الحجاج ينحرون أكثر من ربع مليون أضحية أول أيام العيد

قدرت لـ'' الاقتصادية'' أمس مصادر عاملة في مجازر الأضاحي في المعيصم، أن عدد ما تم نحره من الهدي والأضاحي بالأمس في العاصمة المقدسة في المجازر النظامية الثمانية في المعيصم بنحو ربع مليون رأس من البهائم مابين الأغنام والجمال والأبقار، مشيرة إلى أن بعض المجازر تواصل أعمالها على مدار الـ 24 ساعة لتواكب حجم الطلب على الأضاحي من قبل الحجاج والتي تأتي مرتبطة بأيام معدودة وفقاً للمحددات الشرعية. وأشارت المصادر إلى أنه تم خلال الفترات الماضية الكشف عن تسرب كميات كبيرة من السندات المزيفة للهدي والأضاحي في منطقتي المدينة المنورة ومكة المكرمة، يتم ترويجها على الحجاج بأسعار مخفضة عن قيمة التداول في السوق المحلية، إلا أنه حتى اللحظة لم يتم الكشف بشكل نهائي عن عدد من تم ضبطهم رغم أن النسبة الكبرى منهم من العمالة الوافدة.
وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية بالتعاون مع البنك الإسلامي الذي عمل منذ وقت مبكر على تأمين أكثر من مليون رأس من الهدي والأضاحي لتباع وفقاً لسندات تبلغ قيمة الواحد منها وفقاً للمتوسط بنحو 450 ريال، على اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون وقوع الحجاج في فخ الكوبونات المزورة والتي اتضح حتى يوم أمس عدم ظهورها على السطح لدى المجازر بشكل كبير.

#2#

#3#

وقال عادل جمجوم، المشرف على المجزرة رقم ''3'' في المعيصم، إنهم يعملون على مدار 24 ساعة، ونحروا حتى عصر أمس أكثر من 15 ألف ذبيحة من الهدي والأضاحي، متوقعاً أن يتم الإغلاق في ساعة متأخرة من البارحة على ذبح أكثر من 31 ألف ذبيحة.
وأفاد جمجوم أن تعاملهم يتم مع إدارة المشروع الممثلة في البنك الإسلامي للتنمية، وأنهم لا يتعاملون مع الحجاج بشكل مباشر في مجزرتهم التي تعد مغلقة، ولا تقوم بعمليات الذبح إلا من خلال الأوامر التي تردها من إدارة مشروع الهدي والأضاحي في المملكة.
من جهته، قال لـ ''الاقتصادية'' محمد العذولي نائب المشرف العام على المجزرة الحديثة ''د'': تمكنا البارحة خلال 12 ساعة عمل من ذبح أكثر من 32.5 ألف ذبيحة من الهدي والأضاحي من الأغنام والجمال والأبقار، مشيراً إلى أنهم من خلال تعاملهم مع الحجاج تم الكشف عن العديد من حالات التزوير والتحايل في سندات الأضاحي خلال الأعوام الماضية، إلا أن يوم أمس لم يتم الكشف عن أي حالة.

#4#

وأشار العذولي إلى أن هناك من المستفيدين من برنامج الهدي والأضاحي من يقوم باستعمال الكوبون المخصص به ومن ثم يقوم بإعادة بيعه مرة أخرى على حاج آخر، وهو الأمر الذي لا ينطلي على المجازر وهو واضح أمامها ولا يمكن بأي حال من الأحوال استخدامه، إلا أن الحجاج الذين يقومون بشراء مثل تلك الكوبونات يفتقدون الوعي بنوعية الكوبون ولا يعلمون أنه مستخدم ويبحثون أيضاً عن أقل الأسعار الممكنة رغم أنها محددة مسبقاً من إدارة مشروع الهدي والأضاحي في المملكة بسعر ثابت.
ولفت العذولي إلى أن من بين حالات التحايل التي يتم ضبطها هو قيام بعض أصحاب المخيمات الوهمية بتسجيل أسماء من في المخيم وتحصيل المبالغ منهم دون أن يقوم بشراء الكوبونات لهم، ومن ثم يمنحهم سندات تتبع له ويتوجه بها الحجاج إلى المجازر ليفاجئوا بأنها مزيفة وغير حقيقية. ووفقا لعاملين في مجموعة البنك الإسلامي، أوضحوا أن خطة البنك في هذا العام تستهدف الإفادة من مليون رأس من الأغنام، إضافة إلى نحو عشرة آلاف رأس من الجمال والأبقار خلال موسم حج هذا العام، مشيرة إلى أن المشروع يساعد على إيصال اللحوم التي كانت تهدر في الماضي إلى مستحقيها من فقراء الحرم وفي المشاعر المقدسة، وتوزيع الفائض منها على مستحقيها في نحو (27) دولة. وحول عمليات الاحتيال التي يتعرض لها بعض الحجاج ووقوعهم ضحية سندات مزورة قال العاملون في البنك: ''البنك يقوم بسحب السندات المزورة من الحجاج وتعويضهم في حال عدم وجود مبالغ مالية معهم تمكنهم من شراء الأضاحي''، مبينين أن البنك هو الجهة الوحيدة المعنية بإصدار سندات الأضاحي وبيعها وتسويقها بأنواعها المختلفة، وأن البنك يراعي أيضاً أن تكون تلك اللحوم مستوفية لجميع الشروط الشرعية.