السوق السعودية.. فرصة واعدة وسيندم عليها المكابرون
تستعد شركة أديم العالمية لإدارة الأصول للانضمام إلى سوق الأوراق المالية السعودية بعد أن بلغت مراحل متقدمة في شأن رخصة مزاولة النشاط المتوقع صدورها قريباً من هيئة سوق المال السعودية، وتعد الشركة البالغ رأسمالها 50 مليون ريال، إضافة إلى قطاع المال المحلي كونها مع عدة شركات سبقتها تقدم منتجات متوائمة مع مقتضيات الشريعة الإسلامية، وهو أمر نابع من خبرة ملاكها في هذا المجال، وتحديداً في الاستثمارات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وهنا نسلط الضوء في الحوار التالي مع الدكتور سعيد بن سعد المرطان رئيس مجلس إدارة الشركة على أهم المحاور والنقاط التي تقوم عليها الشركة للعمل خلال الفترة المقبلة محليا وإقليميا، فإلى الحوار:
في البداية، نود إعطاءنا فكرة عن بدايات تأسيس الشركة وخطوات عملها إلى أن وصلتم إلى المرحلة الحالية؟
جاءت فكرة تأسيس الشركة في منتصف عام 2005م من مجموعة من رجال المال والأعمال المرموقين من ذوي الخبرة في مجال الاستثمار المالي الإسلامي، الذين أرادوا تقديم نموذج استثماري مميز في مجال خدمات إدارة الأصول وتقديم كل ما هو جديد ومبتكر في هذا الحقل المتنامي والمتصاعد - بحمد الله - الذي بدأت ملامحه الواعدة تظهر بعد التغييرات التنظيمية التي تلت إنشاء هيئة السوق المالية في المملكة. لذا فقد تقدمت شركتنا، شركة أديم العالمية، إلى هيئة سوق المال الشركة لتسجيل أديم العالمية كشركة مساهمة مغلقة (تحت التأسيس) برأسمال أولي قدره 50 مليون ريال يمكن رفعه إلى إضعاف ذلك حسب الحاجة. وستعمل الشركة بعد حصولها على رخصة إدارة المحافظ وصناديق الاستثمار تحت مظلة نظام هيئة السوق المالية ووفقا للنظم واللوائح التي يصدرها.
وقد اخترنا في شركة أديم العالمية أن نركز جهودنا وخبراتنا في نشاط واحد وهو إدارة الأصول وذلك لحاجة السوق أولا لهذه الخدمة، ولخبرتنا الطويلة والمتميزة في هذا الحقل.
ما مدى استيعاب السوق السعودية للمزيد من شركات إدارة الأصول؟
تتمتع المملكة العربية السعودية حاليا بمناخ اقتصادي جيد مدعوم بوضع سياسي مستقر، ولعل المناخ الاقتصادي الحالي في المملكة يعد واحداً من أكثر المناخات جاذبية بالنسبة للمشاريع الاستثمارية، فالوفرة المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط، والانفتاح التشريعي والقانوني الذي بات يشهده العديد من القوانين التي تنظم معظم مجالات العمل الاستثماري كلها تؤكد أن المملكة مقبلة ـ بإذن الله تعالى - على نهضة اقتصادية وانفتاح اقتصادي غير مسبوق.
ولا شك أن كل هذه المؤشرات والدلالات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك حاجة إلى إيجاد المزيد من الكيانات المالية لتخدم هذه القطاعات الواعدة ومنها قطاع خدمات إدارة الأصول.
ونعتقد أن المملكة باقتصادها القوي والنهضة التنموية المتسارعة التي تعيشها تحتاج إلى عدد مضاعف من الشركات عما هو موجود حاليا، خاصة مع تزايد مشاريع الاستثمار في البلاد وبالتالي ارتفاع دخل المواطنين والحاجة إلى وجود أوعية استثمارية متنوعة ومبتكرة لاستثمار مدخراتهم.
من ناحية أخرى، فإن دخول المزيد من الشركات إلى السوق يعني المنافسة لتقديم المزيد من المنتجات، والمزيد من التنوع للارتقاء بمستوى الخدمة مما ينعكس إيجاباً على المستثمرين وعلى الاقتصاد السعودي.
ونحن في "أديم العالمية" نعي أن تنفيذ ترتيبات منظمة التجارة العالمية وجاذبية الاستثمار يعنيان دخول المزيد من الشركات في مجال خدمات إدارة الأصول مما يزيد من حدة المنافسة، إلا أننا واثقون بشركة أديم العالمية من قدرتنا لتجاوز كل ذلك من خلال ما نملكه من إمكانات وقدرات، فلدينا من المؤسسين والأعضاء في مجلس الإدارة من يمتلك المعرفة والخبرة المميزة في إدارة مؤسسات مالية شبيهة مما يتيح للشركة القدرة على التطوير ومواجهة المنافسة بمختلف أشكالها المحلية والإقليمية والدولية على نطاق أوسع.
إلى أي مدى تعتمد الشركات المالية على خبرات محلية ودولية في تسيير أعمالها؟
يعد العنصر البشري العنصر الأهم في كل عمل ناجح وبالتالي فهو متطلب أساسي في سوق متقدمة كسوق الأوراق المالية، فإدارة المال تحتاج إلى خبرات متراكمة ناجحة، وسجل حافل بتحقيق الإنجازات. والشركات المالية، تفاخر عادة بفرقها العاملة، ومؤسسيها، كونهم عنصر الجذب الأهم في إدارة الأموال، واختيار الفرص الجيدة، وقراءة السوق وواقع المناخ الاستثماري، بشكل يعود بالفائدة والنفع على المساهمين والشركة، ويقلل من اتخاذ القرارات غير الموفقة. لذا فإن وجود خبرات في إدارة تلك القطاعات، مع تطعيمها بأفراد متميزين من جيل الشباب المواكب للتقنية والاستفادة المثلى منها، يجعل مسألة تمحيص الفرص، وطرق أبواب الاستثمارات المميزة أكثر حصانة.
