القادم الجديد: الوساطة المالية
يتميز السوق السعودي بجاذبيته للعاملين في خدمات الوساطة المالية من عدد من الزوايا أهمها كبر حجم التداول اليومي الذي بلغ متوسطه 14 مليار ريال مما يعني عمولة تبلغ 33.6 مليون ريال يوميا أو نحو 12.23 مليار ريال. وحتى دخول عدد كبير من الشركات وتخفيض العمولات حتى 50 في المائة يبقي رقم 6 مليارات ريال رقما جذابا ولو دخل السوق مائة شركة فكل شركة لو تم تقاسم السوق بالتساوي لبلغت الحصة 60 مليون ريال. ويتحدث البعض عن أن زيادة عدد الشركات وفي ظل هيمنة البنوك لن تستطيع الشركات الجديدة المنافسة أو البقاء ولكن نسى أصحاب هذا الاتجاه أن حجم السوق ضخم جداً وأن السوق مستقبلا سيزدحم بالفرص والمنتجات الجديدة وخاصة الصناديق الاستثمارية والعقارية وأسواق الطرح التي ستجعل من الدخل المتوقع لشركات الوساطة المالية أكبر مما نتخيل.
استطاعت هيئة سوق المال أن تكون البيئة الملائمة من زاوية التنافسية وإلغاء الاحتكار ومن زاوية الالتزام والاهتمام بالمستثمر في أن تقدم نوعية جديدة وأسلوبا جديدا في الخدمة. المهم هو أن القضية تحتاج إلى فترة زمنية حتى تستطيع أن تحقق أمال المستثمرين وتكون معادلة مهمة ومريحة لكل الأطراف. فسوق الأسهم السعودي مر بمراحل عدة من التطور أهمها تكوين هيئة سوق المال وفصل الوساطة وقيامها كنشاط منفصل. ولاشك في أن المستقبل ومع تطور السوق وفي ظل النمو الاقتصادي السعودي ولحجمه وتأثيره على المنطقة سيعكس مستقبلا مشرقا لعدد من الأسباب أهمها كون شركات الوساطة ستقدم الخبرة والمعرفة والمعلومة والدعم الذي ينشده المستثمر والمضارب ليحقق أهدافه بما يضمن كفاءة وانتظام عمل السوق.
وستختفي المعوقات الحالية التي كان يعاني منها المتداول في السوق وإلا فقدت الشركات عملاءها. مما لا شك فيه أن هناك فراغا حاليا كبيرا في تقديم الخدمة ومع وجود عدد كبير من الشركات المنافسة سيكون هناك نوع من الإبداع في تقديم الخدمة. الواقع المستقبلي سيكون فيه تحقيق آمال المستثمرين وتطلعات السلطات ومأزق البنوك لأن الاحتكار انتهى والمنافسة الحرة هي الأساس.
كون التفاؤل متوقعا وأن المنافسة ستكون إيجابية ولجميع الأطراف لن يعني ذلك أن هناك شركات وساطة ستعاني لأن حجم الاستثمارات فيها مرتفعة والخبرات المتوافرة لها تدعم قدرتها على البقاء والاستمرار والقضية ليست مغامرة غير محسوبة العواقب. والمتداول سيحرص على الاختيار وتحقيق الفائدة لنفسه والفيصل هو التكلفة والسرعة ونوعية الخدمة.