سيجما ستة: تطبيقات على المنشآت الخدمية والصناعية ( 1-3 )

سيجما ستة: تطبيقات على المنشآت الخدمية والصناعية    ( 1-3 )

بغض النظر عن نوع المنشأة صناعية أم خدمية، فإن السؤال الذي يشكل التحدي الأصعب للقادة ومديري المنشآت في الألفية الجديدة، ليس هو "كيف يمكن أن تحقق النجاح؟" ولكنه "كيف يمكن ضمان استمرار ذلك النجاح لمدة طويلة؟" ويكمن ضمان الاستمرار في التربع على عرش القمة بين المنشآت المماثلة في هندرة العمليات الإدارية والفنية للمنشأة، وإعادة هيكلتها، ومواصلة عمليات تقويم الأداء بشكلٍ منتظم ومدروس. لذا، يُعَدُّ الاهتمام بالجودة المحك الأساس الذي من خلاله تتعرف المنشأة على مستوى أدائها مقارنـًا بالمنشآت الأخرى، كما تساعد المنشأة في التعرف على أن تحقيق النجاح بشكل مطرد ومستمر هو ما يجب أن تصبو إليـه المنشأة، وليس فقط أن تحافظ على بقائها في السوق التنافسية.
ومن الملاحظ أن المنشآت الناجحة تظل دائمًا في حالة تأهب لتحقيق مركزٍ مرموقٍ مستخدمة في ذلك الأدوات العلمية والإحصائية، التي أسهمت في رفع مستوى الأداء مقارنة بالمنشآت المنافسة. ومن هذا المنطلق، تسعى المنشآت الخدمية والصناعية، بغض النظر عن أنشطتها ومجالاتها إلى مواجهة العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذلك من خلال الاستعدادات الجيدة بالطرق والوسائل العلمية والإحصائية. ففي هذا المناخ الذي تتخلله مخاطر عالية، يثار النقاش حول عدة أفكار تدور حول كيفية الحصول على أفضل النتائج، بحيث تستمر المنشأة في التفوق، من خلال إجراء التغييرات الضرورية للوصول إلى مراكز عليا من بين المنشآت المماثلـة. ومن المعروف أن هناك عددًا من الوسائل العلمية والإحصائية المستخدمـة من قبل المنشآت في المجـال الصناعي والخدمي، التي ساعـدت في الارتقاء بمستويات تلك المنشـآت من الناحيــة الماليـة والإدارية والفنية، على حدِّ سواء.
ومن أهـم هـذه الوسائل العلميـة والإحصائيـة ما يطلق عليـه أسلوب "سيجما ستة". وتسلط بعض الأمثلة الواقعية الضوء على ذلك، فمثلاً، شركات "موتورولا" و"جنرال إليكتريك" من بين الشركات الأخرى، قد وضعت أهداف الجدارة والثقة لتصنيع منتجاتها وخدماتها التي يصفونها بأنها تحقيق لجودة "سيجما ستة". تُعَدُّ "سيجما ستة" بمثابة مبادرة للجودة، قائمة على مراقبة إحصائية للعمليات بأنواعها المختلفة الإدارية والمالية والفنية. ومن المعروف أنها تتميز عن باقي الأدوات العلمية الأخرى بالتحليل الإحصائي الدقيق، والطريقة النظامية لحل المشكلات، والتحديد الدقيق للأسباب الجذرية الخاصة بالتباين، وإعادة تعريف العمليات من أجل الحصول على نتائج طويلة المدى.

الأكثر قراءة