شركات الإلكترونيات تستفيد من ازدهار العقارات في دبي

شركات الإلكترونيات تستفيد من ازدهار العقارات في دبي

برج دبي لذي يبلغ ارتفاعه ما يزيد على 700 متر، من المفترض أن يكون أعلى مبنى في العالم. و بالفعل وصل البرج حاليا إلى منتصف ارتفاعه المحدد. وتطلق إمارة دبي في كل عام عشرات المشاريع لإقامة فنادق و شقق ومبان فاخرة ترتفع هاماتها إلى عنان السماء. ومن المفترض خلال الأعوام الأربعة المقبلة أن يتضاعف عدد الشقق الفندقية والبالغ عددها الآن 39 ألف شقة .

وتشير الإحصاءات إلى أن دبي ينتشر بها ما يصل إلى نحو 20 في المائة من إجمالي عدد الأوناش في العالم في إطار الحركة الإنشائية الناهضة وهو ما يصب أيضا في مصلحة العديد من الشركات الأوروبية و الغربية. وليست شركة (ليبهير- Liebherr) الألمانية المصنّعة للرافعات هي الوحيدة التي تستفيد من الازدهار العمراني هذا فهناك شركات أوروبية المتخصصة في الإلكترونيات، مثل المجموعة السويسرية ABB المتخصصة في تزويد المولدات، وشبكات الطاقة، ومحركات التحويل، ومنشآت مفاتيح التحكم، وكذلك الأنظمة الإلكترونية المنزلية، التي يتم عن طريقها إدارة أجهزة التكييف في الفنادق .

ولا يكشف سماسرة العقارات في برج لي ريفي Le Rêve Tower في دبي عن هوية الشخصيات العالمية التي اقتنت شققا في البرج. ولكن هناك أخبار تحدثت عن نجم التنس روجيه فيدريه و مايكل جاكسون و تبلغ مساحة الشقة نحو 600 متر مربع، وتكلّف نحو 7ر1 مليون دولار. وأما فيما يتعلّق بتقنية المنزل فيوجد في مرآة غرفة الحمام شاشة تلفزيون صغيرة، وعن طريقها يمكن للمرء أثناء الحلاقة متابعة تقرير البورصات. وفي كل غرفة من الغرف الكثيرة، يوجد بالإضافة إلى التحكم الإلكتروني المركزي، شاشة لا سلكية تعمل باللمس، عن طريقها يمكن تغيير درجات حرارة الغرفة والإنارة. ومن يضغط على الزر المكتوب عليه "رومانسي"، يحظى بضوء خافت، تحت السقف المزيّن بالزخارف الجصية ويمكن التحكّم في أجهزة التكييف من خلال الجوال أو الإنترنت بواسطة برمجة متخصصة بها. فإذا نسي صاحب الشقة و غادرها يمكن إطفاء أجهزة التكييف فيها عن بعد .

ولكن ليست كل الشقق والفنادق فاخرة إلى هذا الحد، ولكن حجم المشروع ضخم للغاية، والذي يلزم تمويله إلى حدٍ كبير من الأسرة الحاكمة في دبي عن طريق المؤسسات المختلفة. ويقوم نحو مئات المنازل المرتفعة على ميناء الأشرعة وحده في دبي، حيث من المفترض أن يحتوي المزيد من مئات آلاف السكان الإضافيين. والآن يمكن القول إن أنظمة الشوارع أصبحت محمّلة بأعباء مضاعفة، وعليها أن تضع سريعاً خطوط سير إضافية على الصحراء الرملية. ولكن حتى هذه التوسعة من الممكن أن تعمل على تجنّب حركة السير، من وجهة نظر المواطنين، ولكن فقط في حالة إقامة جزء من المالكين في منازلهم الثانية.

ومباشرةً إلى جانب المبنى الإنشائي الجديد، يوجد محطات توليد الطاقة، وفناء تحويل طريق السيارات إلى حشود القطارات، حيث إن طموح دبي، أن تصبح مركز السياحة الأكبر في الخليج العربي، يتطلّب إنتاج طاقة ضخما. ومن المفترض أن تتضاعف سعات محطات توليد الطاقة في دبي حتى عام 2010. وبالإضافة إلى هذا، يطمح المرء إلى ربط شبكات الطاقة ما بين دول الخليج الست، بهدف تحسين أمن التزويد. والطاقة، والتي من المفترض أن تعمل على تحقيق أحلام السياحة، تعمل على ذبذبة قطاع الإلكترونيات الآن. ويثب اليوم في دبي المهندسون السويسريون المتعطشون المتخصصون في الإلكترونيات فرحاً، عندما يصوّرون تجارتهم. "إن هذه أوقات نشطة"، حسبما ورد عن بيرنارد جوكير، عضو في المجلس الرئاسي لمجموعة ABB . وهذه بالفعل لا تبني محطات توليد طاقة بعد،لأنها عملت على بيع هذه السوق قبل أعوام، وبرغم هذا تقوم المجموعة بالإضافة إلى بعض الأشياء الأخرى على تزويد منتجات إلكترونية، وأنظمة، والتي تحقق التبريد للسياح في دبي، والذي يحتاج إليه المرء حتى في شتاء الخليج الحار.
وعلى الشرائح، التي يعرضها جوكير وزملاؤه في مجموعة ABB في دبي، تتجه الأسهم كافة نحو الأعلى. لقد كان الشرق الأدنى في عام 2005 بالنسبة لقطاع الإلكترونيات زبوناً كبيراً يماثل حجمه قوة الصين المتنامية بقوة. ووحدها مجموعة ABB حصّلت حجما من الطلبات الشرائية بلغ حجمها نحو 1،7 مليار دولار. وفي خريف عام 2006، ارتفع حجم الطلب أكثر نحو 20 في المائة، وبرغم أن سعر النفط بلغ أقل من المعدل القياسي للعام الماضي بصورة واضحة.

وترد الفرضيات بصورة دائمة، بأن من حجم الاستثمارات المخطط لها في الشرق الأدنى حتى عام 2010، والتي يقدر حجمها بنحو 599 مليار دولار، ينصبّ نحو النصف منها على المشاريع الإنشائية. وليس لدى مديري ABB أي شك، بأنه ستقوم هنا فقاعة عقارات. والإثبات على هذا حسب تأكيدات البعض، بأن الفنادق في دبي محجوزة باستمرار، ويتم بيع الشقق بسرعة. "لقد أصبح الساسة في الخليج أكثر حكمة"، حسب ما ورد عن بوون كيات سيم، المدير التجاري في ABB في الشرق الأدنى وأفريقيا، "فهم يعملون الآن على التنويع في منشآت إيرادات النفط. وبالإضافة إلى هذا، ترتكز تقديرات الاستثمارات على سعر نفط يتراوح ما بين 20 إلى 30 دولار". إن المرء في دبي لا يجدّ في الإنشاءات المخصصة بالاستثمارات، للذين من المفترض أن يحلّقوا عن طريق طيران الإمارات، ولكن يثق المرء بالأخص بالأثرياء الموجودين في المنطقة، الذين يصبّون أموالهم في عقارات الشقق. إن الإمارات تطمح أن تصبح بصورة عامة صورة عن موناكو في الشرق الأدنى، التي تعتبر قوة جذب عن طريق مميزات الضريبة، وتقدّم إلى جانب الحياة على الشاطئ وموانئ اليخوت، المزيد من الأمان والحرية.

الأكثر قراءة