دول الخليج جاهزة لتغذية المشرق العربي بالكهرباء .. والتسعير لحظيا وبالمزاد

دول الخليج جاهزة لتغذية المشرق العربي بالكهرباء .. والتسعير لحظيا وبالمزاد

أكد الدكتور نجيب الجامع مدير إدارة الكهرباء والماء في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، جاهزية مشروع الربط الكهربائي الخليجي، للربط مع عدد من الدول المجاورة، في وقت رجح اكتمال المرحلة الأخيرة من المشروع الخليجي في 2011.وأكد المسؤول الخليجي وجود استثمارات مهمة في مشروع الربط الكهربائي، وبخاصة في مجال الألياف البصرية، لافتا إلى أنه المستغل منها في الوقت الحالي أقل بكثير من سعتها.
واستبعد الجامع في حوار مع ''الاقتصادية''، تعرض أي محطة كهربائية في المشروع الخليجي لضغط أكثر من سواها، وأكد أن أوقات ''الذروة'' لن تحتسب كأوقات ''طوارئ''.

ما الفوائد الاقتصادية؟
من أهمها تشجيع الصناعات المتعلقة بالربط الكهربائي، ومنها صناعة المعدات الكهربائية وقطاع الغيار في القطاع الكهربائي، وتخفيض احتياطي قدرات التوليد إلى النصف مقارنة بالوضع قبل الربط، وزيادة مساهمة القطاع الكهربائي في الناتج الاقتصادي لدول المجلس، وعدم الحاجة لبناء محطات توليد للكهرباء تزيد على 5 آلاف ميجا واط.

تقول إن دول مجلس التعاون ليست بحاجة لبناء محطات تزيد على 5 آلاف ميجاواط.. كيف؟
بالطبع .. لأن عملية الربط ستقلل من حاجة الدول إلى عمل احتياطات كبيرة لتغطية الطلب المحلي على الكهرباء.
عادة كل دولة تضع 20 في المائة من السعة المطلوبة زائدة على الاستهلاك المتوقع، فإذا كانت الدول مترابطة كهربائية لم يعد ذلك ضروريا، بل يتم خفضها في كل دولة على حدة، علما أنه يتم عمل دائرة مزدوجة بين كل محطة وأخرى.
متى يكتمل الربط تماما؟
أتوقع أن يكتمل قبل منتصف 2011، وقد تم تقسيم مشروع الربط الكهربائي إلى ثلاث مراحل، لأسباب فنية، إذ لم تكن شبكتا الكهرباء في الإمارات وعمان جاهزتين للربط في السابق.

ما آخر مرحلة في مشروع الربط بين دول المجلس؟
عندما يكتمل مشروع الربط بين محطة السلع في الإمارات ومحطة سلوى في السعودية.

كيف؟
هناك مشروع حاليا لبناء خط هوائي بين محطة السلع ومحطة سلوى، ومن المنتظر أن يكتمل في 2011.

لماذا تعتمدون على الربط الهوائي؟
لاعتبارات التكلفة المالية بسبب طول المسافات بين المحطات .. أستطيع القول إن تكلفة الخط الهوائي أقل عشر مرات مما لو كان أرضيا، الخطوط الأرضية تكون مجدية خصوصا في المدن.

لم يتبق حاليا للانضمام إلى مشروع الربط الكهربائي سوى الإمارات وعمان، لكن يبدو أن الإمارات أقرب إلى الانضمام .. ما التحدي الأكبر أمام العمانيين في هذا الخصوص؟
هناك أمور فنية مثل مواقع المحطات والمسارات.. هناك أمور فنية تتعلق بالجانب العماني من جهة، وبين عمان والإمارات من جهة أخرى.

أي محطة تتوقعون أن تتعرض لأحمال أكبر من سواها أثناء تشغيل الربط الكهربائي بعد اكتمال جميع مراحله؟
لن تكون هناك أي محطة متعرضة لأحمال أكثر أثناء التشغيل العادي.

ماذا تقصد بالتشغيل العادي؟
أثناء الطوارئ يكون التشغيل غير عادي.. بل انتقال الطاقة الكهربائية إلى الدول التي في حالة حاجة ملحة.. في حين أن هناك بعض الدول تطلب في أوقات أخرى كميات أكبر من الطاقة من خلال ربط شبكات الطاقة الكهربائية بين الدول الخليجية.

كيف يتم تسعير طلب تغذية دولة عضو في المجلس بالكهرباء؟
عن طريق المزاد لحظيا، إذ يعرض الطلب على الدول الأخرى، وتقدم الدول عروضها فيرسو العطاء على العرض الأقل،. لكن هذا لا علاقة له بالحالات الطارئة.
وعموما فإن اتفاقية تبادل وتجارة الطاقة أصبحت نافذة المفعول من حزيران (يونيو) الماضي، وهي التي تضع الشروط والقواعد لعمليات التبادل بين شبكات الدول الأعضاء.

هل تدخل أوقات الذروة ضمن حالات الطوارئ؟
لا... لا، إنما أقصد بالحالات الطارئة مثل أن تتوقف إحدى المحطات عن العمل، فإن الدول الأخرى تلتزم بتغطية ما تريده الدولة المحتاجة.
ماذا عن تسعير الطاقة في حالة الطوارئ؟
هذه لا تكون بالطريقة نفسها التي تتم في حالات التشغيل العادي. التعاون لن يكون على أساس التبادل التقني بل على أساس تبادل الطاقة. إذا كان عند دولة ما أمر طارئ فإن الدول الأخرى تغذيها بالطاقة اللازمة، ثم ترد الدولة المحتاجة تلك الكميات في وقت لاحق.
هناك اتفاقية تجارة وتبادل للطاقة تحكمها، وتتقيد بها الشركات المنوط بها تشغيل تلك الخطوط.

ما الفرص الاستثمارية الرئيسة في مشروع الربط الكهربائي؟
تكون بشكل رئيسي في الألياف البصرية، التي يعتمد عليها في نقل الاشارات بين المحطات. فهيئة الربط تستخدم الألياف البصرية في نقل الإشارات الكهربية، وعادة تكون حزمة الألياف سعتها كبيرة، لكن المستخدم حاليا أقل بمراحل من السعة الكاملة، لذا يمكن استخدامها من قبل شركات الاتصالات، إذ إن اعتماد تلك الشركات على شبكات مستقلة سيحملها أعباء مالية أكبر...إنها مكلفة.

إذا افترضنا أن دولة ما هي الأكثر تعرضا لانقطاع الكهرباء... كيف سيكون التعامل معها؟
حالات الطوارئ تحدث في أي لحظة... الدول الأخرى في المشروع عليها تغذيتها تلقائيا. أي دولة ليست بمنأى عن الظروف الطارئة، لا بد أن تساعد كل دولة الأخرى.

ماذا عن نوعية المحطات في مشروع الربط الكهربائي؟
هناتك محطة غونان محطة متميزة، على اعتبار أنها مركز للتحكم يراقب ويتحكم في بالمحطات الأخرى المرتبطة بمشروع الربط... وجميع المحطات المشاركة في مشروع الربط، إذا ترتبط مع محطة جنوب الدوحة في قطر، الجسرة في البحرين، الفاضلي في السعودية، والزور في الكويت، وأستطيع أن أوكد أن الاعتماد على الشبكة الخليجية عال، وبخاصة أن فيها خطا بديلا، فلو حدث أمر ما للخط الأول، فإن الطاقة تنتقل إلى الخط الثاني تلقائيا.

متى تتوقع أن يتم الربط مع دول خارج دول المجلس؟
لم يتم تحديد ذلك، لكن هناك فكرة للإفادة من المشروع الخليجي، بربطه مع الدول المجاورة، وهناك حاليا مشروع المشرق العربي، حيث يبحث وزراء الكهرباء العرب ربط الكهرباء بين العراق وسورية والأردن ومصر.
ومن الممكن أن يكون الربط بين المشروع الخليجي عن طريق العراق انطلاقا من محطة الكويت، أو مع محطة أردنية أو محطة مصرية انطلاقا من محطة سعودية.

كيف يمكن الربط بين السعودية ومصر؟
المقترح أن يتم تحت سطح البحر.

الأكثر قراءة