الاقتصاد العالمي 2015

10.4 % نمو أرباح المصارف السعودية خلال عام 2015

10.4 % نمو أرباح المصارف السعودية خلال عام 2015

تتوقع وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة ''الاقتصادية''، نمو أرباح المصارف السعودية خلال عام 2015، بنسبة 10...

Author

قانون «فاتكا» الضريبي .. وأثر تطبيقه على السعوديين

|
يهدف قانون "فاتكا" إلى الحد من التهرب الضريبي وجعله صعبا على من يحمل الجنسية الأمريكية من الأفراد، أو من ولد في أمريكا أو لديه تصريح إقامة دائم في أمريكا (قرين كارد)، ويمتد الأثر بذلك على الشركات أو المؤسسات التي يكون شريكا فيها أو مالكها أحد من تنطبق عليه الشروط السابقة. وبموجب هذا القانون وهو اختصار "قانون الامتثال الضريبي لحساب الأجنبي" ومسمى القانون Foreign Account Tax Compliance Act- FATCA، وأقول إنه بموجب هذا القانون فإن جميع المؤسسات المالية في العالم ملزمة بالإفصاح لمصلحة الضرائب الأمريكية عن جميع المعلومات المتعلقة بالمواطنين الأمريكيين أو المقيمين في الخارج ممن يحملون الجنسية الأمريكية أو تنطبق عليهم الشروط. صدر هذا القانون في 18 آذار (مارس) 2010، وأصبح فعالا ونافذا بتاريخ الأول من (حزيران) يونيو 2014، ويقوم مبدأ الالتزام فيه على الاتفاقيات الثنائية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى، مما يخول الدولة التي وقعت على الاتفاق إلى سن تشريع وطني يلزم المصارف المحلية برفع هذه المعلومات للبنك المركزي وبدوره البنك المركزي يزود سلطة الضرائب الأمريكية بهذه المعلومات. وفي حالة عدم التزام بعض الدول توقيع هذه الاتفاقية، فما زالت الحكومة الأمريكية باستطاعتها فرض هذا القانون من خلال إلزام المؤسسات المصرفية المرتبطة بمصارف أمريكا بتزويدهم بهذه المعلومات وإلا وقعوا تحت طائلة العقاب ومن ضمنها حجز 30 في المائة من مدخرات المصرف وذلك مقابل عدم التجاوب. ولا يخفى على أحد أن أساس النظام المصرفي في العالم مرتبط ارتباطا وثيقا بالمصارف الأمريكية، لعدد من الأسباب من ضمنها عملة الدولار الأمريكي وقوة الاقتصاد الأمريكي. السعودية من الدول التي تم التفاوض معها لإيجاد اتفاقية مشتركة لتنفيذ هذا القانون، وقد وافق مجلس الوزراء على تفويض وزير المالية السعودي من أجل التوقيع مع وزارة الخزانة الأمريكية على بنود هذه الاتفاقية، وتعتبر السعودية الآن في مراحلها الأخيرة من المفاوضات، وتم الاتفاق على المبادئ الأساسية في اتفاقية التعاون وأصبحت السعودية بذلك ضمن مجموعة MODEL1 في الاتفاقيات الحكومية الدولية Intergovernmental Agreement، ويتوقع الانتهاء من توقيع الاتفاقية والبدء في تنفيذها في بداية عام 2015. ويجب التنويه بأن دولا ذات اقتصاد ضخم عالمياً قد وقعت هذه الاتفاقية مثل بريطانيا، وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وسويسرا، واليابان. أما بالنسبة لروسيا فما زالت في طور المفاوضات بهذا الخصوص من أجل تطبيق المعاملة بالمثل، وقد وصلت لمراحلها الأخيرة. أما بالنسبة للصين فما زالت ممتنعة عن الخضوع لهذه الاتفاقية وكذلك الحال لمصارفها، ولا شك أن لذلك تبعات اقتصادية. ويقدر عدد الدول التي أجرت الاتفاقيات الابتدائية أو أنهت اتفاقها في حدود 99 دولة حول العالم، ما يعني تضييق النطاق على الدول الرافضة لاعتبارها ستكون مصارفها منعزلة عن بقية دول العالم. يعتبر قانون الضرائب الأمريكي من القوانين المعقدة التي تحتاج إلى مختص في الجانب المحاسبي والقانوني، وذلك لمعرفة المنافذ من أجل تقليل نسبة الضريبة الواجب دفعها. وتفرض الحكومة الأمريكية على جميع مواطنيها المقيمين أو الذين في الخارج التزام الإفصاح عن الممتلكات المالية والمداخيل المحققة وذلك من خلال نماذج مخصصة، وعدم التزام مواطنيهم الذين لديهم حسابات خارج المصارف الأمريكية بهذا الأمر جعل هذا القانون يصدر، وهو ليس بقانون ضريبي جديد، بل مكمل لقانون الضريبة الأمريكي، وتقدر قيمة المبالغ المتوقع تحصيلها سنوياً في حدود 100 مليار دولار أمريكي. وعدم التقيد بهذا الالتزام يوقع الشخص تحت طائلة العقاب المتمثل بالسجن أو الغرامة، والغرامة قد تصل إلى 40 في المائة من قيمة الرصيد المعلوم لديهم، أما عقوبة السجن فقد يتم الاستعانة بالإنتربول من أجل تنفيذ الأحكام الصادرة بحق الشخص المُعاقب. يقدر عدد السعوديين الذين يحملون الجنسية الأمريكية في حدود 200 ألف سعودي، وهذا يعني ازدواج الجنسية الذي يعاقب عليه نظام الجنسية العربية السعودية بإسقاط الجنسية السعودية حال ثبوت ذلك. وهذا يعتبر عددا كبيرا مقارنة بعدد المواطنين، ويقع عليهم التزام كبير بخصوص دفع الضرائب المتراكمة، ولا يمكن للشخص إسقاط جنسيته الأمريكية حتى يتم تصفية ما بذمته من التزامات ضريبية أمام الحكومة الأمريكية. أما بالنسبة لقيمة المبالغ الخاضعة للضريبة للأفراد فإنها تبدأ مع توافر مبلغ 50 ألف دولار أمريكي بحساب الشخص، أو توافره خلال السنة المالية الماضية، مما يعني أن عليه التزاما بدفع ضرائب تبدأ بـ 30 في المائة من هذه المبالغ لمصلحة الضرائب الأمريكية، والأمر فيه تفصيل مطول. بينما يقع على عاتق المؤسسات المملوكة للأمريكيين أو الشركات التي بها شركاء من حملة الجنسية الأمريكية أو تنطبق عليهم الشروط التزام دفع الضرائب إذا كانت المبالغ المملوكة أكثر من 250 ألف دولار أمريكي. وتقوم المصارف بتزويد مصلحة الضرائب الأمريكية من خلال البنك المركزي بمعلومات كل من تنطبق عليه الشروط، وهذه المعلومات تتضمن الاسم والعنوان ورقم الحساب، والرصيد، ورقم الهوية الوطنية، وتفاصيل حركة الحساب. والمتوقع أن بمجرد بدء تطبيق الاتفاقية سيتم البدء بالحسابات الضخمة والشركاء في الشركات الكبيرة، ويقع على جميع من تنطبق عليهم الشروط أخذ الموضوع بجدية وبحث الحلول المناسبة قبل صدور أحكام ضدهم بالتهرب الضريبي. وأختم بسؤال قد طرحه الكثيرون، ألا يوجد من يعارض هذا القانون الذي يتعدى على سيادة الدول الأخرى؟ وأوضح أن هناك عديدا من المحاولات القانونية الصادرة من قبل المحامين في عدد من الدول ومن ضمنها كندا، وذلك بحجة أن هذا القانون يخالف أساس مبدأ الحقوق والحريات، وأن هذا التشريع الوطني المبني على الاتفاقية الدولية يتناقض مع المبادئ الدستورية لتلك البلدان. وتوجد منظمة أمريكية غير ربحية اسمها "اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري"، تجادل في مسألة دستورية هذا القانون باعتبار أن هذه الضرائب المتحصلة مبنية على أساس المواطنة والجنسية فقط، وأن المفترض أن تكون الضريبة قائمة على أساس الإقامة والاستفادة من الموطن. محام ومستشار قانوني
إنشرها
منتدى التنافسية 2015 .. لماذا ‏تنافسية القطاع الحكومي؟
منتدى التنافسية 2015 .. لماذا ‏تنافسية القطاع الحكومي؟

اختار منظمو منتدى التنافسية الدولي لهذا العام موضوع تنافسية القطاع الحكومي ليكون المحور الرئيس للمنتدى في...

النفط استجاب لمساره في 26 عاما.. وفقد 42 % من قيمته في 2014
النفط استجاب لمساره في 26 عاما.. وفقد 42 % من قيمته في 2014

بعد أن وصل متوسط سعر خام برنت إلى أعلى مستوى إغلاق له خلال عام 2014 عند 115 دولارا للبرميل، وذلك بنهاية...

«موازنة التحديات» في 2015.. أعلى إنفاق وأكبر عجز
«موازنة التحديات» في 2015.. أعلى إنفاق وأكبر عجز

رصدت السعودية هذا العام أضخم إنفاق حكومي مقدر في تاريخها عندما وضعت المصروفات عند مستوى 860 مليار ريال،...

الصندوق الصناعي.. ومستقبل الصناعة الوطنية
الصندوق الصناعي.. ومستقبل الصناعة الوطنية

شهد النشاط الصناعي في المملكة تطورا ملحوظا في العقدين الأخيرين، وأصبح من أهم القطاعات الإنتاجية مساهمة في...

Author

العقود الآجلة تتنبأ بمسار أسعار النفط لعام 2015

|
مختص بالأسواق المالية والاقتصاد
جيوش من الحكومات والشركات والأفراد يتعاملون بالنفط بشكل أو آخر يومياً، ويبذلون جهوداً كبيرة في محاولة معرفة اتجاه أسعار النفط على المديين المتوسط والبعيد. هناك نماذج رياضية معقدة تستخدم في التنبؤ بمستويات العرض والطلب على النفط بناء على معطيات متنوعة، اقتصادية وسياسية واجتماعية. غير أن الأسعار تتحدد على أرض الواقع من قبل البائعين والمشترين، من متحوطين ومضاربين في أسواق عقود النفط الآجلة. لا يمكن معرفة المستقبل بأي حال من الأحوال، ولكن ربما أفضل تقدير لمستويات الأسعار بنهاية عام 2015 نجده في ملخص قرارات المشاركين في السوق الآجلة، وهي متاحة بشكل فوري في أسعار هذه العقود. فماذا تقول السوق الآجلة عن أسعار النفط بنهاية عام 2015، وماذا نعني بالسوق الآجلة؟ أولاً، عندما نتحدث عن النفط فنحن نقصد النفط المادة الخام المستخرجة من باطن الأرض، والتي تختلف في تركيبتها الكيماوية حسب موقع استخراجها حول العالم. فنجد أن من أفضل أنواع النفط ذاك النفط الحلو الخفيف المستخرج من غرب ولاية تكساس الأمريكية وجنوب ولاية أوكلاهوما، وهو النفط المستخدم في تسعير عقود النفط حول العالم، ينافسه في ذلك خام برنت المستخرج من بحر الشمال في أوروبا. والسبب في علو جودة خام غرب تكساس يعود لكثافته الخفيفة، التي تساوي نحو 40 في مقياس الكثافة، ما يعني أنه يطفح بسهولة فوق الماء، ومعروف أن أي مادة سائلة كثافتها أكثر من عشرة تطفح فوق الماء، وهو بذلك أخف قليلاً من خام برنت، ومعظم أنواع النفط المستخرج في الخليج. غير أن ما يميز نفط غرب تكساس الخفيف عن غيره زيادة حلاوته بسبب انخفاض نسبة الكبريت فيه، حيث يسمى النفط الذي لا تتعدى نسبة الكبريت فيه نصف نقطة مئوية بالنفط الحلو، وما زاد عن ذلك يسمى النفط الحامض. فنجد أن نفط غرب تكساس تصل نسبة الكبريت فيه إلى نحو ربع نقطة مئوية، بينما نجدها في برنت نحو ثلث نقطة مئوية، وأعلى من ذلك في معظم نفط الخليج. أهم فوائد النفط الخفيف أن تصفيته ومعالجته أسهل بكثير من غيره، وهو يستخدم بكثرة في استخراج وقود البنزين والديزل. هناك مؤشرات مرجعية لأسعار النفط، تستخدم كمقياس لسعر برميل النفط ويتم تسعير جميع أنواع النفط وفقاً لها، وأشهر هذه المؤشرات هو سعر نفط غرب تكساس المستخدم في تسعير العقود الآجلة في بورصة نيويورك ''نايمكس''، وهي أشهر عقود النفط وأكثرها تداولاً. على سبيل المثال، وقت كتابة هذه المقالة هناك نحو 375 مليون برميل نفط تم التعاقد عليها كانون الثاني (يناير) 2015؛ قارن ذلك بإنتاج المملكة اليومي في حدود عشرة ملايين برميل. هنا تجدر الملاحظة أن هناك عدة أسعار لبرميل النفط، أولها السعر النقدي وهو متوسط السعر لصفقات الشراء والبيع التي تتم خلال اليوم في مدينة كوشينج في ولاية أوكلاهوما، وهي عبارة عن أسعار آنية يتم التسليم فيها بشكل فوري. ثانياً هناك أسعار العقود الآجلة للنفط وتمتد من عدة أشهر إلى تسع سنوات، وهي عبارة عن أسعار البرميل الواحد التي يرى المتداولون أنها أسعار عادلة في المستقبل. يحتوي العقد الواحد على ألف برميل، ويمكن للمشتري امتلاك عقد واحد قيمته نحو 60 ألف دولار لكانون الثاني (يناير) 2015، وذلك بدفع مبلغ ضمان لا يتجاوز أربعة آلاف دولار فقط. هنا تأتي فائدة الرافعة المالية في العقود الآجلة: فمن خلال مبلغ أربعة آلاف دولار يمكن الاستفادة من تقلب أسعار ألف برميل من النفط، قيمتها 60 ألف دولار. فلو ارتفعت أسعار النفط 10 في المائة إلى 66 دولارا، يحقق مالك العقد ربحاً بمقدار ستة آلاف دولار مقابل حجز مبلغ أربعة آلاف دولار من رأسماله. معظم الذين يقومون بتداول العقود الآجلة للنفط هم شركات ترتبط أعمالها بالنفط أو إن النفط يشكل تكلفة كبيرة في أعمالها، إلى جانب حكومات وأفراد يدخلون هذه السوق للتحوط أو المضاربة. على سبيل المثال، هناك شركات طيران وشركات كهرباء ومياه وشركات بتروكيماويات ومصافي نفط وشركات مواصلات كبرى جميعهم يتعاملون بهذه السوق. النقطة الأساسية هنا هي أن هذه الشركات لا تقوم بإبرام العقود للحصول على النفط مباشرة، بل إن هذه العقود تستخدم كعقود تأمين ضد تقلبات سعر النفط. هذا يعني أن شركة طيران كبرى قد تقوم بشراء عدد كبير من عقود النفط لشهر آذار (مارس) 2015 بسعر 58,41 دولار، بينما السعر الفوري "وقت كتابة المقالة" 57,80 دولار، فتكون الشركة قد ضمنت سعر البترول عند هذا السعر. ولو أن سعر النفط ارتفع بشكل حاد خلال الأشهر الثلاثة القادمة فإن ذلك لا يؤثر سلباً على هذه الشركة، لأنها تعوض تكلفة ارتفاع الوقود ـــ المرتبط بأسعار النفط ـــ من خلال الأرباح التي تحققها من هذه العقود. لذا فإن النقطة الأساسية مرة أخرى هي أن العقود الآجلة للنفط لا تعني وجود حاجة لشراء النفط نفسه، بل إنها مجرد تأمين ضد ارتفاع أسعار المنتجات المرتبطة بالنفط. إذاً بحكم أن هناك عددا كبيرا من المتعاملين في أسواق النفط الآجلة، وهم بشكل عام من المهتمين بمجال النفط والمحترفين في تداوله، نجد أن قراءتهم لمستقبل أسعار النفط غالباً تكون أعلى مصداقية من غيرهم. ما هي إذاً توقعات هؤلاء المحترفين لأسعار النفط بنهاية عام 2015؟ بالرجوع لبورصة نايمكس، نجد أن عقود النفط لكانون الأول (ديسمبر) عام 2015 مسعرة بنحو 61,46 دولار، أي أن التوقعات تشير إلى أن سعر النفط سيرتفع بنسبة 6 في المائة تقريباً. ولو نظرنا إلى الأسعار المتوقعة بعد تسع سنوات (نهاية عام 2023) سنجد أنها مسعرة بنحو 69,67 دولار. ليست دائماً أسعار المستقبل أعلى من الأسعار الحاضرة، هناك ظاهرة متكررة يكون فيها سعر المستقبل أقل من السعر الفوري، وتسمى ظاهرة المسار الهابط backwardation، والتي تأتي لعدة أسباب، منها أن منتجي النفط لديهم الاستعداد لبيع النفط في المستقبل بسعر أقل من السعر الحالي، ربما لعلمهم أن كمية العرض بعد عام ستكون كبيرة بشكل يصعب عليهم البيع بأعلى من السعر الحالي، فيقومون ببيع العقود الآجلة مما يخفض سعرها في السوق. في مثل هذا الوقت من العام الماضي كانت أسعار عقود النفط لهذا الشهر أقل من أسعاره في بداية العام. أما الآن فالأسعار عادت إلى المسار الصاعد tango، ونجد أسعار المستقبل أعلى من أسعار الحاضر. ختاماً، أسعار النفط تخضع لكم هائل من المتغيرات وتتميز بتقلباتها الحادة، ولا يمكن معرفة مسارها المستقبلي. حتى أكبر الحكومات المهتمة بمادة النفط، خصوصاً تلك التي تعتمد اقتصاداتها على هذه المادة، لا تستطيع معرفة اتجاه أسعار النفط، وليس في يديها أي وسيلة علمية أو عملية لمعرفة اتجاهها في المستقبل. أقرب وسيلة لمعرفة أسعار النفط في المستقبل نجدها من خلال قراءة نتائج صراع المتعاملين في أسواق النفط الآجلة، وأفضل المعلومات المتاحة للمتابعة نجدها في عقود نفط غرب تكساس التي يتم تداولها في بورصة نايمكس في نيويورك، والتي تقول حالياً إن أسعار نهاية عام 2015 ستكون في حدود 61.50 دولار.
إنشرها
Author

