شريحة التعريف الترددي : التكنولوجيا في خدمة المرضى أم لمراقبتهم؟

شريحة التعريف الترددي : التكنولوجيا في خدمة المرضى أم لمراقبتهم؟

الكثير من المرضى في المستشفيات يرتدونه في الوقت الراهن. إنه طوق بلاستيكي صغير يُوضع على رسغ اليد، وبه يتم ربط شريحة ذاكرة صغيرة، عن طريقها يمكن الحصول على بيانات المرضى اللازمة كافة. والآن على نزلاء دور الرعاية أن يعتادوا على مثل أجهزة الإرسال الصغيرة هذه بصورة أكبر. ومن المفترض أن تساعد تقنية
( التعريف الترددي اللاسلكي Radio Frequency Identification ) المعروف اختصارا باسم (RFID ) – على تقليل أعراض النوبات الخطيرة للمرضى العقليين وفي الوقت ذاته، تخفيف العبء المفروض على طاقم العمل في دور الرعاية.

يحظى نزلاء دور الرعاية، عقب أخذ موافقة أوليائهم، أو من يخصّهم، بما يُسمى بطاقة RFID وهي شريحة التعريف الترددي اللاسلكي إما كطوق يُوضع على رسغ اليد، أو تُعلّق على ملابسهم، وهي تُعتبر كجهاز إرسال صغير، يُعطي معلومات حول مكان وجود المريض بالضبط.

ويقول هارالد مونشاو مدير أحد مراكز رعاية كبار السن في سينزيج إنه يوجد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة نزيل لديهم شريحة التعريف الترددي.
وعندما يتحرك النزيل في منطقة السكن المجهّزة بأربعة هوائيات لتقنية تحديد الترددات الهوائية، يتم تنبيه طاقم الرعاية عن طريق أجهزة الهاتف المربوطة بأجهزة كمبيوتر كبيرة مع بنك معلومات لتحديد التردد الهوائي مع المرضى. ومن خلال المعلومات التي يحصل عليها طاقم العمل عن طريق المكالمة المتصلة بأجهزة الكمبيوتر تحدد هوية النزيل عن طريق شريحة التعريف الترددي ويتم تحديد موقعه وخط سيره وعندها يمكن لطاقم الرعاية أن يحصل على المعلومات مباشرةً، ومن ثم مرافقة المرضى إلى دار الرعاية من جديد. وهنا يتقلّص الخطر، الذي يهدد بعض الأشخاص الذين يفقدون للإحساس بالاتجاهات من المضي بمفردهم. ويُتاح وقت العمل المُدخر من جديد لمهام الرعاية الأصلية.
وتطلق مجموعة إيجيسا النمساوية ـ وهي شركة تزويد وإنتاج شرائح التعريف الترددي اللاسلكي RFID ـ علي هذه الخدمة "مراقبة المرضى في دور الرعاية". وكما يُقال, فمن المفترض أن يكون المرضى الذين يعانون من التخلف العقلي أو الجنون في وضع يمكن من سهولة العثور عليهم دون (الحد من حر يتهم الخاصة). وتقدم مجموعة تي سيستميز لتكنولوجيا الاتصالات، والمعلومات للخدمات الإنتاجية أنظمة وحلولا لتكنولوجيا التعريف الترددي بالتعاون مع شركة برمجيات الأمان مارتين إلكترونيك حيث عملتا معا على تصميم مركز رعاية لكبار السن مارانثا باستخدام هذه التكنولوجيا.
فهل يمكن بالفعل رفع جودة الحياة في دور الرعاية عن طريق تكنولوجيا التعريف الترددي؟ إن نزلاء دار مارانثا الجدد والذين يعانون من أمراض عقلية والذين يتم تزويدهم أولاً بشريحة التعريف الترددي RFID يحظون بفرصة التحرك بحرية في كل الفناء التابع لمركز الرعاية. ويريد الكثير من الأوصياء على المرضى التأكد بأنفسهم أن أقرباءهم في أيدِ أمينة، وهم يرفضون المؤسسات المغلقة التي تقيد حرية حركة المريض.
أضف إلى هذا أن هناك حاجة واضحة من أجل تخفيف عبء العمل اليومي في مجال رعاية كبار السن والمرضى العقليين. واليوم يوجد في ألمانيا نحو مليون مريض عقلي وفق ما ورد عن وزارة الأسر الألمانية والعدد في تزايد. فحتى عام 2020 يُقدّر أن يرتفع عدد المرضى العقليين في ألمانيا إلى ما يزيد على 1.4 مليون وحتى عام 2050 ما يقارب 2.3 مليون مريض كما ورد في تقرير تابع للوزارة. ودوما يزداد عدد الناس المتقدّمين في السن. وتزداد الحاجة إلى دور الرعاية، وأطقم العمل. فقد ارتفع عدد دور الرعاية وحدها في الفترة ما بين 1999 حتى 2003 نحو 10 في المائة إلى 9743. ونما حجم طاقم العمل في دور الرعاية خلال الفترة الزمنية نفسها في ألمانيا نحو 15 في المائة إلى نحو 511 ألف موظف.
ولكن كيف توصّل مركز مارانثا إلى قرار توظيف تكنولوجيا التعريف الترددي ؟ يقول بيتر بوخهولز من شركة تي سيستيمز : "لقد توصّلنا عن طريق التحقيقات الميدانية مع فريق التقنية وموظفي الرعاية في مارانثا، وكذلك مع مستشارينا، إلى كيفية إمكاننا ابتكار حلول آمنة لمركز دار رعاية المسنين ووقع الاختيار على تكنولوجيا التعريف الترددي "
ويضيف قائلا: "لم يُتخذ قرار استخدام هذه التكنولوجيا لأسباب اقتصادية, بل كان الهدف هو سلامة النزلاء". ويقول مدير دار مارانثا: "بلغ حجم الاستثمارات نحو عشرين ألف يورو، وتبلغ تكلفة كل طوق رسغ يد جيد من تكنولوجيا التعريف الترددي ما يزيد على 220 يورو، ويُعزى هذا، إلى أن هذه الأطواق التي توضع على اليد يجب أن تتلقّى معالجات تنظيف خاصة".
إن التقديرات الاقتصادية لتوظيف تكنولوجيا التعريف الترددي في دور الرعاية صعبة, وعلى الأغلب ليس من السهل تحديدها. إن مشروع تقنية تحديد الترددات اللاسلكية في قطاع دور الرعاية يحظى دوماً بخاصية ريادية. ويتوقّع بوخهولز تطوراً متردداً ورقيقاً فقط في سوق تكنولوجيا التعريف الترددي في قطاع دور الرعاية. وبالفعل توفر البطاقة عن طريق التكنولوجيا الضخمة، والتي تتحمّل ضغطاً كبيراً ودرجة حرارة تبلغ نحو 90 درجة أو أكثر، وبالتالي قابلة للغسيل في الغسالات الكهربائية، وبهذا تُعتبر مناسبة لهذا الاستخدام إلى أبعد حد، حسبما ورد عن بوخهولز. وبالفعل يجد المرء نفسه أولاً في بداية مجريات إعادة التفكير. وحتى موشاو يتوقع، أن تستثمر دور الرعاية والمستشفيات بقوة أكبر في مجال حلول الأمان هذه. وبالإضافة إلى هذا، فإنه يمكن توسعة استخدام تكنولوجيا التعريف الترددي إلى الأجهزة التقنية الطبية.

الأكثر قراءة