يُعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي "PIF" واحدا من أبرز المستثمرين الأكثر تأثيراً في العالم، إذ يعمل على تمكين القطاعات والفرص الجديدة التي تسهم في رسم ملامح الاقتصاد العالمي ودفع عجلة التحول الاقتصادي السعودي، ضمن مستهدفاته الإستراتيجية لصنع أثر اقتصادي إيجابي في المملكة وتحقيق عوائد مستدامة.

الولايات المتحدة تعد أكبر سوق لاستثمارات الصندوق بعد السوق السعودية، وإذ يوجد فيها نحو 40% من استثماراته الدولية.

منذ عام 2017، وجّه الصندوق 170 مليار دولار إلى الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك استثمارات بقيمة 110 مليارات دولار و58 مليار دولار في الإنفاق على المشتريات.

وتعد واشنطن الولاية الأمريكية التي تحظى بالتأثير الأكبر من استثمارات الصندوق، حيث تقدر مساهمتها السنوية بمليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي. توجد كذلك ولايات أخرى مستفيدة بشكل كبير، وهي كاليفورنيا وكارولينا الجنوبية وكونيتيكت.

في السطور التالية نسلط الضوء على أبرز ملامح الشراكات والاستثمارات في إطار هذه العلاقات الاقتصادية الوطيدة.

يعمل صندوق الاستثمارات العامة على بناء شراكات مع أبرز مديري الأصول العالميين.

من أبرز تلك الشراكات تلك المعقودة مع شركات أمريكية رائدة بينها "جولدمان ساكس" و"بروكفيلد الشرق الأوسط بارتنرز" و"بلاك روك" و"نورثرن ترست" و"نيوبيرجر بيرمان" و"فرانكلين تمبلتون".

أسهم كل من صندوق الاستثمارات العامة و"بلاكستون" بمبلغ 20 مليار دولار لإطلاق أداة استثمارية بقيمة 40 مليار دولار تدعم أكثر من 100 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية الأمريكية.

تحقق هذه الاستثمارات عوائد تقارب ضعف النسبة المتوقعة البالغة 9%، وفقا للرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون.

يستثمر "PIF" أيضا في قطاع الألعاب الإلكترونية، من خلال مجموعة "سافي" (Savvy Games Group) التي استحوذت على "Scopely" مقابل 4.9 مليار دولار، ما عزز مكانة الشركة لتكون في صدارة شركات ألعاب الهاتف المحمول في الولايات المتحدة.

وقع الصندوق كذلك اتفاقيات مع "جوجل كلاود"، و"مايكروسوفت"، و"أوراكل" و"أمازون" لإنشاء مراكز للذكاء الاصطناعي في السعودية والتوسع في الاستثمار في البنية التحتية الداعمة للذكاء الاصطناعي في المملكة، والاستثمار بشكل أكبر في البنية التحتية المحلية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مع مساهمة متوقعة في الناتج المحلي تتجاوز 266 مليار ريال.

أبرمت شركة "هيوماين" السعودية، المتخصصة في التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، صفقات مع شركة "انفيديا" و"أيه إم دي"، و"سيسكو" و"كوالكوم" و"أمازون ويب سيرفيسز" و"غروك" لتعزيز جهودها في مجال التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

تأكيدا على العلاقة القوية بين صندوق الاستثمارات العامة والسوق الأمريكية، تحافظ شركة "سنابل"، إحدى شركات الصندوق، على شراكات مع مجموعة من الشركات الأمريكية، بما في ذلك شركات الرعاية الصحية المبتكرة (Redesign Health  و Atomwise  وشركتي الخدمات المالية الرائدين Blackstone  و General Atlantic). 

في عام 2024، استحوذت شركة تسارُع لاستثمارات التنقل؛ المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة على حصة 38% في شركة "هولون" (Holon)، المتخصصة في تصنيع سيارات النقل الجماعي الكهربائية وذاتية القيادة.

أسهم دعم صندوق الاستثمارات العامة في تمكين شركة هولون من تعزيز قدرتها التصنيعية محلياً وعالمياً، بما في ذلك بناء منشأة جديدة في جاكسونفيل بولاية فلوريدا.

استثمر صندوق الاستثمارات العامة أكثر من مليار دولار في مجموعة "لوسيد موتورز" لتصنيع السيارات الكهربائية ومقرها كاليفورنيا، ما مكن الشركة من التوسع عالمياً وإنشاء أول منشأة تصنيع دولية لها في المملكة.

أسهم استثمار صندوق الاستثمارات العامة لمبلغ 3.5 مليار دولار في شركة خدمات التنقل " أوبر" في تعزيز نمو وتوسع أعمالها في منطقة الشرق الأوسط.

في عام 2023، أعلنت طيران الرياض المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة عن طلب لشراء 72 طائرة بوينج 787-9 دريملاينر، وفي عام 2025 ، وقعت شركة تمويل وتأجير الطائرات AviLease  اتفاقية لشراء 30 طائرة من طراز Boeing 737 MAX .

انضم صندوق الاستثمارات العامة كشريك رسمي لبطولة كأس العالم للأندية FIFA 2025™، التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 14 يونيو إلى 13 يوليو 2025.

استثمر صندوق الاستثمارات العامة في جولة محترفي الجولف للرجالLIV  لتنمية لعبة الجولف العالمية وتوسيع تأثيرها عالمياً. ويسهم الصندوق عبر هذا الاستثمار في تحفيز اللاعبين وتوسعة القاعدة الجماهيرية وزيادة وعي الأجيال الجديدة باللعبة.

أعلنت شركة "سرج للاستثمارات الرياضية"، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، ودوري المقاتلين المحترفين (PFL) عن توقيع اتفاقية استثمارية تهدف إلى تسريع وتيرة التوسع العالمي لدوري المقاتلين المحترفين.

يرعى صندوق الاستثمارات العامة جولات بطولات التنس للمحترفين الرجال والسيدات، من خلال شراكات استراتيجية متعددة السنوات مع رابطة محترفي التنس ATP، ورابطة محترفات التنس WTA، وتشمل الرعاية عديدا من البطولات الكبرى التي تستضيفها الولايات الأمريكية المتحدة مثل بطولتي إنديانا ويلز وميامي المفتوحة.