«الصخري» ليس مفاجأة بل مقدمة

|
استطاع الإعلام أن يجعل من إنتاج النفط الصخري أسطورة، وهو لا يعدو عن كونه نتاج ظروف حان وقت ظهورها، ومقدمة لما سيأتي عندما يبدأ إنتاج النفط التقليدي بالنزول. فوجود النفط داخل مسام صخور صماء كان معروفا لدى المتخصصين منذ زمن طويل. وتكنولوجيا الحفر الأفقي وعملية التكسير الهيدروليكي كانت أيضا تستخدَم في الحقول النفطية العادية منذ أكثر من 40 عاما. وكان العائق الوحيد لمحاولة إنتاج الصخري ارتفاع التكلفة. ولذلك فهو لم يلق أي اهتمام من شركات النفط التي كانت لديها مصادر أقل تكلفة وأسهل إنتاجا. وعندما بلغ سعر برميل النفط الـ100 دولار، وظهرت بوادر شح في الإمدادات النفطية، بدأت محاولة إنتاج الصخري عن طريق عملية التكسير الهيدروليكي، وهي ضخ كميات كبيرة من الماء المخلوط بقليل من الرمل والمواد الكيماوية، تحت ضغط كبير. وذلك من أجل تكسير الصخور الصماء، وإحداث شقوق تسمح للسوائل النفطية بالجريان في اتجاه البئر. ومن حسن الحظ، لأصحاب الفكرة، أن التجربة الأولى كانت في أمريكا التي يتوافر فيها كثيرا من عوامل النجاح. فالعملية تحتاج إلى أجهزة حفر متوسطة التكلفة، وأيد بشرية مدربة، ووفرة معدات الضخ ذات الضغط العالي، وسهولة الحصول على عقود الترخيص. وجيولوجية الآبار في أمريكا تساعد على سرعة الوصول إلى الهدف، بحكم التجارب المكتسبة من حفر مئات الآلاف من الآبار، وهي ليست بعمق معظم آبار النفط حول العالم. ومما يسًّر انتشار إنتاج الصخري في أمريكا غض نظر السلطات هناك عن التأثير البيئي، رغبة في تشجيع إيجاد مزيد من الوظائف في مناطق الإنتاج. ومع جميع التسهيلات وتوافر عوامل النجاح، فقد تراوحت تكلفة الإنتاج بين 50 و 90 دولارا للبرميل، مع أن نسبة كبيرة من الآبار قد تكون بين 60 و80 في المائة للبرميل. ويكثر الحديث عن احتمال تخفيض التكلفة بنسبة كبيرة نتيجة للتطور التكنولوجي. وهذا فيه شيء من المبالغة. فالتكنولوجيا لن تغير جيولوجيا الطبقات الأرضية، ولا رواتب العاملين، ولا تكلفة تأجير الأرض والمعدات. نعم، ربما يكون هناك مجال لتحسين الأداء، ولكن ليس تغيير الثوابت. وقد يختلط الأمر على البعض عندما يسمع عن تكلفة 80 و50 دولارا للبرميل، ويظن أن 80 تحولت إلى 50. يتوزع احتياطي النفط الصخري حول العالم بنسب مختلفة. وقد يكون أكبر احتياطي صخري في روسيا، حسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، التي قدرت الاحتياطي العالمي بما يقارب 350 مليار برميل. ونظرا لصعوبة، أو ربما استحالة التأكد من صحة التقدير، فقد يزيد أو ينقص بنسبة كبيرة. ويتميز إنتاج النفط الصخري بكمياته القليلة. فمعدل إنتاج البئر في أمريكا خلال السنوات الخمس الأولى بين 100 إلى 200 برميل كحد أعلى. وتفقد البئر 50 إلى 70 في المائة من إنتاجها خلال السنة الأولى. بينما بئر النفط التقليدي تنتج بضعة آلاف برميل ولسنوات طويلة. والسبب هو أن فاعلية عملية التكسير لا تمتد إلى أكثر من عشرات الأمتار حول محيط البئر، وهو حجم صغير، فتفقد البئر كمية كبيرة من إنتاجها خلال وقت قصير. ولذلك، فإنه من الضروري تعويض ما يقارب 40 في المائة من الإنتاج سنويا فقط من أجل الحفاظ على المستوى المطلوب. ومن المؤكد أن إنتاج النفط الصخري خارج أمريكا ستكون تكلفته أعلى بكثير من التكلفة الأمريكية. فهناك اختلاف جوهري بين الحالتين. فمعظم الآبار في الدول الأخرى أكثر عمقا من الآبار الأمريكية وأصعب حفرا. وتأجير أجهزة الحفر والمعدات الأخرى تزيد على مثيلاتها في أمريكا. وفي معظم الحالات سيستعينون بالخبرات الأمريكية، وهو ما يضاعف من تكلفة الأيدي العاملة، ناهيك عن العوامل البيئية التي تتضاعف حساسيتها في كثير من مناطق العالم. ومجمل الحديث أن إنتاج الصخري خارج أمريكا الشمالية لن يكون مجديا اقتصاديا حتى ترتفع الأسعار بنسبة كبيرة، مع اختلاف من منطقة إلى أخرى. تتنبأ المؤسسات الرسمية الأمريكية بأن يصل إنتاج النفط الصخري ذروته في غضون خمس إلى ست سنوات، ربما يصل خلالها الإنتاج إلى ستة ملايين برميل. وقد نوه أكثر من مصدر إلى أن الإنتاج