Author

مَن خسر.. سامي أم الرئيس؟

|
إذا كان التشخيص نصف العلاج وفق الحكمة الشهيرة فإنه بات في الهلال تشخيصاً خاطئاً لا يقود إلى تلمس علة الأزرق الحقيقية التي يعانيها هذا الموسم عندما يسبغ هذا التشخيص عبارات التمجيد للمدرب سامي الجابر فقط في حال الفوز، ثم ينقلب رأساً على عقب بتوجيه أقسى كلمات النقد لرئيس الهلال وحده عند خسارة أي بطولة. أكتب عن هذه المعادلة المتناقضة قبل معرفتي بنتيجة لقاء الهلال والأهلي الإماراتي في البطولة الآسيوية، التي ستكون تأكيداً لهذا التقلب النقدي الذي قسم الهلال إلى هلالين، هلال سامي إذا فاز، وهلال عبد الرحمن بن مساعد إذا خسر، على الرغم من شفافية سامي الجابر في تصريحه الأخير وتحمله وحده خسارة بطولات الموسم بعدما وفرت له إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد كل شيء ومنحته كامل الصلاحيات في الإعداد واختيار اللاعبين المحليين والأجانب والتصريحات والابتعاد عنه حتى في دكة البدلاء. هذا التقسيم الصادر من إعلام الهلال هو برأيي تقسيم عاطفي لا يمت للمنطق بصلة، ونقد صادر من عشاق ليسوا على استعداد لأن يوجهوا أسهمهم النقدية نحو سامي المدرب حماية لسامي اللاعب ومن منطلق الدعم والتشجيع الذي يمكن أن يُواري الأنظار عن أخطاء سامي حتى لو كان المتضرر الأكبر من هذا كله الهلال الكيان الذي سجل فشلاً محلياً كبيراً هذا الموسم! إن النقد السليم هو الذي يسلط مجهره على الخطأ مباشرة بغض النظر عن المتسبب فيه، ولا يمكن أيضاً أن يلقي باللائمة كلها على طرف دون آخر، لذا أعتقد أن النسبة الكبيرة في إخفاق الهلال يتحملها المدرب سامي الجابر الذي ارتأى لنفسه أن يكون مدرباً غابت معه منهجية الهلال وشخصيته التنظيمية المعروفة عنه، وإدارياً انشغل بتصريحات الأماني المستقبلية والاهتمام بالفرق الأخرى أكثر من الأزرق! هذه النسبة الكبيرة التي يتحملها سامي لا يمكن أن أتجاهل معها أيضاً غياب مستويات بعض اللاعبين المؤثرين في الفريق، وأخطاء الإدارة الهلالية التي سلمت كل شيء لسامي واستسلمت للصمت دون أن توفر للفريق غطاء نفسياً يقيه من المنافسات والإثارة غير الطبيعية في الملعب ووسائل الإعلام والتواصل. إن الهلال يحتاج في هذه المرحلة التاريخية إلى نقد صادق يعلن بكل وضوح مكامن الخلل وأسباب التراجع الرئيسة بكل شفافية وشجاعة وبعيداً عن تقسيمات لا تقف على أساس المشكلة، وتكون المسؤولية فيها خاضعة لنتائج الهلال في كل مباراة، ويمكن أن تمهد الطريق أيضاً إلى مسميات وتقسيمات جديدة تعقد المشكلة أكثر، وتنسي الهلاليين الهلال الحقيقي الغائب.
إنشرها