د. كعكي: معرفة العاملين في القطاع الصحي بطب الألم محدودة

د. كعكي: معرفة العاملين في القطاع الصحي بطب الألم محدودة
د. كعكي: معرفة العاملين في القطاع الصحي بطب الألم محدودة

يعمل الدكتور عبد الله بن محمد كعكي، رئيس قسم التخدير والعناية المركزة في كلية طب جامعة الملك عبد العزيز في جدة، واستشاري التخدير ورئيس وحدة علاج الألم ورئيس المجلس العلمي للإشراف على التدريب في الزمالة السعودية للتخدير والعناية المركزة؛ على أبحاث علمية تتركز على الآلام الحادة والمزمنة وطرق علاجها, وكذلك الطرق المستحدثة لعلاج الآلام بشكل عام والآلام الناتجة عن اعتلال الأعصاب وعن الأورام السرطانية بشكل خاص, إضافة إلى الأبحاث المتعلقة بطرق التخدير المختلفة وطرق استعمالها وتطويرها. كما تنصب اهتماماته العلمية على تطوير طرق علاج الألم وتعريف العاملين في الحقل الطبي ومن هو خارج الحقل الطبي بمجال طب الألم. ويسعى إلى تطوير المنهج التعليمي المطبق في مختلف جامعات المملكة ليضم منهجا عن علاج الألم والحرص على تطوير ذلك. "الاقتصادية" التقته في حوار تم خلاله تناول هذه النقاط للتعرف على مفهوم الألم وما يمكن تقديمه للمرضى من خلال هذا التخصص، وحداثة ما يعرف بطب الألم.. فإلى تفاصيل الحوار:

تتركز اهتماماتك البحثية على الآلام الحادة والمزمنة وطرق علاجها، هلا تسلطون الضوء على معنى الآلام الحادة والمزمنة، وأين وصلت جهودكم في هذا المجال؟
الآلام الحادة هي تلك الآلام التي تصاحب فترة ما بعد العمليات الجراحية أو الآلام الناتجة عن وعكات صحية وتكون عرضا لمرض ما, وهي تدوم فترة قصيرة تمتد من ساعات إلى أيام, ذات حدة متفاوتة من الألم الخفيف إلى الألم الشديد. أما الآلام المزمنة فهي ما تمتد فترته إلى أسابيع بل أشهر وسنين, ويغدو الألم هنا مرضا لا عرضا يؤثر في المريض وعائلته والمجتمع أجمع. يصعب علاجها وتحتاج إلى اهتمام خاص مثال ذلك آلام أسفل الظهر, آلام اعتلال الأعصاب المصاحب لمرض السكري, الآلام المصاحبة للأورام السرطانية أو غيرها الكثير من صداع نصفي وحزام ناري. كطبيب متخصص في هذا المجال, فإلى جانب علاج المرضى والتخفيف من أناتهم وآلامهم, فإنني أعمل جاهدا على زيادة الوعي لدى المجتمع الطبي حيال الألم وطرق تشخيصه وعلاجه, إضافة إلى زيادة الوعي لدى المجتمع عامة عن طب الألم وما يمكن تقديمه للمرضى من خلال هذا التخصص. كما أن إنشاء الجمعية السعودية لطب الألم هو خطوة نحو ذلك, وقد تحول الحلم إلى حقيقة بتوجيهات من أولي الأمر, وكان ذلك في العام الماضي, وتم من خلال الجمعية عقد المؤتمر العالمي الأول لطب الألم وحضره ثلة من المهتمين بالألم وطرق علاجه.
تهدف من خلال اهتماماتك العلمية إلى تطوير المنهج التعليمي المطبق في مختلف جامعات المملكة (كليات الطب) ليتضمن منهجا عن علاج الألم.. ما أهمية هذا البرنامج؟ وهل تحقق هذا الهدف؟
رغم أن طب الألم عرف في الولايات المتحدة منذ الأربعينيات من القرن الماضي إلا أن معرفة بعض العاملين في الحقل الطبي في بلادنا الغالية عن ذلك المجال لا تزال محدودة, ما تنتج عنه آلام لا داعي لها يدفع ثمنها المرضى. لهذا كان تثقيف العاملين في الحقل الطبي عن الألم وتبعاته واحدا من أهم الطرق لزيادة الوعي لدى الأطباء حول الألم وأنواعه وكيفية تشخيصه وعلاجه, وكان تضمين منهج علاج الألم ضمن مناهج التعليم في الكليات الصحية مطلبا لا غنى عنه, من أجل هذا حرصت على أن يكون لطب الألم جزء من منهاج طب التخدير المدرس في جامعة الملك عبد العزيز, وبإذن المولى ــ عز وجل ــ ستتابع الخطى ويدرس ذلك المنهج في مختلف جامعات مملكتنا الغالية.

#2#

من ضمن جهودكم العلمية والعملية تطوير طرق لعلاج الألم، أين وصلت في هذا المضمار؟ وما الذي نتوقعه في المستقبل من نتائج؟
بفضل من المولى ــ عز وجل ــ وبدعم من ولاة الأمر تم توفير العديد من طرق علاج الآلام الحادة منها والمزمنة, إضافة إلى العقاقير الطبية المتقدمة والمعدات المتطورة كأجهزة تخفيف الأعصاب والتردد العالي الحراري والمضخات الثابتة المزروعة تحت الجلد عوضا عن طرق التنظير والحقن, فغدا علاج الآلام المزمنة ممكنا في معظم الأوقات وكانت حياة المرضى أكثر راحة في معظم الأوقات. وبعون من الله ــ تعالى ــ تم إجراء العديد من الأبحاث في مجال طب الألم كانت إضافة إلى طب الألم, وأن المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ عندما أخبرنا أن الله ــ عز وجل ــ لم ينزل من داء إلا أنزل معه الدواء هو بشرى لنا أن الألم لا بد أن يعالج, وأظن المستقبل سيحمل لنا العديد من المفاجآت.

تم التوسع في افتتاح عدد من كليات الطب في أرجاء المملكة كافة، البعض تخوف من مثل هذا التوسع بأن يكون على حساب الجودة والمهارة في تعليم وتدريب طبيبات وأطباء المستقبل .. فما مرئياتكم؟
إن زيادة أعداد كليات الطب في أرجاء المملكة كافة خطوة استدعتها الزيادة في أعداد الطلاب وزيادة الحاجة إلى الخدمات الطبية في مختلف مناطق المملكة, فكانت هذه الخطوة المباركة, لكن يجب علينا الحرص على الإتقان حتى لا تنتج عن ذلك أعداد هائلة من الأطباء دون المستوى المنشود, فالحرص على المستوى العالي في التعليم والحرص على توفير التدريب العالي مطلب في جميع كليات المملكة لا غنى عنه. ولا بد لنا من آلية تمكننا من متابعة ذلك والتيقن من تنفيذه سواء من خلال وزارة التعليم العالي أو من خلال أي جهة تعنى بالجودة والإتقان.

زحام المرضى والمراجعين في المستشفيات والمواعيد البعيدة لتلقي العلاج, البعض يرى أنه نتيجة لتنظيم إداري غير دقيق مثل أن يقوم مواطن بفتح عدة ملفات طبية له ولأسرته في أكثر من مستشفى ويراجعها جميعا, وآخرون يرون أهمية افتتاح المزيد من المستشفيات لمقابلة الزيادة السكانية .. من وجهة نظركم ما السبب؟
أظن أن ذلك الوضع هو نتيجة عدة عوامل, منها: سوء استغلال المرضى الخدمات الطبية وزيادة الضغوط على العاملين في الحقل الطبي وعدم تماشي الزيادة في الخدمات الطبية مع الزيادة السكانية ومشاركة عدة قطاعات حكومية في تقديم الخدمات الطبية.
تطالعنا بين وقت وآخر أنباء عن وفاة بعض المرضى بسبب خطأ في التخدير أو إصابتهم بإعاقات مستديمة .. فما أسباب مثل هذه الأخطاء وتزايدها؟
لا ينكر أحد حدوث مضاعفات للتخدير, لكن معظم هذه الحالات ناتج عن تقصير بعض العاملين في مجال طب التخدير أو عدم إلمامهم بحالة المريض أو قصور في العلم, وقد يلام الإهمال أحيانا في مثل هذه الحالات. ولا أظن أن هناك زيادة في وقوع هذه الحالات, لكن زيادة تسليط الضوء عليها وزيادة اهتمام وسائل الإعلام بها قد تكون السبب الحقيقي خلف ذلك.

حققت الطبيبة والطبيب السعودي إنجازات مختلفة سواء في اكتشاف علاجات جديدة أو تقديم بحوث علمية حصلت على التكريم والإشادة من كبرى المراكز والجامعات في العالم.. كيف ترون مثل هذا التميز وما المتوقع في المستقبل؟
إن هذه الإنجازات نتيجة أكيدة للتطور المشاهد في بلدنا الحبيب, وبإذن المولى, سنرى زيادة مطردة في الأعوام المقبلة, خاصة إذا تم توفير الدعم اللازم لذلك من دعم مادي ومعنوي.

الأكثر قراءة