الحالي الأمريكي يتركز في مناطق الإنتاج الجيد ذاته، وهو ما يعني احتمال ارتفاع التكلفة في المستقبل وليس نزولها، وهو احتمال وارد. وتجري الآن محاولات في عدة دول لمعرفة اقتصاديات إنتاج النفط الصخري، وعند أي مستوى من الأسعار يكون اقتصاديا. وهي أقرب إلى جس النبض منها إلى الإنتاج الفعلي. وهناك شواهد من تقارير متخصصة تؤيد صعوبة إنتاج الصخري خارج أمريكا الشمالية. فقد ذكرت بريتش بتروليوم في أحد تقاريرها أنه سيكون في استطاعة روسيا إنتاج 800 ألف برميل من النفط الصخري في عام 2035 . ومعروف أن روسيا صاحبة أكبر احتياطي صخري. ومع ذلك فلن يكون بإمكانها إنتاج النفط الصخري إلا بعد عقدين من الزمان. ورغم أن احتياطيها لا يقل عن 70 مليار برميل، إلا أن إنتاجها قد لا يصل المليون برميل، كما يظهر من التقرير آنف الذكر. ولو كان من نوع التقليدي وبهذه الكمية لاستطاعوا إنتاج أكثر من خمسة ملايين. واختيار "بريتش بتروليوم" لذلك التاريخ يتعلق دون شك بمستوى الأسعار في المستقبل البعيد. فمن المؤكد أن سعر البرميل آنذاك سيسمح للاستثمار المجدي اقتصاديا في الصخري. وفي تلك الظروف، لن يقتصر إنتاج النفط الصخري على روسيا، بل سيشمل دولا مثل الصين وأستراليا والبرازيل ودولا أخرى. كما أن السوق النفطية في الوقت ذاته تكون قد فقدت كميات كبيرة من إنتاج النفط التقليدي، وبحاجة إلى مصادر جديدة من النفط الصخري، ومزيد من النفط الرملي الكندي والصخر النفطي، إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة. ومصادر النفط غير التقليدي بأنواعها، ذات الخصوصية الإنتاجية المتدنية، من نوع الصخري الأمريكي، لن تستطيع تعويض ما سنفقده من نضوب النفط التقليدي بعد عقد أو عقدين. وإن حاولنا إنتاج أكبر كمية ممكنة فإن ذلك سيكون بثمن باهظ ومجهود جبار وبوجود أسعار خيالية. لأن ذلك يتطلب حفر مئات الآلاف من الآبار الأفقية المكلفة، وتوفير الآلاف من أجهزة الحفر والمعدات المساندة، وهو ما يتطلب استثمار مبالغ كبيرة وحلا مرضيا للمؤثرات البيئية في كل دولة. والذي يجد البعض صعوبة في إدراكه، هو أن إنتاج النفط الصخري جاء رحمة بنا في السعودية. فقد كفانا مؤونة رفع إنتاجنا إلى مستويات تضر بمستقبل حقولنا وأجيالنا. فلو لم يأت الصخري لكنا قد اضطررنا إلى رفع إنتاجنا مليونين إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا عن المستوى الحالي، على أقل تقدير، لكون دورنا في السوق النفطية المنتج المرجح. وهذا سيكون بتكلفة مالية خيالية وإنهاك لحقولنا. ولذلك، فظهور الصخري كان في الوقت المناسب بالنسبة لنا، وأنقذنا من تحمل عبء ثقيل سيضر بمستقبل أجيالنا. ويعبر البعض عن قلقهم من تهديد النفط الصخري لإنتاجنا. والآية القرآنية الكريمة تقول: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون". فكيف يهدد إنتاجنا وفرق تكلفة الإنتاج بيننا وبينه أكثر من 60 دولارا للبرميل، لمصلحتنا؟ مع أننا، وكما أسلفنا، مع إنتاج الصخري ولسنا ضده. ونود أن نطرح سؤالا بسيطا لمن لا يحبذون نمو الصخري. ماذا ستكون عليه الحال لو سحبنا من السوق النفطية إنتاج الصخري والنفط الرملي، وهو قريب من ستة ملايين برميل؟ فسوف - دون أي شك - تقفز الأسعار إلى ما فوق 150 دولارا، وربما رفعنا إنتاجنا إلى مستوى ما بين 12 و13 مليون برميل. وهو ما ليس لمصلحة مستقبلنا. ومن اللافت للنظر أن كثيرين ممن يتوجسون خيفة من الصخري، لا يحملون هما لمستوى إنتاجنا المرتفع والفائض عن الحد الأدنى لمتطلبات اقتصادنا.
إنشرها
صدمة أسعار النفط .. 2015 عام «صراع الحصص»

صدمة أسعار النفط .. 2015 عام «صراع الحصص»

تحول النفط في الأشهر الثلاثة الماضية إلى أهم مادة إخبارية في النشرات الاقتصادية بعد أن انهارت أسعاره من...

وزير التجارة لـ "الاقتصادية" : سندعم الاستثمارات الصناعية الصغيرة بمصانع جاهزة

وزير التجارة لـ "الاقتصادية" : سندعم الاستثمارات الصناعية الصغيرة بمصانع جاهزة

قال لـ"الاقتصادية" الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، إن وزارته تعمل بشكل كبير على توطين المهن...

Author

أنظمة التمويل العقاري وتحقيق الاستدامة لتمويل قطاع الإسكان

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية
حظيت الأنظمة المتعلقة بالتمويل العقاري خلال الفترة الماضية بأهمية كبيرة بل أولوية لمراعاة الحاجة الماسة إلى ضبط ممارسات المصارف وجهات التمويل في هذا المجال، ومراعاة لحقوق طرفي العلاقة في التمويل، فقد بدأ هذا البرنامج بإصدار الأنظمة التي لها علاقة بالتمويل العقاري، ومنها نظام التمويل العقاري ونظام الإيجار التمويلي ونظام مراقبة شركات التمويل، ومن ثم صدرت لاحقا اللوائح التنفيذية للأنظمة الثلاثة السابقة، وبدأ تطبيق النظام في بداية عام 1436هـ الموافق تشرين الثاني (نوفمبر) لعام 2014 في إطار تحول كبير وعمل يؤسس لنظام شامل لنشاط الرهن العقاري في المملكة، الذي لم يكن يخضع لأنظمة مستقلة تراعي خصوصية مثل هذا النشاط وأهمية العناية به باعتبار أن قطاع الرهن العقاري لدول كثيرة حول العالم يعد قطاعا مستقلا تشارك فيه المصارف وكثير من الشركات المتخصصة بذلك، حيث يعتني بتمويل أحد أهم قطاعات الاستثمار، وفي المملكة ودول الخليج عموما يشكل هذا القطاع جزءا كبيرا من حجم الاستثمارات بها، وهذا ما يتطلب عناية كبيرة بتنظيمه بصورة تحقق الاستدامة لهذا النشاط، وتشجع على استمرار النمو به. إذا ما نظرنا إلى الصورة العامة لنشاط التمويل العقاري في المملكة سنجد أنها عبارة عن قطاع تستأثر المصارف بحصة الأسد منه، ومع ذلك فإنه لم يكن لها حق رهن العقار كضمانة لعلاقة تمويل قد تمتد لما يزيد على 20 عاما، إذ كان تملك العقار يعد محظورا تماما على المصارف، ولذلك فإنها تلجأ إلى علاقات مع جهة خارجية عقارية، أو أنها تؤسس شركات مملوكة لها لتتملك العقار خلال فترة التمويل، وفي حال حصول عجز عن السداد أو أي خلاف بين طرفي العقد، سواء المصرف أو العميل فإنه لا يوجد نظام واضح يلجأ إليه في هذه الظروف، مما عزز من نفوذ جهات التمويل، وذلك حماية لنفسها من مخاطر تعثر عملائها، وبعد صدور هذا النظام أصبحت العلاقة بين طرفي العلاقة أكثر عدالة وانتظاما ووضوحا من ذي قبل. عندما نتحدث عن الرهن العقاري أو قطاع الاستثمار العقاري الذي يحتاج إلى التمويل سنجد أننا لا نقتصر في ذلك على قطاع تمويل المساكن وإن كان يستأثر بجزء كبير منه، ولكن قطاع التمويل العقاري يشمل تمويل كثير من المشاريع الاستثمارية التي تحقق تنمية في المجتمع، إضافة إلى أنه يمكن كثيرا من المستثمرين من توفير السيولة لأنشطتهم العقارية وغيرها، كما أنها تدفع كثيرا من الصناديق الاستثمارية إلى الاستثمار في القطاع العقاري، وتعزز من أنشطة موازية للتمويل مثل الصكوك الإسلامية، التي تعتمد في هيكلتها على الأصول ومنها الأصول العقارية. لا شك أن الاهتمام الكبير الذي حظيت به مشاريع الإسكان نتج عنه مجموعة من الإجراءات والخطوات التي يؤمل المواطن أن تحقق له الاستقرار والرفاة، وذلك بتوفير فرص تملك السكن الذي يعد من أهم العناصر لتحقيق الاستقرار للمواطن، حيث إن الفترة الماضية شهدت ارتفاعا في أسعار المساكن بصورة لا تمكّن المواطن من تملك مسكن بصورة ميسرة. كما نعلم أن مشكلة الإسكان من القضايا التي أصبحت ذات أهمية كبيرة في المجتمع، والخطوات الحكومية في معالجة مشكلة الإسكان لدى المجتمع ركزت في هذه المرحلة على جانب التمويل وهذه الخطوة قد تكون الأيسر، وصدور نظام التمويل العقاري ولوائحه التنفيذية الذي تمت الإشارة إليه يحفز المصارف والمؤسسات التمويلية لتقديم التمويل بغرض الحصول على مسكن أو عقار بصورة عامة، بل إن هذا النظام سمح لجهات استثمارية أخرى بتقديم التمويل العقاري لتدخل طرفا في المنافسة مع المصارف بما يحقق نوعا من المنافسة في الأسعار والخدمة، إضافة إلى سعي الجهات التنظيمية إلى تمكين المواطن من الاستفادة من قرض صندوق التنمية العقاري بإضافته إلى تمويل آخر تقدمه المصارف في إطار علاقة لا تحرم المواطن من فرصة الحصول على تمويل حكومي مجاني عندما لا يكون لديه الأرض ليتمكن من البناء عليها، وهذا ما يدعم وجود مشاريع واستثمارات في قطاع الإسكان. البرامج التمويلية لقطاع الإسكان، كما سبق، لا تخص الأفراد فقط، ولكن هي أيضا تقدم فرص التمويل للمستثمرين في القطاع العقاري، مما يشجع على إنشاء مزيد من مشاريع الإسكان ويوفر فرصا تنافسية في الجودة والأسعار والحلول التي تناسب الأفراد. نظام رهن التمويل العقاري الجديد يتميز بأمور في مصلحة العميل بصورة عامة ومصلحة جهات التمويل، ففي الوقت الذي مكّن فيه جهات التمويل من شراء العقارات ورهنها بدافع التمويل، الذي خفف عليها من أعباء إنشاء وحدات إضافية بغرض تملك العقار والذي يعد أداة تمكن جهات التمويل من حفظ حقوق في حال تعثر العميل عن السداد، ولكن مثل هذه الوحدات تمثل عبئا وتكلفة على جهات التمويل، كما أنها قد تخضع لأنظمة مختلفة عن جهات التمويل، وهذا ما قد يدفعها إلى تطبيق أنظمة لا تتناسب مع طبيعة المصارف ولا تكون خاضعة لأنظمة مؤسسة النقد مما قد يتسبب في ازدواجية في جهات التنظيم والترافع للعقد الواحد. كما أن هذا التنظيم فيه مصلحة للعميل في وضوح إجراءات التمويل، كما أنه يعطي فرصة للعميل لتملك العقار في حال رغب في سداد ما عليه مبكرا عند توافر مبلغ الدين لديه، خصوصا عندما نعلم أنه في مثل هذا التمويل قد يمتد إلى فترة طويلة تصل إلى أكثر من 20 عاما، ويصل حجم مثل هذا التمويل إلى ملايين الريالات فعندما يتمكن العميل من الحصول على العقار في فترة أقل فإنه سيوفر مبلغا كبيرا، خصوصا في مراحل التمويل الأولى، علما بأنه وبحسب نظام التمويل العقاري، فإنه من الشروط ألا يتجاوز القسط نصف الراتب، ونحن نعلم أن بعض الأفراد قد يتضاعف راتبه خلال مدة 20 عاما أو يتمكن من الحصول على دخل إضافي بأي سبب من الأسباب، وهذا ما قد يشجعه على تملك العقار في فترة أقصر، ومن هنا فإنه يستفيد كثيرا من السداد المبكر دون مطالبته بتكلفة إضافية عن بقية المدة، كما أن من الفوائد التي سيجنيها المواطن من هذا النظام أنه يطالب باحتساب الربح عن القيمة المتبقية للتمويل، وليس على أساس كامل التمويل، وهذا سيعظم حجم التوفير للعميل في حال رغب في السداد مبكرا، حيث إن الطريقة الأولى تحتسب نسبة الربح على أساس كامل القرض فيظهر رخيصا وعند السداد واحتساب النسبة نفسها سيجد العميل أنه سيوفر فقط قليلا من المال خصوصا في السنوات الأخيرة للتمويل، كما أن النظام حدد بصورة قاطعة الحد الأقصى للرسوم الإدارية التي تبالغ فيها بعض جهات التمويل في الفترة السابقة. من ميزات هذا النظام أنه أخذ في الاعتبار أن يكون برنامج التمويل مطابقا للشريعة الإسلامية، وهذا سيعزز اطمئنان العملاء لمثل هذا النوع من التمويل إضافة إلى أنه يزيد من تنافسية السوق مع الإقبال الكبير على التمويل الإسلامي، كما أن هذا سيحفز جهات التمويل على تطوير المنتجات المتوافقة مع الشريعة التي تلبي احتياج الأفراد وتناسب رغباتهم، ويزيد من مركز المملكة كإحدى أكبر الدول في العالم في حجم أصول التمويل الإسلامي.
إنشرها
مشروع نظام مقترح لإنشاء هيئة عامة للعقار يصدر قريبا واستراتيجية وطنية للإسكان
مشروع نظام مقترح لإنشاء هيئة عامة للعقار يصدر قريبا واستراتيجية وطنية للإسكان

