أخضرنا بين الأمس و اليوم

في الذهن لا تزال إنجازات منتخبنا عالقة لأنها أدخلت الفرح على قلوبنا قبل بيوتنا بداية من آسيا 84، مرورا بآسيا 88، حتى وصولنا إلى المحفل العالمي في أمريكا 94، وفرنسا 98، والمونديال الآسيوي 2002، ومن ثم ألمانيا 2006. تخللت هذه الفترة بطولات آسيوية وخليجية وعربية، بل كان منتخبنا لا يعرف التصفيات الأولية لأنه يذهب إلى أغلب البطولات وهو بطلها السابق، وهذا ما جعل من أخضرنا منتخبا يشار له من القريب والبعيد. هذا بالأمس، أما اليوم فنحن نحتاج إلى أن نعيد الماضي بكل أشكاله ومنجزاته بالدعم فقط لا أكثر. يقول أحد الكبار عمرا إنهم كانوا لا يعرفون ولا يعترفون، بل لا يهتمون بالألوان حينما يكون الأخضر في الملعب. ويقول إن شايع النفيسة حين تسجيله هدفه التاريخي في نهائي آسيا 84 على الصين، لم يكن ناديه الكوكب يتبختر به وحده، بل كان كل السعوديين يفتخرون بقميصه الأخضر الذي كان يرعب الخصم قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية. والأكثر من ذلك كان قائد الهلال في ذلك الجيل لا يفارق قائد النصر في كل لحظاتهما لأن همهما و هدفهما هو البحث عن كل شيء يجعل أخضرنا أولا من دون حتى الذكر لأنديتهم.
كل ما سبق كان عن ماض جميل سجله التاريخ بحبر من ذهب.
أتفهم أن الزمن تغير و لكن الأكيد أن الانتماء للوطن من الواجب ألا يتغير، فكل الأهداف لا تختلف، وحتى الفرح جميع الأجيال تبحث عنه. كل ما يجب علينا عمله هو القيام بمساعدة صناع الفرح على العمل بهدوء من غير إدخال الألوان في معسكراتهم و تدريباتهم أو حتى أسمائهم، فهم سيعملون جاهدين على ربط ماض جميل بمستقبل كلنا نسعى على جعله أجمل.
منتخبنا يبحث عن الأهداف اجعلونا نساعدهم على صناعتها. اتركوا إخفاقة الماضي فهي لن تجعلنا إلا محبطين ثائرين، وافتحوا بوادر أمل فالحياة لا تستحق العيش بها من غير غداً نستشرفه بتفاؤل وابتسامة.

تغريدة: ما أجمل الفرح بعد الحزن .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي