تسوير المشاعر غير وارد.. فالحجاج ليسوا في سجن

تسوير المشاعر غير وارد.. فالحجاج ليسوا في سجن

نفت أمس، وزارة الداخلية فكرة تسوير المشاعر المقدسة للحيلولة دون تسرب الحجاج غير النظاميين إليها، مؤكدة أنه أمر غير وارد، وأنها لا تريد أن ينعكس ذلك على نفوس ضيوف الرحمن حتى لا يراود أفكارهم أنهم في سجن كبير.
وقال اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الثالث لأعمال الحج: "لا يمكن تسوير المشاعر إطلاقاً ولن يكون في ذلك مصلحة، المشاعر المقدسة في الأصل محاطة بعوائق طبيعية كالجبال في كثير من المناطق، نحن دائما نسعى بالتنسيق مع الجهات المختصة إلى أن يكون للمشاعر وضع مناطق لمنع مثلا السيارات المخالفة من غير الطرق المخصصة".
وأردف: "أحياناً هناك نظرة لدى البعض ويعتقد أنه حتى نستطيع أن نمنع الحجاج غير النظاميين من التسلل إلى المشاعر، أن نقفل المشاعر ونضع بوابات، لكن هذه النظرة لن تحقق تلك الغاية التي تعتمد كثيراً على ارتفاع مستوى الوعي وإدراك المسلمين كافة أن الحج فريضة وأن المسلم يؤديها مرة واحدة في العمر، وأن عليهم ألا يزاحموا بعضهم البعض وأن يحصلوا على أحقية أداء الفريضة من خلال التسجيل للدخول في المنظومة النظامية من ناحية النقل والسكن".
وأشار التركي، إلى أن المشاعر الآن تضم أكثر من 3.160 مليون حاج، وأنه في حال تم تسويرها لربما شعر الحجاج بشيء من الضيق ووجدوا أنفسهم في سجن كبير، مردفا: "لا أعتقد أن مسألة تسوير المشاعر أمر وارد، ولا أعتقد أن مثل هذا الأمر تم البحث فيه، ولا أتصور أن أحداً ما طرح هذا الأمر كخيار لمعالجة مشكلة الحجاج غير النظاميين الذين يجب عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه إخوانهم المسؤولين، وأننا نعول كثيرا على حملات التوعية التي أطلقتها إمارة منطقة مكة المكرمة وعلى نقاط المنع المتوافرة في مداخل مكة المكرمة".
وأوضح أن إحصائية عدد الحجاج الذين رموا الجمرات أمس، مقارنة بالعام الماضي وتوزعت على أدوار منشأة الجمرات الخمسة كانت متقاربة، مبينا أن الدور الأرضي رمى من خلاله نحو 28 في المائة من الحجاج مقارنة بـ 32.8 في المائة في العام الماضي، وأن انخفاض عدد الحجاج الذين رموا الجمرات في الدور الأرضي يعود للمشاريع التي نفذت هذا العام وبالذات طريق الشعيبين المؤدي إلى الدور الثالث.
وأفاد التركي، أن إحصائية الدور الأول جاءت متقاربة مع العام الماضي الذي كان 38 في المائة، حيث رمى هذا العام نحو 37 في المائة من الحجاج ، وفي الدور الثاني تكاد تكون النسبة نفسها تقريبا وذلك على الرغم من أن هذه السنة تم إنشاء نفق لربط الحجاج الذي يقيمون في حي العزيزية ليرموا الجمرات من هذا الدور.
وأشار إلى أنه نظرا إلى أن اليوم هو يوم عيد الأضحى فغالب الحجاج المتوجهين من مزدلفة إلى منى لجسر الجمرات يستخدمون الدور الأرضي والدور الأول، ولكن ابتداء من يوم غد سيشهد رمي الجمرات في الدور الثاني ارتفاعا بسبب توجه الحجاج الذين يقيمون في حي العزيزية عبر الأنفاق التي أنشئت هذا العام حيث من المتوقع أن تكون نسبة الرجم في الدور الثاني غداً أعلى من مثيلتها في العام الماضي.
ولفت التركي إلى أن الدور الثالث شهد ارتفاعا بنسبة 13 في المائة هذا العام حيث بلغت نسبة الحجاج الذين رموا الجمرات في هذا الدور نحو 16 في المائة، في حين كانت العام الماضي فقط 3 في المائة، مرجعا هذا الارتفاع إلى المشروع الجديد الذي يربط الشعيبين بالطرق وأنفاق المعيصم والجمرات، وهو طريق مزدوج واحد للذهاب وآخر للإياب، ويؤدي مباشرة إلى الدور الثالث ليعود الحجاج معه إلى مكان إقامتهم في منطقة الشعيبين. وأردف: "أما الدور الرابع فشهد هذا العام انخفاضا حيث رمى الجمرات ما نسبته 15 في المائة من الحجاج فيما كانت العام الماضي 20 في المائة.

الأكثر قراءة