يبلغ حجم سوق إنترنت الأشياء في السعودية نحو 12 مليار ريال، ويتوقع أن يصل إلى 14 مليار ريال بحلول 2027 وفق ما ذكره لـ"الاقتصادية" رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لإنترنت الأشياء عبدالله البديوي.
وأضاف البديوي أن السوق السعودية تعد من الأسواق الجاذبة للمستثمرين، نظرا لما تقدمه من فرص كبيرة في مجالات المدن الذكية، والمصانع، والزراعة، والخدمات اللوجستية، وغيرها من القطاعات التي تسعى للتحول الرقمي.
وجاءت تصريحات بديوي على هامش انعقاد مؤتمر إنترنت الأشياء 2025 في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة خبراء ومختصين في مجالات التقنية والتحول الرقمي.
من جانبه، أوضح عبدالله أبو عيد، الرئيس التنفيذي للتقنية في شركة آيو تيك، أن تطبيقات إنترنت الأشياء أثبتت جدواها في عديد من الدول المتقدمة مثل اليابان وألمانيا وأستراليا، حيث أسهمت في خفض التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 40%، مشيرا إلى أن بعض شركات اللوجستيات التي كانت تعاني نسب هدر وسرقات تراوح بين 20% و30%، انخفضت لديها نسبة الهدر إلى الصفر بعد تبني تقنيات إنترنت الأشياء.
إنترنت الأشياء هي شبكة من الأجهزة المادية التي تحتوي على أجهزة استشعار وبرامج وقدرات اتصال تسمح لهذه الأجهزة بجمع وتبادل البيانات عبر الإنترنت، ويمكن أن تكون هذه أجهزة منزلية شائعة مثل الثلاجات ومكيفات الهواء وصولا إلى الأدوات الصناعية المعقدة.
وتكمن الفكرة الرئيسية للتقنية بربط هذه الأشياء والسماح لها بالتفاعل مع بعضها بعضا أو مع الأنظمة المركزية دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر، ويتكون النظام عادة من 4 أطراف، الأول هو الأجهزة المزودة بأجهزة استشعار ومحركات لتجميع البيانات أو تنفيذ الأوامر، والثاني هي وسائل الاتصال مثل الـ Wi-Fi، أو البلوتوث التي تسمح للأجهزة بنقل البيانات، ثم محطة لتحليل البيانات التي تم جمعها في السحابة أو على خوادم محلية، وأخيرا واجهة المستخدم وهي الطريقة التي يتفاعل بها المستخدم مع النظام مثل تطبيق الهاتف المحمول .
مختصون تحدثوا لـ"الاقتصادية" قالوا إن التقنية تتوسع الآن، حيث نراها في المنازل والسيارات الذكية التي تتصل بالإنترنت لتحديث الخرائط أو إرسال تنبيهات عن الأعطال، وصولا إلى المدن الذكية، حيث تستخدم أجهزة الاستشعار لمراقبة المرور، وجودة الهواء، والطاقة.
ووفقا لأحدث الإحصاءات العالمية بلغ قيمة السوق العالمية لإنترنت الأشياء 596 مليار دولار في 2023. ومن المتوقع أن تنمو السوق من 714 مليار دولار في 2024 إلى 4062 مليار دولار بحلول 2032 ، ما يدل على نمو 24.3%، وفقا لـ fortune business insights.
وبيّن أبو عيد أن المرحلة الحالية تشهد توجها متزايدا من بعض القطاعات لتركيب تقنيات إنترنت الأشياء والتحول الرقمي، خصوصا في المدن والمصانع الذكية.
أبرز التحديات التي تواجه تطبيق هذه التقنيات هي عامل الوقت، حيث تحتاج بعض المشاريع إلى فترات أطول من التنفيذ لجمع البيانات وتحليلها والاستفادة من القيمة المضافة، مؤكدا في الوقت نفسه أن التحديات الأخرى محدودة وأن السوق السعودية تسير في مسار نمو، وفقا لـ"أبو عيد".
التقارير الصادرة عن هيئة الاتصالات تشير إلى أن معدل النمو التراكمي لسوق إنترنت الأشياء في السعودية يتجاوز 26%، متوقعا أن يتضاعف هذا المعدل خلال السنوات المقبلة، لكنه استدرك: "أتوقع شخصيا أن يتجاوز النمو 50% أو حتى 100%، لأن السوق إذا أُسست بطريقة صحيحة ستنمو بشكل جذّاب جدا".

