زيادة معدلات التصدير مقابل خسارة السوق المحلية أمام المنافس الصيني

زيادة معدلات التصدير مقابل خسارة السوق المحلية أمام المنافس الصيني

يبدو أن قطاع صناعة البورسلين في ألمانيا سيفقد المزيد من فرص العمل، حيث يعاني القطاع من صعوبات كبيرة ورغم أن هذا القطاع حقق العام الماضي وللمرة الأولي منذ تسع سنوات زيادة طفيفة في حجم المبيعات مع ارتفاع نسبة الترويج بنحو 9.2 في المائة إلا أن نمو المبيعات الذي حقق نسبة قدرها نحو 1.8 في المائة يبقي ضعيفاً للغاية. أضف إلي هذا وجود ضغوط كبيرة على الأسعار بسبب قيام المصنّعون الصينيون بإغراق السوق الألمانية بمنتجات أرخص ثمنا مما يزيد الأمور صعوبة على الشركات الألمانية المنافسة في هذا المجال مثل شركات روزنتهال أو فيليروي آند بوخ.
وتقلصت السوق المحلية لقطاع البورسلين في ألمانيا عام 2005 بنحو 2.3 في المائة وفي الربع الأول من العام الجاري بنحو 8.8 في المائة. ولا يكاد المصنّع المحلي لأواني البورسلين أن يشعر بانتعاش ولو طفيف في الاستهلاك. وفي السابق كان يقدم طاقما مكونا من 12 قطعة من أواني البورسلين لكل عروسين واليوم يقنع الزوجان بطاقم مكون من ست قطع فقط بعد تقلص عدد أفراد الأسرة في ألمانيا.
ويشكو أوتمار كوسيل رئيس اتحاد صناعة السيراميك - VKI ، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة مجموعة روزنتهال من الأمر ويقول إن هذا التراجع في التجارة ينعكس علي الأسواق حيث تخلّت نحو 30 سوقا متخصصة ألمانية لصناعة الزجاج والبورسلين والسيراميك، عن أعمالها في عام 2005 ولم يبق سوى 580 شركة فقط تمارس نشاطها في هذا المجال.
ورغم هذا فقد ارتفع حجم التصدير في عام 2005 على الأقل للعام الثاني على التوالي ليفوق حجم المبيعات المحلي. ويُعتبر كوسيل هذا إشارة نجاح واضحة : " يشير نجاحنا في حجم التصدير، إلى أننا قادرون على المنافسة". ويعول كوسيل كثيرا في مستقبل ازدهار تصدير منتجات السيراميك والبورسلين الألمانية على مؤشرات حول بناء مئات الفنادق استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية عام 2008 في بكين وإنشاء المزيد من الفنادق الفاخرة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتعتبر مجموعة BHS Tabletop رائدة العالم في مجال بورسلين الفنادق وتروج لمنتجاتها تحت اسم العلامة التجارية باوشر هوتشينرويتر هوتيل.
لقد أنفقت الكثير من الشركات أموالا طائلة وبذلت جهودا مضنية من أجل تطوير نفسها لأقصى حد لتتمكن من تطوير منتجات وفتح أسواق جديدة حسب ما ورد عن كوسيل. وعلى أية حال، لا يمكن لبعض الشركات تحمّل مثل هذه الاستثمارات أكثر، وخاصةً، عندما تمتد المحاولات حتى فترة طويلة، وفي ظل المنافسة مع بضائع مستوردة أرخص سعرا. ويندرج تحت هذه القائمة مصنع بورسلين ميترتايش الذي أفلس بالفعل قبل نحو عامين، وكذلك مجموعة فينترلينج وقدّمت شركة فروفاين لتصنيع البورسلين ومقرها تورينجين منذ فترة وجيزة نحو مليون يورو لشراء العلامتين التجاريتين فينترلينج وإيشنباخ.
ومن الواضح أن التراجع في صناعة البورسلين الألمانية أوجد ضغطا هائلاً على التطوّر في حجم التوظيف بعد أن تقلصت أعداد العاملين في هذا القطاع من نحو 15.650 قبل عشر سنوات إلى نحو 8200 فقط حاليا.
وألغيت في العام الماضي وحده نحو 216 فرصة عمل. وبرغم الإفلاس وبعض عمليات الاستحواذ، فإن الخبراء متعجبون، من أن الضغط على عمليات الاندماج في القطاع ليس قوياً. ونظراً للسعات الفائضة يرحّب بعض المنتجين باختفاء بعض المنافسين من هذه الساحة. أما بالنسبة للشركات الأخرى، وخاصةً الصغيرة فإنها تواجه صعوبات، حيث ينقصها علامة تجارية ذات شهرة، ولا تُعد هذه الأخيرة مرشّحاً جاذباً للاستحواذ.
ويصف فريش هولز وضع الإيرادات لشركات السيراميك والبورسلين بكلمة واحدة: إنها سيئة. ولا تعمل أغلب الشركات على إعلان الأرقام والمعدلات الخاصة بذلك، وبالفعل يؤكّد المدير العام لاتحاد صناعة السيراميك - VKI، على تقدير يشير إلى أرباح عن حجم المبيعات تتراوح بالمعدل من 1 إلى 2 في المائة ما قبل الضرائب. وأشارت مجموعة روزنتهال، كبرى الشركات الألمانية المصنّعة للبورسلين خلال العام التجاري 2004 / 2005 إلى ربح طفيف فقط.
وعلى ما يبدو فإن الأمور تسير بصورة أفضل بالنسبة لشركات السيراميك الصناعي فقد حققت مجموعة سيراميتك التي تنتمي إلى مجموعة روكوود الأمريكية أرباحا تعادل نحو 90 مليون دولار قبل حساب الضرائب ودخل إجمالي من حجم المبيعات يقدر بنحو 370 مليون دولار ومن أهم زبائن السيراميك الصناعي شركات صناعة السيارات وشركات تصنيع المعدات الطب والإلكترونية. ويقول يورجين هوبير عضو مجلس إدارة الشركة إن السيراميك الصناعي يحظى بإقبال كبير في مجال التكنولوجيا الطبية.
أما رولف مايكل مولير رئيس مجموعة سيراميتك فيقول : "يأتي إلينا زبائن، والذين يواجهون مشاكل مع المواد والمعادن الأخرى، أو المواد المُصنّعة". ويمكن حل بعض الصعوبات الأخرى عن طريق السيراميك، بناءً على التعريف العام لهذه المادة غير المعدنية، غير العضوية والبلورية. وتمتلك هذه المادة قدرة جيدة على التقاط الحرارة وقلة الاحتكاك. وإيجاد مواد جديدة ودوماً المزيد من الاستخدامات، هي وصفة النجاح حسب أقوال هوبير، ولو أنه من الصعب في الوقت الراهن إيجاد حقل جديد.
وتزداد المنافسة في قطاع المنتجات القياسية التقليدية والسيراميك التقني بفعل الدول ذات الأجور المتدنية مثل الصين. وبفضل الوثبة في التكنولوجيا تضرب الشركات الألمانية (بوجود نحو 28 عضو في الاتحاد) بقوة وشجاعة. وارتفع حجمها المبيعات خلال الربع الأول من عام 2006، نحو 11 في المائة.

الأكثر قراءة