مذبحة الرجل السبعيني.. وفتاة العاشرة!
سمِّها مأساة.. سمِّها فضيحة.. سمِّها مذبحة.. وهي تمثل كل هذا وأكثر.. إنها فضيحة الرجل السبعيني الذي يتزوج من فتاة في العاشرة.. وهي جريمة ليس بطلها الوحيد الرجل المتصابي ابن السبعين.. هناك أبطال آخرون منهم الأب الذي باع ابنته.. منهم أمها.. منهم إخوتها وأخواتها.. منهم المأذون الذي كتب الكتاب.. بل منهم المدعوون الذين حضروا عرس الدم، كما قال الشاعر الإسباني لوركا.
إن زواج أي طفلة في العاشرة من عمرها هو حادثة.. فالصحف لا تنشر قصة زواج عادية.. كما أنها لا تنشر أن طائرة شركة الخطوط السعودية القادمة من لندن قد هبطت سالمة في مطار الرياض، فهذا يتم كل يوم ولا يستحق النشر.. ولكن لو وقع مكروه أو حادث لهذه الطائرة لتسابقت الصحف في نشر تفاصيل الحادث.
والناس يتزوجون كل يوم.. ولا تنشر الصحف أخبار هذه الزيجات، ولكنها تتوقف عند خبر زواج ستيني، أو سبعيني، أو ثمانيني، من فتاة التاسعة، أو العاشرة، لأنه حادث.. حادث زواج تهتم به الصحف لأنه شاذ.. وغير عادي، ومؤلم.. ماذا تفعل فتاة قاصر ليلة الزفاف.. ويفعل هذا العجوز المتصابي في ليلة "الدخلة" ماذا سيتم في غرفة النوم.. وهل الفتاة القاصر تعرف ما المطلوب منها.. من المؤكد أنها لم تكن تعرف! صحيح أن الشريعة الإسلامية لم تحدد سنا للزواج.. ولكن الرسول الكريم قال: "رفقا بالقوارير".. فهل هذا رفق بالقوارير؟!
وقال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فهل هذا من مكارم الأخلاق؟!
أيها الناس.. ما يحدث لا يمكن أن يمر هكذا.. وأقول الناس ولا أقول المسؤولين فقط.. أما المسؤولون فعليهم سرعة إصدار تشريع يحدد سن الزواج للفتاة، والرجل أيضا من سن 16 إلى 18 سنة.. فلماذا لا نصدر تشريعا مماثلا؟!
لماذا لا نضع حدا لمثل هذه الزيجات الكارثية؟.. بل هي - والله - أقرب للجريمة منها إلى الزواج الذي أحله الله.
الجدير بالملاحظة.. لماذا لا يحاول أي عجوز "متصابي" الزواج من سيدة من بين أكثر من مليون عانس في "السعودية" كلهن في سن الزواج.. أو فاتهن سن الزواج؟!
همس الكلام
فدع الصبا فلقد عداك زمانه
وأجهد فعمرك مر منه الأطيب