وضع المستشار محمد بن داخل المطيري عضو مجلس الشورى ــــ رئيس لجنة الحج والإسكان والخدمات عددا من المقترحات...

Author

علينا أن نعيد حساباتنا في نمط السكن

|
كثر الحديث عن وزارة الإسكان وموضوع الإسكان في المملكة، وتباينت التوقعات بين اليأس والأمل البعيد في الحصول على مسكن. المتتبع لاستراتيجية الدولة في توفير السكن للمواطن يلاحظ أنها مرت بمراحل منها قيام وزارة الأشغال العامة والإسكان سابقا ببناء مجمعات سكنية ومشاريع إسكان عاجلة مرورا بقيام وزارة الشؤون البلدية والقروية بتوزيع ملايين المنح من الأراضي على المواطنين ثم قيام صندوق التنمية العقارية بتقديم القروض الميسرة لراغبي بناء مساكن لهم إلى إنشاء وزارة خاصة بالإسكان، وما أعقب ذلك من أوامر سامية باعتماد مبلغ (250) مليار ريال لبناء «500 ألف» وحدة سكنية للمواطنين في مناطق المملكة كافة وما لحق ذلك من تكليف الوزارة بتسلم أراضي الإسكان من وزارة الشؤون البلدية والقروية لإقامة مشاريع إسكان عليها وأخيرا صدور الأمر الكريم بتسليم المواطن المستحق للسكن أرضا وقرضا ليتولى المواطن بنفسه بناء مسكنه حسب مزاجه على أرض ضمن مخطط معتمد تتولى وزارة الإسكان توفير الخدمات العامة لهذه المخططات من كهرباء ومياه وصرف صحي وطرق والخدمات المساندة الأخرى ... كأننا نستعرض فيلما سينمائيا. المتتبع المنصف لموضوع الإسكان في المملكة يرى أن مشاريع الإسكان في الدول الأخرى لم تمر بمثل هذا المسلسل الطويل، بل مرت بمراحل بناء متواصلة وعن طريق جهة واحدة كأن تكون وزارة الإسكان أو ما شابهها من مسميات تولت بناء المساكن وفق مواصفات فنية وهندسية تكاد تتشابه، ومع مرور السنين أمكن توفير العدد الكبير من المساكن للمواطنين هنا وهناك. موضوع الإسكان ووزارة الإسكان في الوقت الراهن يثير كثيرا من التساؤلات منها: 1 - هل حققت مشاريع الإسكان التي بنتها وزارة الأشغال العامة والإسكان سابقا أهدافها؟ 2 - هل حقق بنك التنمية العقارية سابقا أو صندوق التنمية العقارية حاليا أهدافه؟ 3 - هل ساعدت منح الأراضي التي وزعتها الأمانات والبلديات على تحقيق نسبة من المساكن؟ 4 - هل إنشاء وزارة الإسكان سيحل مشكلة توفير المساكن للمواطنين؟ 5 - هل للقطاع الخاص دور في توفير السكن؟ 6 - هل يجب أن يمتلك كل مواطن سكنا خاصا؟ 7 - ما النوع الأمثل للسكن هل هو فيلا سكنية أو شقة سكنية؟ قد يقول البعض إننا نعيش في صحراء شاسعة مترامية الأطراف فلماذا لا يكون نمط السكن هو الفلل السكنية؟ والبعض يقول لنا في الخليج والمملكة بشكل خاص خصوصية في السكن لا يناسبنا إلا الفلل. لذلك نرى آلاف المخططات السكنية حكومية كانت أم تابعة للقطاع الخاص في مدن وقرى المملكة مبعثرة في جميع الاتجاهات تزحف إليها الخدمات (مياه, كهرباء, صرف صحي, مدارس, مستوصفات, وغيرها) زحفا بطيئا لا يتناسب أبدا مع المبادئ الأساسية للتخطيط. يجب أن نتساءل، ما المحصلة النهائية من وجود هذا النمط من النمو السكني؟ من النتائج ارتفاع التكلفة على المواطن لأنه يعاني من عدم توافر الخدمات في الوقت المناسب, ساهم في تلوث البيئة وانتشار الأوبئة والأمراض لعدم وصول خدمات الصرف الصحي له في حينه, خسائر اقتصادية غير ملموسة وغير قابلة للقياس على المدى القريب والمتوسط والبعيد من أوضحها ارتفاع مناسيب المياه القريبة من سطح الأرض وتضرر المنازل والطرق والبيئة التي تضرر منها صاحب المسكن والجهات ذات العلاقة التي تصرف مبالغ كبيرة للحد من خطورة ذلك. توقعاتي لواقع الإسكان في عام 2015 لن يكون مختلفا عن واقعه في عام 2014 أو قبل ذلك التاريخ لأننا نسير على نهج غير واضح المعالم كل يوم فيه توجهات وقرارات واستراتيجيات تتخذ لا تتلاءم وبيئتنا الاجتماعية والاقتصادية وتتغير أو تتأخر بتغير الاقتصاد العالمي والأدهى من ذلك عدم وجود جهاز معني بالإسكان لسنوات عديدة في الوقت الذي خصصت له وزارات وهيئات في الدول الأخرى من عشرات العقود. النمط الذي نسير عليه حاليا نمط مكلف اقتصاديا على المواطن وعلى الدولة على حد سواء. لنا أن نتخيل التكاليف السنوية الهائلة للتشغيل والصيانة للمشاريع الخدمية. في تصوري لحل مشكلة الإسكان في المملكة يجب علينا أن نعيد حساباتنا في نمط السكن وأن يكون هناك نوعان من السكن أولهما الشقق السكنية وتتولى الدولة ممثلة في وزارة الإسكان بناءها لتكون شققا ذات مساحات مختلفة تناسب مواصفات ورغبات الأغلبية (مساحاتها من 100 متر مربع إلى 300 متر مربع أو أكبر) والآخر الفلل السكنية يتولى المواطن بناءها وفق إمكاناته. هذه الشقق أرى أن تبنيها وزارة الإسكان على شكل مجمعات من أبراج سكنية تراوح أدوارها بين 4 و 8 طوابق على أن تتوافر كل الخدمات قبل السماح بالسكن فيها كأن تكون أحياء سكنية جديدة نموذجية، ويفضل أن تكون بعيدة عن المخططات السكنية القائمة, بها شوارع فسيحة وحدائق وأسواق مركزية وملاعب أطفال ومدارس ومواقف للسيارات وغير ذلك. تستمر الوزارة في بناء هذه المجمعات السكنية تبعا لنسب النمو السكاني في كل مدينة وقرية وحسب تنامي الطلب على السكن وتتاح هذه الشقق للمواطنين وفق آلية تجب دراستها بعناية إما بالتمليك وإما بالتأجير الرمزي. هذا النوع من السكن سيستوعب آلاف مؤلفة من المواطنين الباحثين عن السكن وسيكون كافيا لهم لسنوات تقصر أو تطول إلى أن يكون المواطن قادرا ماليا على بناء فيلته السكنية الخاصة به في الحي الذي يرغبه والمكتمل الخدمات. هذا الاقتراح سيمكن وزارة الإسكان من إدارة الأراضي التي تسلمتها من وزارة الشؤون البلدية والقروية ولن يكون لها حجة بعدم الحصول على الأراضي الكافية, كما أن تكاليف إقامة الشقق السكنية أقل بكثير من تكاليف بناء الفلل السكنية وستتمكن الوزارة من بناء أعداد كثيرة تتناسب والطلب الحالي والمستقبلي على السكن. بقي البحث عن آلية للبناء فاعلة وسريعة يجب أن تكون مختلفة عن النمط المتبع حاليا تشترك فيها الدولة والمصارف المحلية والقطاع الخاص المحلي والأجنبي .

