تقلبات سوق الأسهم تجعل إدارة الأصول أنجح أعمال شركات الوساطة

تقلبات سوق الأسهم تجعل إدارة الأصول أنجح أعمال شركات الوساطة

تنمو حركة شركات الوساطة المالية في السوق السعودية بوتيرة جيدة خلال الأشهر الماضية، وحصدت العديد منها على أعمال متقدمة في تقديم الاستشارات المالية لعدد من الشركات الراغبة في الطرح الأولي، كان منها شركة بي إم جي، التي قادت طرحا عاما لإحدى شركات التأمين، ورغم ذلك يقول لـ "الاقتصادية" باسل بن محمد الغلاييني، رئيس مجلس إدارة شركة بي إم جي للاستشارات المالية، إن أمام شركات الوساطة المحلية وقتا طويلا لتستطيع مقارعة بنوك الاستثمار، وشركات الوساطة العالمية.
ويرى الغلاييني من خلال الحوار التالي أن التقلبات المتسارعة، التي لحقت بسوق الأسهم السعودية منذ 25 شباط (فبراير) 2006، والخسائر الكبيرة التي طالت معظم المتداولين، ستسهم في تعزيز إدارة الأصول، كواحد من أهم أعمال شركات الوساطة المالية، إلى جانب أن تقديم خدمات الاستشارات، ستكون السبيل الأمثل للنجاح في السوق السعودية لعدد من الاعتبارات، تعرفونها من خلال نص الحوار:

ما الخدمات التي قدمتها الشركة للعملاء في السوق السعودية، وكيف تقيمون مستوى التجربة؟
حالياً نقوم بخدمات الترتيب والاستشارات المالية لعمليات الطرح العام والخاص. إن التعامل مع عدة أطراف، يعد تجربة مثمرة ابتداءً من الترتيب مع المستشارين القانونيين إلى متعهدي التغطية والبنوك المستلمة، لإنجاز جميع احتياجات العميل. ومن خلال تجاربنا مع هذه الأطراف، كونت "بي إم جي" قاعدة معلومات، وخبرة جيدة ستجعل أعمالنا المقبلة أكثر كفاءة، وأسرع إنجازا.

كيف تنظرون لمستقبل شركات الوساطة المالية، ونوع المنافسة القائمة مع الشركات التابعة للبنوك والمقدمة للخدمات نفسها؟
نتنبأ بمستقبل واعد لشركات الوساطة في السعودية، كونها أصبحت وستصبح منافسة للبنوك التي احتكرت هذا النشاط لعقود مرت، وأيضاً كونها شركات تخضع لتنظيم أكثر من غيرها مما يعطي المستثمرين ثقة أكبر للتوجه إليها.
ونحن نؤمن بأن البنوك الاستثمارية، وشركات الوساطة سيحصل كل منها على طبقة عملاء خاصة به وفقاً لسوقه المستهدف والخدمات التي سيوفرها ويتخصص فيها.

ما هو التأثير المتوقع والمرجو من نمو شركات الوساطة في سوق الأسهم السعودية؟
النتائج المتوقعة هي التحول إلى سوق أسهم منظمة، فاعلة، نشطة، وعقلانية. وعلى مستوى تقديم الخدمات، فالمتوقع أن الخدمات المستقبلية ستكون أكثر تنوعاً وأقل تكلفة وذات خدمة شخصية مميزة.

تقدم شركات الوساطة العديد من الخدمات ( استشارة، حفظ، إدارة،...)، أي تلك الخدمات تتوقعون نموها أكثر من غيرها؟
إدارة الأصول: لوجود كثير من المتضررين جراء التقلبات الكبيرة التي أصابت سوق الأسهم السعودية، والخسائر التي حلت بالمستثمرين، فمن المتوقع أن يتجه المستثمرون إلى جهات ومؤسسات لديها الخبرة في إدارة الأموال بعيداً عن إدارات غير مؤهلة من الأفراد والاستثمارات العشوائية.
الاستشارة: ويرجع ذلك إلى وجود شركات عائلية عديدة في طور التحول إلى شركات مساهمة عامة بالتحديد في السنوات الخمس المقبلة.

ما الشرائح المستهدفة لشركات الوساطة، وشركتكم على وجه التحديد، بمعنى هل هي الشركات، أم الأفراد؟
في العموم، قطاع التجزئة هو المستهدف من أغلب شركات الوساطة حيث تشكل الشريحة الأكبر حجماً.
أم بالنسبة لـ "بي إم جي"، فنحن نسعى إلى التركيز على كبار المستثمرين من الشركات وبعض المجموعات التجارية والاستثمارية.

ما تقييمكم لدور نشاط شركات الوساطة في الأسواق العالمية، وكيف تقارنونها بالمتوافر محليا؟
بنوك الاستثمار وشركات الوساطة العالمية تعمل في هذا المجال لفترة طويلة مقارنة بالشركات المماثلة المحلية، لذا لدى هذه الشركات الدولية خبرة واسعة في إدارة هذه المؤسسات وتطوير منتجاتها وخدماتها لملاقاة توقعات واحتياجات عملائها، أما الشركات المحلية فسوف تحتاج إلى مزيد من الوقت لترتقي إلى المستوى العالمي.

ماذا عن توافر الكوادر المؤهلة لإدارة هذا النوع من الأعمال في السعودية، وكيف يمكن تطويرها؟
إن الجيل الصاعد من الشباب لديه صورة واضحة واستيعاب أكثر من قبل عن أهمية الأسواق المالية والنمو المتزايد والمستمر في هذا القطاع في المملكة والعالم أجمع، وبالتالي من الملاحظ توجه أغلبيتهم إلى الدراسة والتخصص في هذا المجال، مع العلم أن بعض الجامعات في المملكة تقدم مناهج دراسية تضاهي مستويات الجامعات المعروفة عالمياً، مما يبشر بأن الفترة المقبلة ستشكل تحولاً جوهرياً في هذا القطاع، وبما أنه لا يوجد الكثير من الخبرات اللازمة في هذا المجال، فقد بدأت "بي إم جي" برنامج التدريب التعاوني مع بعض الجامعات في السعودية، مما سيعطي الطلاب القدرة على المقارنة بين ما تمت دراسته في الكتب، وبين الخبرة والتطبيق في الحياة العملية، وهو ما سيوفر للمؤسسات المالية قاعدة أوسع من الخبرات التي يمكن توظيفها والاستفادة منها.

الأكثر قراءة