افضحوهم

حملت الأنباء خبر القبض على خلية نائمة تتبع "داعش". لعل أهم ما في الخبر أن هذه الحملة هي نتيجة وعي وتعاون وولاء واضح من أهالي "تمير". يجب أن تنتشر هذه الروح العظيمة التي تدعم الوحدة الوطنية وتحمي أمن البلاد في كل مدينة وقرية في وطننا الكبير.
عندما لاحظ المواطنون أن هناك أعمالا وتجمعات مشبوهة، لم يقفوا مكتوفي الأيدي ينتظرون تولي الجهات الرسمية الأمر، بل تصرفوا ورفعوا الأمر لأعلى سلطة في البلاد. هذا هو التطبيق الفعلي لمفهوم "المواطن هو رجل الأمن الأول".
المملكة قارة بكل المقاييس، ومهما حاولت الدولة أن تراقب وتتابع ما يحدث من مخالفات وجرائم فهي لن تتمكن من ذلك دون تعاون مادي ملموس من قبلنا جميعا. يتطلب هذا روحا وطنية وعقلية مبادرة تستوعب أن كل الجهود في المجال هدفها أن يعيش المواطن في أمن يضمن له ولأسرته ومجتمعه التطور والنماء والخير.
من دون الأمن لن يتوافر أي من مقومات الحياة الأخرى. لهذا السبب وضع النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ الأمن في بداية متطلبات الحياة، إذ قال "من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا". الشواهد على هذا كثيرة، ونراها اليوم بأم أعيننا في الدول التي فقدت الأمن، فلا مستشفيات ولا مدارس ولا مساجد ولا غذاء يتيسر للناس. لأهل تمير الذين وقفوا سدا منيعا في وجه "داعش" تحياتي واحترامي ودعائي بالتوفيق والأمن والخير الوفير، ولكل أبناء وبنات وطني دعوة أن يكونوا كذلك السد المنيع في وجه كل ما ينغص أمن الوطن أو يثير البلبلة أو يؤثر في الوحدة الوطنية. فليست الخلايا النائمة وحيدة في إمكانية الإساءة لمستقبل وبقاء الوطن، هناك الكثير مما يمكن أن يكون خطرا على الوطن والمواطن.
يجب أن يكون كل مواطن نبيها وحصيفا في تعامله مع الأشياء والأشخاص والجماعات التي يراها أو يسمع عنها. يجب أن نحرص على أبنائنا ونراقب من يختلطون بهم ونتأكد من المفاهيم والأفكار التي يتداولونها سواء في مواقع التواصل أو المدرسة أو المسجد أو الاستراحة.
خطر يمكن أن يطول الجميع، يدفعني للمطالبة بفضح كل من يعملون في الظلام لتدمير الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي