عندما تذهب المرأة للعمل!

اختلاف طبيعة العمل بالنسبة للمرأة التي ترقى إلى مرتبة ووظيفة جديدة تصاحبه في بعض الأحيان أعراض قلق ناجمة عن اضطراب التكيف الذي يعيق المرأة عن أداء مهامها الوظيفية الجديدة وكذلك مهامها الاجتماعية. ويختلف هذا القلق في شدته تبعاً لشخصية المرأة ولنوعية النقلة وللضغوط النفسية التي تتعرض لها.
عندما لا تستطيع المرأة التأقلم مع العمل الجديد الذي أوكل إليها لكونها غير مؤهلة نفسياً وعملياً لهذا العمل، يزداد قلقها الشيء الذي يمنعها من أداء وظيفتها على الوجه المطلوب، ومن ثم تبدأ في التغيب عن العمل وتتحول أعراض ذلك القلق إلى أمراض عضوية مثل الصداع وآلام البطن فتلجأ إلى إجازات مرضية تبعدها أكثر عن العمل الجديد الذي تؤكد كل الدلائل أنها غير متكيفة معه.
وإذا لم يتضح أي تحسن في حالة المرأة يكون من المفيد عندئذ مراجعة الطبيب النفسي لمساعدتها على التغلب على المشاكل الجديدة التي طرأت عليها بسبب تغيير عملها.
من المعروف أنه في كثير من الدول الغربية تقوم الشركات الكبرى فيها قبل تعيين موظف رجلا كان أم امرأة في مركز مرموق أو وظيفة مهمة بإرساله إلى مراكز نفسية متخصصة في مثل هذه الأمور، مهمتها تقديم الاستشارة العلمية من ناحية مناسبة الوظيفة أو العمل الجديد للشخص خاصة إذا كانت هذه الوظيفة تتطلب التعامل مع الجمهور أو إدارة أعداد كبيرة من الموظفين.
في بحث أجري أخيرا في "الولايات المتحدة الأمريكية" جاء فيه أن اختلاف طبيعة العمل الذي تصاحبه أعراض قلق مزعجة تعيق أداء المهام الوظيفية يتضح جلياً لدى الموظف الرجل أكثر من الموظفة المرأة، وذلك للفكرة الرائجة في دوائر البحث والتي تقول إن النساء بطبيعتهن متعاطفات مع الآخرين ويتقنّ المهارات التواصلية.
لكن دراسة جديدة كشفت - بعد مراجعة 120 من الملامح النفسية والذهنية لكل منهما – عن أن الفروق بين الرجل والمرأة قد جرى تضخيمها وأن الفروق بينهما في مجال الشخصية ومهارات التواصل والتفكير والمكانات القيادية طفيفة.
في الوقت الذي أكد فيه "ديفيد سميث" الباحث في جامعة "براولي" الأمريكية على الفروق الضئيلة بين الرجل والمرأة، أشار إلى أن الفروق البيولوجية بينهما لا تزال عميقة .. من جانبها أكدت "جانيت هايد" أستاذة علم النفس في جامعة "هاديسون" الأمريكية أنه خلافاً لما تردده وسائل الإعلام، فإن الرجل والمرأة يتماثلان في الشخصية والقدرة المعرفية الاتصالية وفي القيادة .. المهم أن تجتاز المرأة صدمة الذهاب للعمل لأول مرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي