تنامي صناعة الساعات الفاخرة رغم ارتفاع معدلات التقليد

تنامي صناعة الساعات الفاخرة رغم ارتفاع معدلات التقليد

استضافت صالة الأحلام في مدينة بازل السويسرية أكبر معرض للساعات في العالم
حيث لم تظهر كل المحلات بمظهر واحد بل تباينت أشكالها بحسب تعدد و تنوع ماركات الساعات نفسها بينما تسللت نغمات الموسيقى الهادئة داخل ساحات العرض في صورة مناقضة تماما للضوضاء و الضجيج المصاحب لإقامة معارض السيارات.
ويؤكّد البريق والسحر الساطع في بازل على مدى تقدم وازدهار هذا القطاع ، فمثل هذا الازدهار لم يسبق أن شهده قطاع ساعات اليد الفاخرة منذ فترة طويلة. و ينتقي الآسيويون نحو 40 في المائة من هذه الموديلات الفاخرة في الوقت الراهن. وسجّلت صناعة ساعات اليد في عام 2005 أرباحا لسويسرا بلغت نحو 12 مليار فرنك (أي ثمانية مليارات يورو) من حجم التصدير. وتُعد هذه النسبة أكبر بنحو 50 في المائة مقارنة بالأعوام العشرة الماضية. وتحقق شركات الساعات السويسرية ازدهارا خاصا على الأخص ماركات مثل: سواتش، أوميجا، بريجوا و جلاس هوتيه و ريتشمونت السويسرية التي تتجنب طرح ماركة كارتييه و IWC في معرض بازل لادخارهما لمعرض آخر مصغر و مخصص للساعات الفاخرة فقط سيجري في جنيف .
وازداد حجم التنوّع في الطرز و الموضة و ارتفعت القيمة أكثر وأكثر، حيث زادت أسعار الساعات السويسرية خلال الأعوام الخمسة الماضية بنحو 51 في المائة لتصل إلى 472 فرنك سويسري بما يعادل نحو 300 يورو. و رغم أن أصحاب معارض الساعات غالباً ما يمتلكون مصانع ميكانيكية إلا أن العمل اليدوي ذا الذوق الرفيع يظل معبرا عن الثراء فوق معصم اليد .
وتظهر هنا المشكلة حيث يجتذب هذا القطاع الناجح كل يوم مزيدا من المزيفين الذين يقلدون العلامات التجارية السويسرية الفاخرة .
ويقول جاكوس دوشيني رئيس لجنة التصنيع في بازل إن جودة السلع المُقلّدة تتحسن أكثر عاماً بعد الآخر. وأشار إلى بيانات تُقدّر حجم الساعات السويسرية المُقلّدة المباعة سنوياً بنحو 40 مليون ساعة كان يفترض أن أرباحا تصل إلى نحو 800 مليون فرنك. ويؤكد دوششيني أنه من المستحيل القضاء تماما على ظاهرة التقليد كما انه من الصعب مواجهتها بجدية إلا من خلال مساعدة بعض الدول التي تتم فيها عمليات التقليد.
وهددت سويسرا باللجوء إلى منظمة التجارة العالمية لتشكو الصين من طوفان التقليد هذا حيث تشهد سوق تقليد ماركات الساعات السويسرية نمواً هائلاً وبسرعة مميزة حيث تكاد ترى ساعات مقلدة تباع في كل شارع من شوارع شنغهاي.
وتهدد تقديرات ارتفاع تكاليف تصنيع الساعات الماركات المتوسطة و المتدنية السعر التي بدأت بالفعل تفقد مراكزها. وهذا ما يستشعره بالضبط السويسريون و إذا لم تسارع مجموعة مثل سواتش إلى بيع منتجات فاخرة إلى جانب الساعات المتوسطة حينها قد تسوء الأمور
وبقي القول إنه في الوقت الذي يثب فيه السويسريون من رقم قياسي إلى آخر على قوائم تصدير ساعات اليد بعلاماتها التجارية الفاخرة فإن هذا القطاع في ألمانيا شهد خسائر ملحوظة في الخارج العام الماضي إذا ما استثنيا ماركتي جلاسهوتيه ولانجيه و اللذين هما في الأصل علامتان سويسريتان .

الأكثر قراءة