الإذاعات التقليدية في مهب الهواتف الذكية والإعلام الجديد
كشفت دراسة حديثة أن الإذاعات التقليلدية ما زالت تحظى بشعبية معقولة لكنها تواجه مستقبلا أكثر غموضا بعد دخول وسائل الاتصال الحديث.
وقالت الدراسة التي تناولت ''تأثير تكنولوجيا الاتصال الحديثة على الإذاعات التقليدية''، للدكتور سعود كاتب، التي صدرت ضمن سلسلة البحوث والدراسات الإذاعية والتلفزيونية التي يصدرها جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن الخيارات الكثيرة أواخر العقد الأول من الألفية سرقت الكثير من الوقت الذي كان مخصصا للإذاعات. وتناول الباحث في دراسته رصد وتحليل وتفسير مجالات وجوانب تأثير بعض تكنولوجيات الاتصال الحديثة؛ ممثلة في راديو الإنترنت والآيبود ومشغلات (MP4) والبودكاستنق والهواتف الذكية، على الإذاعات التقليدية، ومحاولة استشراف مستقبل تلك الإذاعات. واستعرضت الدراسة التعريف بطبيعة المنافسة الحالية بين إذاعات إف إم، وتأثيرها الحالي والمستقبلي في الإذاعات التقليدية لكي تتمكن من الحفاظ على نسبتها من المستمعين، علاوة على بحث تأثير الإعلام الجديد في وسائل الإعلام التقليدية. وخلص الباحث في دراسته إلى أنه على الرغم من أن إذاعات الراديو التقليدية ما زالت تحظى بشعبية معقولة حتى الآن، إلا أن مستقبلها أصبح اليوم أقل وضوحا عما كان عليه قبل عقد أو عقدين من الزمان، حين كان السؤال يتمحور حول التحول من النظام القياسي analog إلى البث الرقمي DAB- Digital Audio Broadcasting. كما خلص إلى أن الخيارات والبدائل اليوم أصبحت أكثر تنوعا عبر وسائل التوزيع الرقمي الصوتية التي جذبت الكثير من مستمعي الإذاعات التقليدية خصوصا من جيل الشباب، وذلك على حساب الوقت الذي يتم قضاؤه في الاستماع إلى الراديو التقليدي. من جانبه، أوضح مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج الدكتور عبد الله بن سعيد أبوراس، أن الدراسة التي تحمل الرقم (27) في سلسلة مؤلفات جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، تكتسب أهميتها من كونها تتعرض لموضوع يهم مشغلي الإذاعات التقليدية في العالم العربي الذين استثمروا الملايين للحصول على رخص قنوات (FM) جديدة، في الوقت الذي يرون فيه أشكالاً وخيارات تكنولوجية مختلفة تتسبب تدريجياً في تناقص جمهور المستمعين والمعلنين والمتابعين لهذه الإذاعات، ما جعل صورة المستقبل أمام هذه الإذاعات أقل وضوحا.