أساليب خاطئة في الحمية الغذائية

أساليب خاطئة في الحمية الغذائية

أدى التطور الحضاري الكبير في المجتمع السعودي والطفرة المالية إلى حدوث تغيرات كبيرة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية في المجتمع وخروج المرأة للعمل والاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب من خلال التوسع الهائل في وسائل الإعلام, وذلك عن طريق الفضائيات التلفزيونية وغيرها, كما أدى إلى زيادة الوعي للمرأة السعودية, خاصة فيما يتعلق برشاقتها وصحتها, وذلك من خلال زيارة المراكز والنوادي الصحية التي انتشرت وتوسعت في كل مكان. لذا تسابقت تلك المراكز والنوادي في إظهار برامج وطرق عديدة لخفض الوزن بأقل مدة ممكنة عن طريق الإعلانات التجارية وبأسعار مغرية تناسب جميع الفئات. كذلك لجأ بعض العطارين إلى عمل خلطات عشبية, مؤكدين أنها تعمل على خفض الوزن وكلها ادعاءات خالية من الصحة وتحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي للتأكد من صحة ما ذكروا. لذلك تعددت طرق خفض الوزن بأقل مدة ممكنة وذلك عن طريق تناول الأدوية والعقاقير أو الأعشاب أو إجراء البصمة أو الرجيم الكيماوي. انتشرت في أوساط بعض السيدات طريقة خفض الوزن عن طريق تناول الأعشاب وذلك للوصول إلى جسم أكثر رشاقة وفي خلال فترة زمنية وجيزة, والحقيقة أن هذه الأعشاب تساعد على فقد الكثير من الماء وبالتالي ينخفض الوزن عن طريق انخفاض نسبة الشحم في الجسم, إضافة إلى أن فقد الماء يفقد الجسم الأملاح المعدنية والفيتامينات وتحدث حالة جفاف الجسم فيصاب الشخص بالوهن والخمول والتعب وينخفض ضغط الدم وقد يؤدي إلى حدوث مشكلات في الكلى والكبد, ومن هذه الأعشاب التي تستخدم في خفض الوزن وتباع في محلات العطارة: السنامكي وتسمى بالعامية "العشرق" التي تسبب الإسهال وفقدان الماء والعناصر المعدنية, وبذرة الكتان وهذه تعمل على فقد الجسم الماء والأملاح المعدنية والفيتامينات, كذلك لهما آثار مضرة على عمل وأداء الجهاز الهضمي، وخاصة الكبد فيحدث ضرر لخلايا الكبد "سرطان الكبد" نتيجة الاستخدام المتكرر، أيضا يحدث اضطراب في اتزان السوائل في الجسم, كذلك تتبع بعض السيدات ريجيم البصمة عن طريق استخدام فصائل الدم وإعطاء أطعمة معدنية لأصحاب كل فصيلة وحرمانهم من أطعمة أخرى. ولكن الدراسات لم تثبت أي تأثير للبصمة على خفض الوزن وتم استغلال جيوب الكثيرات من السيدات في هذا الشأن دون استناد علمي سليم. كذلك انتشر الرجيم الكيماوي حيث يعتمد على تناول طعام معين دون باقي الأطعمة كحرمان الجسم من الأطعمة الكربوهيدراتية وتناول الأطعمة البروتينية وأصبحت الأطعمة البروتينية توزع تجاريا على صورة سوائل صلبة ويسبب استعمال هذا البرنامج الغذائي لفترة طويلة حدوث ارتفاع في مستوى دهون الدم وفقدان الجسم الكربوهيدرات التي يحتاج إليها لإنتاج الطاقة اللازمة وفقد 2.5 كيلو جرام من الوزن خلال أسبوع مما يؤثر في الحالة الصحية للفرد. وقد يعتمد الريجيم الكيماوي على الاقتصار على تناول صنف معين من الفاكهة لمدة معينة دون سواها من الأطعمة ويترتب على ذلك فقدان الجسم الكثير من العناصر الغذائية المهمة وحدوث مضاعفات خطيرة وانخفاض وزنه ناهيك عن الشعور والإحساس بالملل جراء تناول صنف واحد فترة معينة. وتقوم بعض النساء أيضا بشرب الخل وخاصة خل التفاح بهدف إنقاص الوزن وهذا اعتقاد خاطئ لأن الخل يحتوي على حمض الخليك الذي يسهم في إنتاج الطاقة ولا يذيب الدهون، كذلك تقوم أخريات بتناول بعض العقاقير كمشتقات مركبات الأمفيتامين amphetamies وغيرها وهي تباع في الصيدليات وتؤثر في الجهاز العصبي للإنسان وتثبط رغبته في تناول الطعام ويصاحب استخدامها فترة طويلة مضاعفات صحية خطيرة على الإنسان. ما الحل إذن؟ ليس هناك حل سحري لإنقاص الوزن ولكن ينصح خبراء التغذية بممارسة التمارين الرياضية بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع بمعدل نصف ساعة إلى ساعة والإكثار من شرب الماء والابتعاد عن المواد الدسمة والأطعمة الغنية بالسكريات وعدم تناول المشروبات الغازية والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كالفاكهة والخضراوات واللحوم البيضاء وتناول البقوليات. د. منى العجيان* * متخصصة في التغذية
إنشرها

أضف تعليق