اخر مقالات الكاتب

    ..
إنشرها
160 مشروعا تعمل عليها «الإسكان» .. ونتأهب لتسليم 306 آلاف منتج سكني
160 مشروعا تعمل عليها «الإسكان» .. ونتأهب لتسليم 306 آلاف منتج سكني

أكد المهندس محمد الزميع، وكيل وزارة الإسكان للدراسات والتخطيط، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن الوزارة ...

Author

القطاع الإسكاني .. الرؤية والإنجازات والأداء

|
عضو اللجنة المالية والاقتصادية ـ مجلس الشورى
اقتصاديا يعتبر السكن من السلع فله سوق وسعر يحددان بناء على قوى العرض والطلب، وهنا يبدأ السؤال المهم حول، من يتحكم في الأسعار؟ فالأصل أن تبقى السوق حرة وفق آلياتها الطبيعية. تدخل الدولة سيقود حتما إلى اختلال عمل هذه السوق وسيؤثر على سلوك المجتمع ومن ثم تعميق الاختلال في عمل آلية العرض والطلب، حتى تصعب معالجتها. ما حدث في المملكة خلال سنوات الطفرة النفطية الأولى في سبعينيات القرن الماضي، تعكس هذه الحقيقة الاقتصادية، حيث تدخلت الدولة مباشرة في السوق، على أساس أن السكن خدمة اجتماعية ملزمة بها الدولة، فتم منح أراض مجانية بمساحات واسعة جدا وقروض مجانية، “بلا آلية صارمة للسداد”، مما أوجد انحرافا شديدا في جانب الطلب، كما أوجدت تشوهات في الحاجة الاجتماعية للسكن، وطرق البناء وتصورات الناس عن التكلفة والمنفعة. بعد انتهاء سنوات الطفرة تلك، تراجعت قدرة الدولة على دعم السكن، لكنها لم تقم حينها بالتدخل لتصحيح الاختلال الذي أصاب السوق، بل تركت السوق تعود إلى آليتها الطبيعية بلا سيطرة. في هذا الوقت كان النمو السكاني يتزايد، واستمرت المشكلات حول مفاهيم البناء والحاجة، كما تدخلت الأمانات بطريقة لم تصحح هذا الاتجاه، بل عززته بمنع نماذج جديدة من البناء داخل المدن، مع زيادة الاشتراطات على المخططات التي يتولى القطاع الخاص تطويرها، مع استمرار في منح أراضٍ شاسعة حتى في خارج النطاق العمراني، ودون دعم في الخدمات أو خطة واضحة لذلك. فبقيت الاختلالات عميقة في اقتصاد السكن في المملكة، مع تراجع كبير في العرض. ظهرت علامات الطفرة النفطية الثانية في منتصف العقد الماضي، وفتح الباب على مصراعيه للمصارف لتمويل طلبات المساكن وأيضا ــــ ودائما ــــ مع عدم وجود خطة واضحة لذلك، وفي ظل وجود خلل سلوكي مترسخ في مفاهيم الحاجة والتكلفة والمنفعة في اختيار وبناء المسكن، تحولت جميع العوامل السابقة إلى خلل كبير في السوق، ظهر مع طلب غير مسبوق تصاحبها قدرة مالية ضخمة، يقابل ذلك ثبات في جانب العرض تحول إلى شح مع اتجاه إلى احتكار المشاريع، وكل ذلك أوجد تحولات ثقافية غير واضحة المعالم حول شكل المسكن وحجم العائلة السعودية. مصلحة الإحصاءات تقول، إن عدد المساكن المتاحة في تعداد عام 2010 بلغ 4600 ألف مسكن ما بين مستأجر ومملوك، بينما بلغ عدد الأفراد 26 مليون، موزعين على 4600 ألف أسرة، المساكن المملوكة بلغت 1800 ألف أي 39 في المائة من إجمالي المساكن يملكها 39 في المائة من الأسر. لكن مصلحة الإحصاءات لا تبين لنا على وجه الحقيقة ومن خلال التعداد كم من الأفراد أو المؤسسات التي تمتلك المساكن، بمعنى آخر إذا كان 61 في المائة من المساكن مستأجرة، فمن يمتلك المساكن المؤجرة؟ بالطبع هم من فئة المالكين، أي من ضمن 39 في المائة، ولأنه لا يتصور أن تكون المساكن المؤجرة موزعة بالتساوي بين المالكين لهذا فإن هناك تركيزا واضحا وكبيرا في جانب العرض قاد إلى الاحتكار. وإذا كانت الإحصاءات العامة تتوقع أن يصبح عدد الأفراد في المملكة 30 مليونا تقريبا في عام 2013، وهذا نسبة نمو تبلغ 15 في المائة منذ عام 2010، وهي نسبة ضخمة بلا شك وتوجد طلبا كبيرا على الإسكان، وأن السعوديين يتجهون إلى بناء أسر صغيرة والاستقلال بالسكن عن الأسر الكبيرة، فقد توقع بعضهم أن نواجه طلبا سيتزايد مع الزمن على المساكن. كان هناك اعتقاد سائد بأن مشكلة السكن تكمن في ارتفاع سعره، في مقابل ضعف واضح في دخل الأفراد، وهذا الاعتقاد دفع الحكومة إلى زيادة مبلغ القروض وأيضا تشجيع مؤسسات الإقراض على المشاركة بقوة ومنح القروض لجميع فئات المجتمع، ولمدد طويلة وبمعدلات فائدة مناسبة. وقد نجحا هذا الاتجاه بقوة وعزز القدرة الشرائية للمواطن وخاصة فئة الشباب، حتى وصل حجم القروض العقارية إلى 84 مليار ريال منتصف 2014. وقد سجلت المؤشرات العقارية صفقات في عام 2013 بلغت أكثر من 35 ألف صفقة على العقارات السكنية بقيمة تجاوزت 51 مليار ريال بمتوسط 1.45 مليون ريال للصفقة الواحدة. وهذا التوجه الحكومي أوجد طلبا غير مسبوق على العقار، بينما بقي جانب العرض يعاني احتكارا واضحا، فارتفعت الأسعار بشكل كبير وزادت الاحتكار ولم تستطع السوق جذب استثمارات كبيرة لإيجاد التوازن بسبب قيود كثيرة، منها عدم توافر الأراضي الصالحة للاستثمار العقاري مع ادعاءات حول وجود أراضٍ بيضاء خام ترتفع أسعارها بلا إمكانية تطوير تساعد في تغطية فجوة العرض. لتصحيح هذا المسار قامت مؤسسة النقد أخيرا بتطبيق لوائح جديدة على الإقراض العقاري وذلك بإضافة شروط جديدة متعلقة بإلزام المقترض بدفع 30 في المائة، من قيمة العقار تلزم البنوك بتمويل 70 في المائة فقط من قيمة العقار، والتوقعات تشير إلى انخفاض طلبات التمويل العقاري في المصارف بنسبة تتجاوز الـ 60 في المائة. وكقراءة لمستقبل السوق العقارية والطلب على المساكن في المستقبل القريب، فإنه من المتوقع أن تجد السوق توازنها قريبا إذا استطاعت وزارة الإسكان أن تلعب دور صانع السوق بكفاءة. فجانب الطلب سيتراجع نظرا لتفاعل عوامل عدة منها صعوبة الحصول على تمويل عقاري نظرا لشرط 30 في المائة. فمتوسط سعر المساكن بلغ 1.45 مليون ريال أي يدفع المستهلك 400 ألف ريال، وهذا صعب على كثير من المستهلكين وخاصة الشباب الذين يشكلون المحرك الأساسي للطلب. أضف إلى ذلك حالة الترقب لنتائج مشاريع وزارة الإسكان ومدى جديتها ومناسبتها لحاجة المجتمع، حيث تعهدت الوزارة ببناء 500 ألف وحدة سكنية وقد بدأت بالفعل في حصر المستفيدين، كما بدأت بتوزيع المساكن في بعض المناطق. العرض من جانبه سيتغير نوعا ما وذلك لعدة عوامل أيضا، حيث سيحجم المستثمرون عن ضخ سيولة جديدة للسوق نظرا لحالة الترقب هذه ونظرا لتراجع معدل العائد على الاستثمار الذي من المتوقع أن يتراجع إلى 4 في المائة، وهنا سترتفع تكلفة الفرصة البديلة في السوق العقارية ذلك أن معدل العائد على الودائع والسندات أفضل وأقل مخاطرة. لكن التراجع في العرض لن يوجد فجوة، إذا نجحت وزارة الإسكان في سرعة تغطية التراجع، ومرة أخرى إذا نجحت وزارة الإسكان كصانع للسوق، حيث ستتحول إلى مستودع رئيس للمساكن. ليس من المتوقع أن يحدث تغير واسع في الإيجارات بالرغم من إحجام المستهلكين عن تملك العقار في المدى القصير. لكن هذا لن يبقى صحيحا على المستوى المتوسط إذا فشلت وزارة الإسكان في إمداد السوق بالمساكن، ذلك أن الطلب على المساكن المستأجرة سيرتفع بشكل مفاجئ مع زيادة اتجاه الأسرة السعودية وقبولها لتمدد العائلة، فالشاب الذي يسعى إلى تكوين أسرة جديدة سيضاعف الطلب على المساكن المستأجرة التي ستكون مشغولة تماما بمن ينتظر دوره في مشاريع الإسكان. من التحليل السابق يتضح الدور المحوري لوزارة الإسكان في السنوات المقبلة، بل في اعتقادي أنها ستكون أهم وزارة على الإطلاق وستكون صانع سوق، بل أبعد من ذلك إلى صناع للاقتصاد السعودي ومنقذ من تراجع خطير في النمو الاقتصادي.
إنشرها
Author

