انتشار للإثيوبيين في حي «الحزم» .. والسكان: نخشى من سيناريو «منفوحة»

انتشار للإثيوبيين في حي «الحزم» .. والسكان: نخشى من سيناريو «منفوحة»
انتشار للإثيوبيين في حي «الحزم» .. والسكان: نخشى من سيناريو «منفوحة»

رصدت جولة ميدانية لـ "الاقتصادية"، انتشار مئات الوافدين من الجنسية الإثيوبية في حي الحزم غرب الرياض، بعد تخصيص نحو عشر استراحات داخل الحي لإيواء الرجال، واستراحة واحدة للسيدات، ففي الوقت الذي يتجول بعضهم داخل شوارع الحي في مجموعات، يجلس البعض الآخر على أطراف الطرقات لتبادل الأحاديث أو ممارسة كرة القدم، أو التبضع من المحال التجارية.

وأبدى عدد من سكان الحي خوفه من وجود العمالة الإثيوبية بكثرة داخل الحي، ومن تكرار ما حدث في حي "منفوحة" جنوب الرياض الذي شهد شغبا وفوضى من تلك الجنسية خلال الفترة الماضية، مؤكدين أنهم يخشون على عائلاتهم خاصة لدى ذهابهم إلى العمل، الأمر الذي أجبر بعضهم على محاولة الوجود أكبر وقت ممكن في المنزل ولا يخرج منه إلا للضرورة.

وقال سلمان العجمي: "طرق باب منزلنا نحو ستة من العمالة الوافدة عصر أمس وعند خروج والدي هربوا من أمام المنزل"، لافتا إلى أنه لا يعلم سبب طرقهم، مشيرا إلى أن بعض سكان الحي متخوفين من تكرار ما حدث في حي منفوحة إلى حي الحزم من أعمال شغب وفوضى، وقال: "نحن مرتبكون ولا نغادر المنزل خوفا على عائلاتنا منذ وجود هذه العمالة في الحي".

وبيّن أنه شاهد سيارات رسمية محملة بالمؤونة والفرش والمياه توزع على الاستراحات وتحدث مع عدد من رجال الأمن في الموقع فأوضحوا أنه سيتم تسفير هؤلاء الوافدين خلال يومين تقريبا.

#2#

وقال سعود بن علي: "مر أربعة أيام على وجود الوافدين في الحي"، وبين تخوفه من استمرار بقائهم لأيام أخرى، موضحا أنه يشعر بالخوف على عائلته عند الخروج من المنزل ويتصل بهم كثيرا للاطمئنان عليهم، مشيرا إلى أن أكثر شيء يزعجه هو تجولهم داخل الحي، وخوفه من كثرة ما يسمع عنهم من جرائم وحشية.

وعبر عدد من العمالة الإثيوبية عن احترامهم رغبة السلطات السعودية في مغادرتهم البلد، وقالوا: "نحن لسنا متوحشين وجئنا للعمل وليس للمشكلات، وسلمنا أنفسنا للسلطات خوفا من تكرار ما حدث في حي منفوحة بحقنا".

وقال قرازي هير إثيوبي الجنسية: "حضرت للاستراحة منذ ثلاثة أيام ولم يتم تسفيري حتى الآن وعند سؤالي الأمن وعدوني بالتسفير غدا"، موضحا أنه يحترم قرار السلطات السعودية ويرغب في العودة إلى بلاده، وشكا قرازي من عدم توافر وجبات غذائية يومية" مؤكدا أنهم يستلمون يوميا فقط وجبة غداء، ويعتمدون على ما لديهم من مال لتوفير باقي الوجبات لأنفسهم بالتبضع من المحال التجارية، لافتا إلى أنهم يسمح لهم بالخروج من الاستراحة والتجول داخل الحي.

وقال عباس -إثيوبي الجنسية-: "السفارة الإثيوبية لا تتجاوب معنا ولم نستطع السفر خلال المهلة التصحيحية وانقطعت علاقتي بالعمل منذ ثلاثة أشهر، وأرغب في العودة إلى بلادي"، موضحاً أن الاستراحات التي تأويهم لا تتجاوز مساحتها 400 متر مربع، وتحتوي على ألف شخص يعانون كثيرا من الزحمة وقلة الوجبات الغذائية اليومية.

وقال: "لسنا متوحشين فنحن مسلمون وجئنا للعمل ولا نريد المشكلات ونحترم النظام وكثير مما يقال عن الإثيوبيين غير صحيح"، موضحا أنه استفسر أكثر من مرة من الأمن الموجودين عن موعد السفر إلا أنهم أفادوه بأنه حتى الآن لم يتم الاتفاق مع السفارة بشأن بعض الإجراءات.

وكان العميد ناصر القحطاني الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الرياض قد أكد لـ "الاقتصادية"، في تقرير نشر أمس، أن السلطات السعودية تنفق نحو 750 ألف ريال قيمة ثلاث وجبات إعاشة يومية من مطاعم معروفة "لإطعام الإثيوبيين المخالفين الذين تم إيواؤهم في مختلف مناطق الرياض، لافتاً إلى أن جهاز الشرطة تحمّل عناء تخلف العمالة بنسبة 99 في المائة.

وأكد أن شرطة الرياض والأجهزة الأمنية راعت حقوق المخالفين الإثيوبيين بمنحهم المستلزمات الأساسية للنوم ومنح الأطفال احتياجاتهم الكاملة من حليب ومواد غذائية بقيمة 200 ألف ريال يوميا، إضافة إلى توفير 300 باص مؤجر لنقل المخالفين لمواقع الإيواء، و90 استراحة مؤجرة بأسعار مضاعفة، وتوفير عيادتين متنقلتين للمخالفين الإثيوبيين لعلاجهم وللاطمئنان عليهم صحياً.

ووفقاً للقحطاني فإن شرطة الرياض منحت أول من أمس 500 وثيقة سفر للإثيوبيين استعداداً لترحيلهم في الأيام المقبلة، بعد أن قدمت للسفارة الإثيوبية قائمة بأسماء البعض من أفراد رعاياها المخالفين، فيما ستستكمل الشرطة منح الوثائق في الأيام المقبلة لترحيلهم على دفعات.

الأكثر قراءة