239 ألف شخص يشاركون في ملحمة خدمة الحجاج

239 ألف شخص يشاركون في ملحمة خدمة الحجاج

الحج ركن، الحج نسك وعبادة فيه منافع ومكاسب وميلاد جديد، وبين كل هذه الملامح المتناغمة، ترتسم ملامح الجهود الكبيرة المبذولة من أبناء المملكة في نظرة شمولية لكل أبعاد هذه التظاهرة الإيمانية الفريدة فتخوض كافة الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن سنويا تظاهرة الحج الكبرى لتتحول المشاعر المقدسة إلى خلية نحل لا تعرف الهدوء، عمل متواصل، ترتيب، تنسيق وتنظيم ومع كل هذا وفوق كل هذا يظل الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الراصد الدقيق لكل تلك الجهود بنهج القيادي الذي قاسمت خبراته قدراته، فرصيد خبرته كفيل بتحقيق موسم ناجح بمشيئة الله، لقد رسم ولي العهد السعودي نجاح الموسم بقدرة الرجال وتوأمة الفكر والتقنية وفي هذا الموسم المكتسي بثوب القشابة، حيث أطل في خضم متغيرات ميدانية حديثة، قطار المشاعر المقدسة، منشأة الجمرات، بل معجزة الجمرات المشروع الشامخ في قلب مدينة الخيام، وهكذا تظل المملكة العربية السعودية الحاضنة للأمة جمعاء في موقف مشهود، وعلى بقاع المشاعر المقدسة ووسط منظومة الخدمات المتكاملة الراقية التي توفرها حكومة الخير (حكومة المملكة) عين الأمير نايف ظلت خلال أشهر مضت ساهرة على تفاصيل الخطط، راصدة كل جزيئات الموسم، فتحققت كل التطلعات وقضى ضيوف الرحمن موسم حج ناجح رعته أيد أمنية، فنجح موسم حج هذا العام نجاحا باهرا، رغم أنه سجل الرقم الأعلى في عدد الحجيج، وخرج المسؤولون عن إدارة الحج ليعلنوا للعالم الإسلامي أن الموسم مر بسلام، وأدى الحجاج نسكهم بكل راحة وطمأنينة ولم تسجل أية حوادث ولم ترصد أية أمراض وبائية، والحجاج في طريقهم للعودة إلى بلدانهم. فبلغة الأرقام 239 ألف شخص يمثلون كافة القطاعات الحكومية والأهلية شاركوا في مهمة حج هذا العام وأكثر من أربعة آلاف كاميرا رصدت الحشود، وكان المحرك الأول لنجاح هذا التجمع الإنساني الأكبر هو الإيمان بالله أولا ثم بروحانية وعظم المناسبة، وبأن وجود الإنسان السعودي في هذا المكان، فرصة عظيمة منحها الله له لكسب الأجر والمثوبة من خدمة ضيوف الرحمن، أبناء المملكة يتوارثون هذا الشرف الكبير ويحرصون على زرعه في قلوب أبنائهم، دون الالتفات إلى ما سيدره الموسم عليهم من مكاسب مادية، والكل يعلم هنا أن المشاريع العملاقة التي تتمدد على أرض المشاعر المقدسة عاما عن الآخر، تكلف الدولة مليارات الريالات ما بين الدراسات والاستشارات والخطط والتنفيذ، وما يدفعه الحاج على حجه يصرف على الخدمات التي تقدم له. المكسب الحقيقي للمملكة من هذا الموسم، هو تشارك الجميع من رأس القيادة إلى أصغر طالب كشاف في خدمة الحجاج ورعايتهم ومساعدتهم على إتمام النسك، وهو مكسب روحاني أجل وأكبر من أية مكاسب دنيوية أخرى. بالأمس وفي ثالث أيام التشريق غادر الحجيج المشاعر تاركين خلفهم أطهر الذكريات وأعطرها، تاركين وراءهم ذنوبهم ليعودوا إلى ديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، رحلوا وبدأ الصمت يخيم على صعيد منى بعد أن كانت جباله تردد صدى تلبياتهم. في لحظات الوداع تجلت معاني البياض في مدينة الخمسة الأيام، بياض الوجوه التي تشع نورا وإيمانا، بياض الإحرام، بياض الخيام، بياض المعتقد والدين. في هذا العام بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين جهوداً مضاعفة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتقديم أرقى الخدمات لهم واستنفرت جميع القوى ودعمت بلا حدود لتذليل كافة الصعوبات في سبيل راحة ضيوف الرحمن، التي تعتبر شرفا ما بعده شرف، وهي نعمة خصّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ بها أهل هذا البلد المبارك، الذي لا يألو ولاة الأمر فيه جهدا في سبيل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، بتوفير كل الإمكانات والتجهيزات اللازمة، حتى يتفرغوا لأداء مناسكهم في يسر وسهولة وأمن واطمئنان. وقبيل مغادرته المشاعر المقدسة بعد أن أشرف وقاد وأعلن نجاح الموسم، أشاد الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، بجهود رجال الأمن الذين حرصوا على راحة حجاج بيت الله الحرام، وثمن، ما بذل من جهود خلال مواسم الحج عبر منظومة الأجهزة الحكومية المشاركة في أداء الرسالة في كل من منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من خلال أعمالها الرقابية، وما ترفعه من تقارير بشأن ما يتضح لها من ملاحظات، وتزويد الجهات الحكومية المعنية بذلك للاستفادة منها في تطوير أداء وفاعلية عملها على النحو الذي يواكب توجيهات خادم الحرمين الشريفين لتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
إنشرها

أضف تعليق