كيف ترون المناخ الاستثماري في المملكة بشكل عام؟
لقد حققت المملكة خلال السنوات القليلة الماضية معدلات نمو جيدة في الناتج المحلي الإجمالي، صاحبها تبني الحكومة سياسات إصلاح وانفتاح اقتصادي طموحة، انعكست إيجابا دون شك على الاقتصاد المحلي بجميع مكوناته.
كما كثفت الحكومة جهودها لدعم وتفعيل دور القطاع الخاص ليحمل جزءا من مسؤولية التنمية الاقتصادية وذلك من خلال تبني المشروعات في مجالات الصناعة، الطاقة، خدمات المال، التأمين، وقطاع العقار، كل ذلك بهدف تقليل الاعتماد على النفط وإيجاد مصادر جديدة للدخل القومي. كما أن من العوامل التي تؤثر إيجاباً على الاقتصاد السعودي حاضراً ومستقبلاً، تمتع المملكة بتاريخ طويل من الاستقرار السياسي، إلى جانب وجود عوامل أخرى تؤثر إيجابا على الاقتصاد السعودي وعلى نمو القطاعات الاقتصادية مثل: عضوية منظمة التجارة العالمية، الإصلاحات التجارية في إطار مجلس التعاون الخليجي، تنفيذ برامج طموحة للخصخصة، تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، وتعديل نظام ضريبة الدخل على رأس المال الأجنبي.
تعني أن العمل في السوق السعودية فرصة ثمينة؟
بالطبع فرصة وسيندم عليها المكابرون من الشركات الأجنبية التي تنظر إلى سوقنا بفوقية، وهناك عناصر جذب قوية في السوق منها: وجود سوق نشطة، توافر بيئة مناسبة لتحقيق عوائد مجزية، تغير أداء سوق رأس المال خلال السنوات القليلة الماضية ليحقق نشاطا غير عادي، ارتفاع عائدات النفط، وانعكاساتها الإيجابية على مختلف القطاعات الاقتصادية، عودة بعض رؤوس الأموال المهاجرة، التحسينات المستمرة في أداء القطاعات الاقتصادية المتعددة، إيجاد تنظيمات جديدة تعزز التنمية الاقتصادية، تشجيع رأس المال الأجنبي، وخفض الضرائب.
ومن عناصر الجذب في سوق المملكة أيضا: استحداث التحسينات المستمرة وإصدار التشريعات الجديدة من قبل هيئة السوق المالية لضبط وتنظيم السوق، والسماح للشركات المرخص لها بالاستثمار في الأوراق المالية. والسماح أيضا لمواطني دول مجلس التعاون وللمقيمين في المملكة بالاستثمار المباشر في سوق الأسهم السعودية.
تتحدث عن السوق وتتجاهل المخاطر؟
لا، لا بد من وضع المخاطر في حسبان كل مشروع ونحن نعمل على تعدد وتنوع المخاطر وتخفيضها فقد تكون ذات علاقة بالمشروع نفسه أو بالسوق أو بالمؤسسة وهذا ما يجعلنا نولي أهمية كبرى لإدارة المخاطر كأحد أهم الإدارات في الشركة، كما أن هيئة سوق المالية تجعل من وجود هذه الإدارة متطلبا أساسيا وتجعل مرجعيتها إلى مجلس الإدارة.
ما المنتجات التي ستقدمها شركة أديم العالمية؟
ستركز شركة أديم العالمية في المرحلة الأولى على تطوير صناديق استثمارية ومحافظ في قطاعي الأسهم السعودية والعقار، وفي المرحلة الثانية تخطط الشركة للتوسع في الصناديق العقارية وصناديق أخرى مميزة في الطاقة والتقنية والشركات الخاصة وغيرها من القطاعات. وهدفنا من ذلك هو تقديم نموذج جيد لإدارة أصول الغير. الأمر الذي سيؤدي إلى توسع نشاط الشركة ـ بإذن الله، إضافة إلى الدخول في استثمارات تحقق نتائج مميزة من خلال التركيز على منتجات لا تتأثر بالتقلبات الاقتصادية المعروفة في هذا المجال.
وفي سبيل ذلك، وفرت الشركة الأرضية المناسبة من خلال خبرات مجلس إدارتها ودعم مؤسسيها وانتقائها فريق العمل التنفيذي ممن يتمتعون بالخبرات المهنية والأكاديمية في مجال الاستثمار المالي الإسلامي، إضافة إلى حرص الشركة على تطويع التكنولوجيا المتطورة والثورة المعلوماتية لتحقيق رؤية الشركة في الريادة والتميز.
كما تفخر شركة أديم العالمية بأن لديها نخبة من القيادات والتحالفات ذات الخبرات المهنية المتراكمة القادرة على خلق وانتقاء الفرص والمشروعات الاستثمارية المجدية وذات القيمة المضافة، كما تحرص الشركة على أن تكون لمشاريعها استراتيجيات تخارج واضحة ومعتمدة مسبقا.