تنفيذ مثل هذا العقد يتطلب وقتا وجهدا ودقة لا مثيل لهم
"الطواشة" إرث خليجي امتد لقرون
يقول حكميان: "نزور مزارع اللؤلؤ في أنحاء العالم، ونجمع أجمل اللآلئ، ثم نحضرها إلى لندن لنحولها إلى تصاميم قد يستغرق تنفيذها سنوات طويلة. نحن دائما في المزارع وقت الحصاد، ونشتري اللؤلؤ يوميا من المزارعين الذين يحصلون على لآلئ مميزة".
السعودية "سوق محورية" للمجوهرات
ويؤكد أن اختيار الشركة الوجود في السعودية جاء انطلاقا من مكانتها كإحدى أكبر أسواق المجوهرات الفاخرة في المنطقة اليوم.
الحجم والجودة والبريق عوامل تحدد السعر
لا يوجد سعر ثابت أو جدول محدد للؤلؤ، فالسوق تحكمها الندرة والموسم والتفاوض وحجم المعروض. وتكون قطع اللؤلؤ الكبيرة هي الأغلى ثمنا.
لـ "الاقتصادية" قال حكميان: "إن العوامل الأساسية التي تحدد القيمة النهائية للقطعة هي الحجم والجودة والاستدارة والتماثل ونعومة السطح والبريق. القطع المصممة من اللآلئ المتميزة قد تبلغ قيمتها بعد الصياغة والتصميم مليون دولار أو أكثر".
يظل اللؤلؤ ذي اللون الأبيض الأكثر شعبية في أنحاء العالم. لكن في المنطقة العربية، يحظى اللؤلؤ الذهبي بشعبية لافتة، إلى جانب اللون الوردي الذي تفضله السيدات. أما الأغلى سعرا فيبقى اللؤلؤ الأبيض الفاخر.

