أول امرأة ترأس البرازيل حكم عليها بالسجن 6 سنوات.. وتهوى تقريع الوزراء علناً

أول امرأة ترأس البرازيل حكم عليها بالسجن 6 سنوات.. وتهوى تقريع الوزراء علناً

تولت ديلما روسيف (62 عاما) المقاومة السابقة والملقبة ''بالمرأة الحديدية'' لشدتها وطاقتها الكبيرة على العمل، أمس السبت مهامها الرئاسية في البرازيل خلفا للويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يتمتع بشعبية هائلة، لتصبح أول امرأة ترأس البرازيل.
وانتخبت ديلما كما يسميها البرازيليون، في تشرين الأول (أكتوبر) إثر فوزها على خصمها الاشتراكي الديمقراطي جوزيه سيرا بفضل دعم لولا الذي استخدم حضوره القوي ووزنه السياسي لضمان انتخاب هذه الخبيرة الاقتصادية شبه المجهولة من البرازيليين. ولولا هو من اختار ديلما كما يطلق عليها البرازيليون، لخلافته رغم أنه لم يسبق لها أن خاضت انتخابات ولا هي عضو تاريخي في حزب العمال. لكن الرئيس المنتهية ولايته يؤكد أن خصالها السياسية والإدارية أقنعته بأنها ''أفضل'' المرشحين. وقال عنها لولا بعد تعيينها في الحكومة ''لقد وصلت ومعها حاسوبها الصغير. وبدأنا نتناقش وشعرت بأن لديها شيئا مختلفا''.
وقالت روسيف في حزيران (يونيو) حين أعلن حزبها حزب العمال (يسار) ترشيحها رسميا للانتخابات الرئاسية ''بعد هذا الرجل العظيم (لولا) ستتولى حكم البرازيل امرأة ستواصل (قيادة) البرازيل (على نهج) لولا''. وروسيف معروفة بحزمها وصرامتها وأيضا بتقريعها علنا الوزراء.
وقالت مازحة أثناء مقابلة مع الصحافيين ''أنا في حكومة وفي بلد لا يتحمل فيه أي رجل وزر مواقفه. أنا المرأة الفظة الوحيدة في البرازيل ومحاطة برجال لبقين''.
وفي 2005 هزت فضيحة تمويل مواز للحملة الانتخابية لحزب العمال قيادة الحزب وأجبرت كبار مسؤوليه في الحكومة على الاستقالة. وهو ما جعل روسيف التي كانت وزيرة للطاقة تصعد إلى ثاني أهم المناصب في الحكومة. ومنذ 2007 يقدم لولا روسيف باعتبارها ''أم برنامج تسريع النمو'' الذي يمول استثمارات ضخمة في البنى التحتية في البلاد.
ولدت ديلما روسيف في كانون الأول (ديسمبر) 1947 في ميناس جيريس لأب بلغاري مهاجر وأم برازيلية وناضلت في صفوف حركة المقاومة المسلحة في أوج الدكتاتورية في البرازيل.
وتم توقيفها في كانون الثاني (يناير) 1970 في ساو باولو وحكم عليها بالسجن ست سنوات غير أنه أفرج عنها في نهاية 1972 دون أن تخنع تحت وطأة التعذيب. وفي بداية 1980 ساهمت في إعادة تأسيس الحزب الديمقراطي العمالي (يسار شعبوي) بزعامة ليونيل بريزولا قبل انضمامها إلى حزب العمال في 1986. ولإدراكها أن الفوز بالانتخابات يمر أيضا عبر التلفزيون فقد خضعت لعدة عمليات جراحة تجميلية. وبدت إثرها أكثر نضارة وأنحف وزنا وتخلت عن نظاراتها السميكة التي كانت تعطيها صورة المجتهدة أكثر منها ذكية.
وأعلنت العام الماضي أنها خضعت للعلاج من سرطان ما أسهم في تخفيف حدة صورتها لدى الجمهور. ويقول الأطباء إنها شفيت من المرض. وديلما ''السيدة الحديدة'' مطلقة بعد أن تزوجت مرتين. وهي أم لابنة تدعى باولا وأصبحت جدة منذ بداية أيلول (سبتمبر).

الأكثر قراءة