دربك خضر يالأهلي

إن كان هناك فرح يستحق أن يكون على مستوى وطن بعد غياب ليس بالقليل عن إنجازات رياضية (تفتح النفس) فهو لن يكون بأقل من السيطرة على القارة. وهذا ليس بالبعيد بإذن الله وتحديداً إذا كان من يقود هذه المهمة كتيبة أسلحتها هي دعواتنا وأمنياتنا بأن يكونوا هم خط الدفاع عن فرحنا، وأن يكونوا هم هناك ويعلموا أنهم يحملون لواء وطن من أجل الدفاع عن تاريخ (كان) مشرقا على مستوى آسيا منتخبات وأندية، وحتى على مستوى (الهيبة) أيضاً التي كانت تهزم الخصم حتى قبل أن أن تبدأ المباراة والتي تحتاج إلى عمل ليس بالقليل من أجل العودة إلى جعل المستقبل لا يختلف عن ذلك الماضي.
من الجميل أن يبدأ هذا التجديد مع اللحظة التي يكون فيها أفضل لاعب يتعامل مع كرة القدم بفلسفة مختلفة وماتعة، المميز تيسير الجاسم يحمل الذهب عاليآ فوق رؤوس الأشهاد. بعدها تكون النظرة للمستقبل فيها كثير من التفاؤل لأن ماضيها القريب كان يحتل بها مراكز المقدمة.
أعلم أن هناك فريقا مقابلا لن يجعل مهمة (أخضرنا) سهلة. أتفهم أن أولسان يملك أفضلية الملعب والجماهير التي تحسب معه وليست ضده في أغلب الأحيان، وأدرك أن الفريق الكوري خطير حتى ولو كانت المباراة النهائية في جدة. ولكن في كل مرة أتذكر أن معهم لاعبا جديدا حتى على (مسامعنا) اسمه مصطفى بصاص كان يلعب بثقة كبار (اللاعبين) وأمام الخصم الأهم والمنافس الأقدم لفريقه، ويخرج بعدها بتواضع الكبار. لحظتها أفهم أن من يلعب بطريقة كهذه لن يخسر، وحين أعلم أن أفضل محترفي (زين) فيكتور سيموس بكامل جاهزيته وحماسه و(روحه) المميزة تجاه فريقه وجماهيره، أتاكد أكثر أن كرة القدم لن تطلب أكثر من أن يكونوا حينها كما هم يلعبون وكما يجب عليهم عمله لا أكثر. وحين أتذكر أن خلفهم من يتابع كل حركاتهم وسكناتهم ويؤمن لهم كل شيء - كبير القوم ورئيس أعضاء شرفهم - يجعلني أقول إن بطولة آسيا هي مسألة وقت بمشيئة الله.
مسيرة الأهلي من البداية أعتقد أنها كانت مميزة، وكان التعامل الإعلامي من قبل الإدارة ومدير عام الفريق تجاه البطولة فيه كثير من الواقعية والمنطق وعدم المبالغة، وإعطاء الأمور حقها من التعامل كما يجب، فلا أتذكر أنهم (دغدغوا) مشاعر جماهيرهم بها كوعود، بل جعلوا العمل لها يسير بسياسة أوصلتهم ليكونوا في المباراة النهائية. لحظتها لا نملك أكثر من أن نطلب الله ألا يردهم خائبين.

تغريدة: سفير الوطن وبمهمة إحضار الذهب له .. مهمة مشرفة جداً للاعبين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي