مشاهدو القنوات الفضائية: هناك طرق أخرى للجذب

مشاهدو القنوات الفضائية: هناك طرق أخرى للجذب

تستطيع القنوات الفضائية أن تأسر مشاهديها بطرق عدة، خبر عاجل وانفجار قنبلة، ومشهد حافل يحاول جمع أطراف الجمال في الصورة لمن يشاهد على الطرف الآخر.
بعض تلك القنوات استغنت عن المطلبين المتناقضين أعلاه باستحضار شرط ثالث لا يوفر أي منهما، فلا الخبر المهم موجود ولا وجود الجمال في الصورة والصوت وفن الحديث ضروري، ما هو ضروري فقط وجود ''النجم'' وفي حالاته الطبيعية وفي حالات استرخائه ''لا تجليه وإبداعه'' كما يقول مشاهد يبدي استغرابه من برامج لا يوجد فيها شيء سوى مجموعة من المغنيين لا يفعلون شيئا سوى ''اللا شيء''.
ويقول عابد الجابري: ''فوجئت قبل أيام بأطفالي ومعهم زوجتي يتجمعون على شاشة قناة لها تاريخ قديم في سماء الفضائيات، وفي الصورة مجموعة من الفنانين والفنانات يتعاملون بشكل يراد له أن يكون عفويا، لكن ساعة من الوقت مضت دون أن أعرف الفائدة أو المتعة فيما قالوه أو فعلوه ''.
يفسر الجابري ما رآه بأنه صور من محاولات الفضائيات لتقديس المغني (الفنان) والعبور به إلى أفلاك النجومية وربما أكثر من ذلك لاتخاذه رمزا في حين لا يقدم هو أي شيء يذكر لا للذائقة ولا في عموم ما ينفع الناس. ويتابع: ''بالطبع لا أدعو إلى قطع أعناق من يعملون في الفن ولا قطع أرزاقهم. لكن فقط لا أريد لهم أن يظهروا كل مساء كقدوة لأطفالي قبل أن يخلدوا إلى النوم ويحلموا بأن يكونوا مثلهم ـــ لا سمح الله''. لكن شخصا آخر لا يحمل هم تربية الأطفال لأنه عزب يستغرب مثل هذا ''التنطع'' كما يصفه خالد البكاري ''لأن من ينزعج من برنامج فضائي ليس عليه فقط سوى أن يأمر الريموت كنترول فيذهب به إلى حيث يريد''.
ويقود مثل هذا التبرير بقدرة المشاهد على الاختيار بين البرامج الغنية بالمادة العلمية والأخلاقية مع تلك الفقيرة من أي منهما إلى قاعدة ''الجمهور اللي عاوز كده''، وهي قاعدة يفندها أحدهم قائلا: ''ليس الجمهور فقط هو اللي عاوز كده، منتجو تلك البرامج هم الذين يثبتون في كل مرة إنهم من يريد مثل هذا النوع من النجاح السهل القائم على استقطاب نجوم لا تقدم شيئا مهما ولا تقول شيئا ذا بال''.
ويعطي سالم العنزي وهو مسؤول علاقات عامة ومهتم بالإعلام أمثلة على قنوات نجحت من غير الاعتماد على برامج سخيفة لا تحمل هما إنسانيا أو قضية علمية، ويشير العنزي إلى قنوات جديدة تحقق نجاحات باهرة على مستوى المشاهدة دون السقوط في مستنقع التسطيح مستشهدا بقنوات تخصصت في البرامج الوثائقية والعلمية الرصينة وهي تتابع حتى على مستوى طلبة المدارس وكبار السن وكذلك فئة الشباب.

الأكثر قراءة