النفط.. هل تستمر المخاوف؟

|
في عامه السابع، هذا هو إصدار صحيفة «الاقتصادية» السنوي للسنة الجديدة 2015.. عندما شرع فريق التحرير في إعداد رؤيته وتصوراته للإصدار ومحتوياته برز موضوع النفط سيدا للموقف بعد انخفاض أسعاره، فمنذ شهر حزيران (يونيو) من 2014 وحركة الأسعار في تراجع مستمر، والهبوط الكبير في أسعار النفط يقترب اليوم من تجاوز نسبة الـ 50 في المائة، فكان من الطبيعي أن يكون النفط هو الملف الرئيس لهذا الإصدار، ورغم التحذيرات من حدوث تقلبات حادة في أسواق الطاقة، إلا أنه لم يكن في حسبان الدول المنتجة ولا المستهلكة، ولم يخطر على بال أحد أن تهوي الأسعار بهذا الشكل الكبير خلال فترة زمنية قصيرة، ومع جزم الكثير من مراكز البحوث والدراسات وكبار الاقتصاديين في العالم أن أسعار النفط ستعاود الارتفاع، إلا أنه مما لا شك فيه أن استمرار تراجع الأسعار لمدة طويلة ستترتب عليه تغيرات اقتصادية وسياسية وجيوسياسية، وها هو النفط يضغط على أسواق المنطقة والعالم، ما أدى إلى هلع وتداولات غير محسوبة في بورصات الكثير من الأسواق، ولعلنا في هذا الصدد نستشهد بما يحصل حاليا في الأسهم الخليجية من ارتباك شديد وهزات قوية جاءت كردة فعل مباشرة لما يحصل لأسعار النفط، مع الأخذ في الاعتبار التحليلات التي ترى أن ردة الفعل هذه غير مبررة وأن نظرة المتداولين وأسواق الأسهم التشاؤمية في غير محلها.. لكن يظل السؤال المحوري: هل تستمر المخاوف؟ هذا فيما يخص الملف الرئيس للإصدار الذي يشتمل على تحليلات وتقارير ومقالات لشخصيات بارزة ومتخصصين من داخل السعودية وخارجها. محليا.. هل سيكون 2015 عام الانفراج لأزمة الإسكان؟ المؤشرات والدلائل لما تقوم به الدولة من خلال وزارة الإسكان لتنفيذ خطة كبيرة تبعث على التفاؤل، وقد لاحت التباشير بعد أن بدأت الوزارة في تسليم وحدات سكنية لمواطنين، كما أن الوزارة وضعت جداول زمنية لتوزيع منتجاتها متنوعة الخيارات على مستحقيها، ما يعني أن الحلول الفعلية لأزمة الإسكان بدأت تؤتي ثمارها، ومما لا يختلف عليه أن تنفيذ خطة بهذه الضخامة يحتاج إلى وقت يفترض أن يكون مناسبا ومنطقيا للوزارة وللمستفيدين الذين ينتظرون منذ سنوات طويلة. الإصدار متنوع اقتصاديا، فإلى جانب ملفي النفط على المستوى العالمي، والإسكان على المستوى المحلي، يستعرض الإصدار ويحلل مواضيع أخرى كلها على "تماس مباشر" بالاقتصاد. بقيت كلمة: إصدار «الاقتصادية» السنوي في نسخته السابعة بين أيديكم.. ولكم الحكم.

اخر مقالات الكاتب

    ..
إنشرها